فتحي بن لزرق
14 دقيقة ·
مصارحة رقم 3
إلى المملكة العربية السعودية (هل نحن شركاء فعلاً؟)
في الشأن الجنوبي يبدو الحديث عن (الملف السعودي) حديث شائك يهرب عنه الكثير من النشطاء والصحفيين والإعلاميين وقبل كل هذا السياسيين ويبتلع الكثير من الجنوبيين ألسنتهم ولا يملكون قدرة الحديث عن الدور السعودي في الجنوب وكل ما قرأناه خلال الأشهر الماضية كانت عبارة واحدة وهي "شكرا سلمان" .
- أيا من هؤلاء لم يتحدث في يوم ما بشفافية عن شكل العلاقة الواجب إقامتها بين الجنوبيين والمملكة العربية السعودية.
- قبل أيام خرج وزير الخارجية السعودية عادل الجبير ليقول ان حكومته تسعى ليمن موحد والمؤسف ان الكثير من الجنوبيين ابتلعوا ألسنتهم ولم ينبسوا ببنت شفة.
- يحق للسعودية ان تتحدث عن مواقفها السياسية أيا كانت لكن في المقابل يحق لنا كجنوبيين ونحن نقف أمام واقعنا الصعب الذي أنتجته الحرب الأخيرة ان نتحدث بكل صدق وشفافية وان نخاطب الجانب السعودي ونتساءل عن دوره في الجنوب وأهمية هذا الدور .
- حينما نتحدث عن العلاقة التي نشاءت في الجنوب مؤخرا بين المقاومة الجنوبية والحكومة السعودية لايمكن الإنكار ان المقاومة الجنوبية قدمت للملكة العربية السعودية مافشل فيه جميع حلفائها في العالم اجمع .
- في جنوب اليمن فقط تمكنت المقاومة الجنوبية الحليفة للسعودية من كسر سيطرة إيرانية كان يراد فرضها وإذا نظرنا حول العالم سنجد ان حلفاء السعودية في لبنان – سوريا – العراق ومناطق أخرى كثيرة فشلوا في تحقيق الانتصار الذي حققته المقاومة الجنوبية في جنوب اليمن والتي تمكنت من إذلال حلفاء إيران في اليمن .
- لايمكن الإنكار بأي شكل من الأشكال بان الحرب التي دارت في الجنوب خلال الأشهر الماضية كانت جزء من صراع إقليمي طرفاه "إيران والسعودية" ولايمكن الإنكار أيضا ان المقاومة الجنوبية انحازت إلى جانب السعودية وانحاز الحوثيون إلى جانب إيران وبعد أشهر من الحرب حققت المقاومة الجنوبية الانتصار الأكبر الذي يمكن للسعودية ان تفاخر به في مواجهة إيران ولولا توفيق الله وصمود واستبسال الآلاف من أهالي الجنوب لما تحقق هذا الانتصار .
- بعد أشهر من الحرب في الجنوب وفي خضم تدهور الأوضاع المتزايد في الجنوب اعتقد انه يحق لنا في الجنوب ان نتوقف لكي نقيم العلاقة مع الجارة السعودية ونطرح السؤال الأكثر أهمية فيما إذا كنا "شركاء" أم إننا تابعون وتم استهلاكنا لمرحلة ما وحان الوقت للتخلص منا.
- بعد 7 أشهر من الحرب يمكن لنا التوقف أمام أمور كثيرة جدا ليس أولها ان المدن المحررة في الجنوب لاتزال بعيدة كل البعد عن اهتمام سعودي حقيقي يمكن له ان يعكس روح الإخاء والعلاقة الوثيقة والتحالف الحقيقي .
- بعد 7 أشهر لايزال غالبية موظفي الحكومة في محافظات الجنوب يتسلمون مرتباتهم من البنك المركزي بصنعاء .
- بعد 7 أشهر من انتهاء الحرب لم يتحدث أي طرف عن ماتم تدميره طوال الحرب من مبان وجسور ومصالح حكومية والقائمة تطول هنا ولم يتعهد لنا احد ببناء أي شيء .
- بعد 7 أشهر لاتزال شركة النفط الحكومية بعدن تجاهد لأجل ان توفر مشتقات النفط من هنا وهناك بالاستدانة في حين ان حليفتنا السعودية تقدم لمصر مشتقاتها النفطية ولأشهر طويلة وبالمجان .
- بعد 7 أشهر نقف أمام مقاومة ممزقة وقوات أمنية مهلهلة والآلاف من المجندين هنا وهناك يتهددهم خطر الجماعات المسلحة .
- بعد 7 أشهر لايزال الظلام يلف 90% من محافظات الجنوب بسبب وجود اعتمادات مالية لمحطات الكهرباء .
- يقف الجنوبيون أمام هذا الواقع الممزق وهم يرون ان حليفتهم السعودية بالغة السخاء مع مصر وباكستان وماليزيا ودول إفريقيا لكنها مع الجنوب ومدنه وشعبه تدير لهم ظهرها.
- اعتذر عن صراحتي هذه والتي قد لاتعجب كثيرين وقد اهاجم بسببها واخون .. الجنوب اليوم لاينقصه إلا اعتمادات مالية سهلة جدا هي قطرة ماء في بحر مايملكه الاشقاء الخليجيون.
- لانريد في الجنوب مشاريع ضخمة ولكننا نريد قليل من الأمن والأمان ومرتبات موظفي الحكومة ونريد تجنيد هؤلاء الشباب الذين قاتلوا قبل أشهر واستبسلوا وأذلوا حلفاء إيران ..
- في الجنوب اذا وفرت وظيفة تضمن عيش في ادنى حدوده لن نرى بلاطجة ولامسلحين سينخرط الجميع في صفوف الامن والجيش .
- الا يحق لنا في الجنوب ان نطالب "السعودية" برد الجميل – الا يحق لنا المطالبة بشراكة حقيقية.
- اتحدث اليوم هنا ناصحا للسعودية .. حينما تحركت السعودية في اليمن خلال الحرب الأخيرة كان تحركا متأخرا وبدلا من ان تدفع السعودية ضريبة بسيطة لتدخل سابق قبل العام 2015 دفعت الضريبة مضاعفة .
- والحال يتشابه في الجنوب اليوم وعلى السعودية ان تسارع فعلا وقولا لدعم الحكومة المحلية في عموم محافظات الجنوب وعليها ان كانت صادقة معنا ان توفر المخصصات المالية لمعسكرات التجنيد وعليها ان تحرص الا يصل الناس إلى قناعة مغشوشة بان الحوثيين افضل منهم
|