[علي المفلحي]

عبدربه الخطر الاكبر.
البعض يشكره ويعتبره جالب التحالف ومنقذ اليمن من قبضه الحوثي وعفاش.
لكن ماهو الوجه الحقيقي لعبدربه. ماهو تصور عبدربه لليمن. وجهة نظري ان عبدربه لا يقل خطرا عن المخلوع. لقد اتى للحكم بشكل غير اعتيادي كرئيس مؤقت. لو فرضا ان المخلوع لم يتحالف مع الحوثي واستقرت الامور هل كان عبدربه ليبقى على الحكم ام إن حيتان آل الاحمر وغيرهم سيفتكون به.
هناك ادله تقترح ان عبدربه كان مساعد في اسقاط اليمن بوحله الصراع لمصالح شخصيه والتمسك بالحكم. عبد ربه لم يدق اجراس الخطر عندما كان الحوثيون علىمشارف صنعاء، بل ظل يطمئن الجميع ان الامور بخير. لكنه كان يعقد الصفقات مع آل الاحمر وغيره من جنرالات كا المقدشي الذين كانوا في صراع مع المخلوع تمخض في عمليات عسكريه في عام 2011 وكانت نتائجها استهداف المخلوع شخصيا.حلف الاحمر وهادي استطاع اسقاط كل المنافسيين بضربه واحده. كان التحالف العربي وخاصه السعوديه كانت تعلم بأن الامور ستتجه الى المواجه العسكريه وان عليهم التدخل في نهايه المطاف. ولذا نجح هادي وجنرالاته بالهروب وباع وزير الدفاع الصبيحي لانه حجر عثره بوجه خطة هادي حيث انه كان سيقف مع الجنوب.
مايهمنا هو القضيه الجنوبيه. هادي لا يحبذ الانفصال بل يقف ضد الانفصال لحسابات واضحه. لو انفصل الجنوب فاين يكون هادي؟. هل سيصبح شمالي ام جنوبي؟ لا توجد له شعبيه بالبلدين. فالجنوب لا يزال يدفع ثمن حرب 1994 التي وقف هادي بكل مايملك ضد الجنوب وصار اليد اليمنى للمخلوع. وبالشمال سيتهمونه بتقسيم اليمن ولذا بقاء الوحده هو الحل الوحيد الذي يتمسك به هادي. هكذا يضمن بيع الصفقه للجنرال العجوز وبقيه العسكريين في الشمال.
الأن وبعد تعيين قيادات حراكيه في الجنوب هادي يقوم بتجويع وحرمان المقاومه من ابسط الامكانيات. لاتوجد اي ميزانيه لاي محافظ وعلى الرغم من التدهور الامني فألامن لا يحضى بدعم المادي والمعنوي الذي يستحقه. جنود يحملون اسلحتهم الخاصه وبدون رواتب. بينما يتقاضى الجنرالات والجنود في الشمال مبالغ كبيره لضمان ولائهم . ايظا تدخل هادي الغير مبرر بتفاصيل الأمن واعتراضه المستمر على مداهمه بؤر القاعده في عدن.
القاعده التي يقال انها عفاشيه وبوجه نضري هي العصى الذي يستخدمه هادي ليضمن اغراق الجنوب بحاله ارتباك امني يبعدهم عن التركيز على البناء والتنظيم سياسي والامني الذي يظمن الاستقرار ومن ثم تقوي من مطالبهم بالانفصال.
القاعده التي تفشت بدون اي تحدي او مواجهه في المكلا وابين ولحج وبدعم مالي ومعنوي من الشرعيه وصل الى تهريب دبابات لهم. كيف نفسر وجود جيش شرعي لا يحرك ساكننا بينما القاعده تستهدف كل القيادات الحراكيه في عدن. كيف نفسر عجز الشرعيه عن تحرير مكيراس وشبوه وتعز ومناطق على مرمى مدفعيه قاعده العند. العند الذي يجند فيه الألف من الشباب رافعين علم الوحده.. مهمتهم الحفاظ على سلطه رجل واحد هدفه حكم اليمن الموحد على حساب كل الاطراف. لماذا العند والجيش القابع في حضرموت لا يهاجم القاعده؟
ماهي حسابات الاطراف اذا.. عبدربه يريد الحكم.. ماذا عن قيادات الحراك التي وافقت على المناصب. هذه القيادات بين خيارين احلاهم مر. اما ان يخلوا السبيل لعبدربه فيعين من يحب من الحاشيه او العملاء او يشاركوا في بناء الوطن ويحاولوا تصحيح الأمن ويكونوا بنفس الوقت عرضه للفشل او القتل. الفشل الذي يديره هادي من طرفين.. الاول تقليص الامكانيات والصرفيات والتدخل المباشر بعمل وصلاحيات هذه القيادات والطرف الاخر الدعم المباشر وغير المباشر للقاعده بحمايتها تاره وعدم التعرض لها وتغذيتها بكل ما تحتاجه... وصلت الحال الى تهريب معدات ثقيله.
فما هو موقف التحالف من كل هذا. التحالف سيؤيد هادي وان تعاطف مع القضيه الجنوبيه.. فليست بصالح التحالف تقسيم اليمن وهذا جلي من خلال سياسه ترك الامن بعدن وبالجنوب مهمل فالمتعارف ان تحرير اي منطقه يتطلب تأمين من القوه الداخله حتى تستتب الامور. أيضا رفضهم لدعم المقاومه بشكل فعال في ترسيخ الأمن.. التحالف قادر على صرف مبالغ ماليه لتغطيه رواتب العسكر ودعمهم باسلحه ومعدات نوعيه. لكن حساباتهم هي نفس حسابات هادي.. فهم يريدون الجنوب ضعيف لكي يملو عليه شروط التسويه ثم الرضا بما قسموه له. فإذا نحن كبش فداء وقربان يقدمه هذا لهذا فنموت لكي يحيى الشيطان.
الخلاصه وبكل اسف واسى اقول ان الجنوبين يدفعون ثمن الوحده للمره الثالثه. ستكون هناك مواجهات وتصفيات قذره يضيع فيها الوطن والانسان والحق الى غير رجعه. ..الا اذا كانت هناك رؤيه واضحه وصريحه من كل الاطراف بمعنى اتفاق علني يقضي بان يتعاون ابناء الجنوب والشمال مع التحالف ضد الحوثي وعفاش..ثم الدخول بفدراليه تحت رعايه التحالف وبخلال فتره لا تتعدى السنتين يتم فيها استفتاء لابناء الجنوب عن الوحده او الانفصال. سيجنب هذا الحل المنطقه من الدخول بحروب وفتن مستقبليه ويفرض على الجميع احترام رأي الشعب بتحقيق مصيره. ليس بالجنوب فقط لكن الشمال من حقهم اي يعيشوا في بلد مسالم وبعيد عن المهاترات الاقليميه.