[علي المفلحي]

فإذا رأيت من يمكر بك في خاصة نفسك اوخاصة اهلك فتذكر هذه الآية

(ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله )فإنها لم تُنزل لتتلى فقط ؛ بل نزلت تحذيرا لأهل المكر السيء وبردا وسلاما على كل من يُمكر به بسوء وهو بريء من السوء وحتى وان كان فيه شي من التقصير
وقد يمكر بك من هو اقرب الناس إليك
فهاذه الحياة في نظر البعض غابة ؛ يأكل فيها القوي الضعيف ؛ ويستعمل صاحب الذكاء ذكائه مكرا بغيره .
لكن ليس الأمر كذلك ؛ بل هناك رب عليم حكيم ؛عادل يبشر من يُمكر به من المؤمنين ببشارتين الأولى :أنه هو من يتولى التعامل المباشر مع أصحاب المكر فقال تعالى ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
والبشارة الثانية : أن هذا المكر السيء لا يحيق إلا بأهله قال تعالى ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ).
فلا تقلق من المكر وأهله ؛ فقط كن في الطريق الصحيح وفي المسار المخصص لك ولا تحمل هما لهم أبدا .
كم من مكر أرادوا اسقاطك به أو إلحاق الأذى والضرر بك ورد الله كيد الماكرين في نحورهم وأنت لم تعلم عنه حتى مجرد العلم.
وكم من مكر علمت عنه وحملت همه وإذا به يعود عليك بردا وسلاما ورفعة ونجاة .
وكم من شخص سعى لإفساد سمعتك أو الحديث في نيتك فلم تزد سمعتك مع الأيام إلا علوا ولا نيتك إلا إخلاصا وإخبات.
فلا تخف من هؤلاء فالله فوقهم غالب وقاهر وعليهم مقتدر انت فقط استمر في الخير والصلاح ولاتهتم
بقولهم وأفعالهم لان الله لايظلم عنده احد لانه الواحد الأحد وهو منتقم وجبار
واعلم انه وان يصبك شي يفرحو ويتغامزون وكانهم
بمنجى من امر الله وقضأة ففوض امرك للحي الْقَيُّوم سبحانه وتعالى