(هام جدددددددددددددا)
*****************
صناعة الاهتمامات الفارغة للشعوب
=================
حينما تشعر الأنظمة المستبدة بغضب الشعوب من أدائها وفشلها وظلمها وتسلطها ...
تلجأ إلى حيلة خبيثة هي استخدام وسائل إعلامها في صناعة الاهتمامات الفارغة للناس.
و في هذا المجال ومن أبرز مظاهر صناعة الاهتمامات الفارغة هو:
صناعة شخصيات فارغة تستقطب جمهورا واسعا لاسيما من الأميين والفارغين فشعب نسبة الأمية في بعض قطاعاته تزيد على 60% يمكن التأثير فيه بشكل كبير.
من خلال هذه الشخصيات الفارغة التي أصبحت تحتل مساحات كبيرة على شاشات الفضائيات.
ومن خلال الشخصيات الفارغة يتم صناعة موضوعات تافهة وفارغة لا حصر لها.
أما من يسمون أنفسهم متعلمين أو مثقفين فيتم إشغالهم من خلال صناعة الفضائح والسباب والشتائم والرد بين هذا المذيع وذاك، وذاك الممثل وتلك الراقصة.
أو تقوم الأجهزة السوداء بتسريب مقاطع وأشرطة سواء كانت حقيقية أو مفبركة ليتم إدخال هذه الزبالة إلى بيوت الناس.
عبر المخبرين في مواقع التواصل الاجتماعي والأمنجية الذين يعملون مقدمي برامج في الفضائيات.
، ليترك الناس همومهم وتدور حكاياتهم وجلساتهم حول شتائم هذا لذاك أو فضيحة هذه أو تلك..
حتى أصبح الفضاء مستنقعا يقذف بالقاذورات يوميا في بيوت الناس.
من خلال الشخصيات التي من المفترض أن تكون مصدرا للعلم والمعرفة والثقافة.
حينما أتابع بعض هذه المزابل الاعلامية أصابتني كآبة وحسرة على ما آلت إليه الأمور وحاولت أن أبحث عن شبيه لما وصل إليه إعلام المستنقعات والمزابل فلم أجد.
والمشكلة أن ما يجري يوضع على الشبكة العنقودية وسيبقى موثقا للتداول.
وهذا ما جعلني أقول إن هذا المنهج الفاسد يصلح أن يكون نموذجا يدرس في الأكاديميات عن وسائل وأساليب صناعة الاهتمامات الفارغة وإشغال الشعوب بالتفاهات من خلال إعلام المستنقعات،
لكن يبدو أن هذا المنهج حقق فشلا ذريعا...وظلت الزعامات مستجدية الشعب أن ينصرف عن فكرة الثورة الجديدة التي تطالب بها قطاعات واسعة من الشباب الغاضب .
لاسيما هؤلاء الذين خدعوا حين اكتشفوا أنهم يعيشون في مستنقعات الأكاذيب والفراغ وصناعة الأكاذيب،
صحيح أن هذه الوسائل والأساليب نجحت بشكل ... مع الأميين والفارغين .
لكن الذين يملكون عصا الغضب والتغيير في الشعوب ليسوا هؤلاء الذين يتلاعب بعقولهم كل يوم عدد من المخبرين عبر شاشات الفضائيات .
ولكنهم ذلك الجيل الجديد من الشباب الذي يحمل الأمل بالتغيير والذي سيصنع المستقبل ويلقي بكل هؤلاء في مزبلة التاريخ.
احمد منصور
منقول (بتصرف)
|