لن يزيح النظام إلا نظام
بقلم /عبدالرب محمد النقيب
ان ما يدور في عدن من أحداث تبدو وكأنها تدار من غرفة عمليات واحدة تتبع النظام اليمني (الفارسي) سواء كان من التابعين لصالح ومؤتمره أو لعلي محسن واصلاحه. وعلى كل حال فإن العمليات المنفذة تؤكد على أن خلفها جهاز أمني استخباراتي نظامي عالي المستوى في الحصول على المعلومات وتحديد الهدف واصطياده بكل دقة بالمكان والزمان المحدد. كما تؤكد على الجاهزية العالية للمنفذين كشبكة وأفراد.
وبهذا فإن شعب الجنوب واحراره يواجهون جهاز دولة نظامي بكل امكانياته المادية والعلمية والبشرية والمهنية، وليس أفراد مخربين أو إرهابيين فقط كما يحاول البعض تصويرهم.
ولهذا فإن أي جهود لن تأتي أكلها ولن تحقق أهدافها أذا استمر التعامل مع هذا الجهاز من خلال اجتهادات فردية لشخصيات محددة حتى وإن كانت هذه الشخصيات أمنية أو عسكرية.
اما إذا توفرت النية الحقيقية لدى الجميع وفي مقدمتهم دول التحالف لإعادة الأمن والاستقرار للجنوب ولعدن تحديدا، بالوقت الحالي فأن المطلوب اولا واخيرا العمل الندي. وهو أن يكون هناك جهازا أمنيا استخباراتيا عالي المستوى (جهاز دولة) في الجنوب، لمواجهة الجهاز الامني اليمني الفارسي الارهابي المنفذ لعمليات زعزعة الأمن في عدن والجنوب. وبعدم وجود ذلك فإن مسلسل الاغتيالات والتصفيات مستمر بل قد يتطور ويتخذ مشاهد مشابهة للوضع في العراق وسوريا.
ان إلقاء العبى على قيادة محافظة عدن وأمنها لمواجهة الوضع القائم يصنف من وجهة نظري بأنه استنزاف حقيقي من جهة، وإدخال الحراك والمقاومة الجنوبية بحلقة مفرغة وجولة جديدة من المواجهات التي ليس لها آخر من جهة أخرى. ومن العبث أن يقبل الجنوبيين الشرفاء بوضع كهذا لأنه وضع قد يقودنا إلى الزوال.
ان المطلب الملح الذي يجب أن تتمسك به قيادة العاصمة عدن هو المطالبة بسرعة المساندة الأمنية من دول التحالف لتشكيل جهاز أمني عالي المستوى بعدن، شبيه بالأجهزة الأمنية في بلدانهم. يبداء من خلال العمل المشترك والاستعانة بالخبراء الأمنيين في دول التحالف مع توفير كل الإمكانيات اللازمة لانجاح عمل هذا الجهاز وبدون ذلك كل الجهود والتضحيات سوف تكون هدرا...
|