وداعاً بن جعفر ......
بقلم فتحي بن لزرق ..
لساعات طويلة أردت ان اكتب شيء ما عن "جعفر محمد سعد" لكنني حوصرت بعبرة طويلة وألم باتساع الوجود ..
في حياتي كتبت عن شخصيات كثيرة لكنني في حضرة "جعفر محمد سعد" وجدت كل الأشياء تغادرني ، أطاردها فلا ألحقها ..
مات أبو المساكين.. مات الرجل الذي اختطف قلوب عامة الناس دونما استئذان ..
جعفر غادر ياعدن .. ولن يعود ..
فليبكي الناس الذين بلا وطن ...فلتبكي سواحل الغدير وصلاح الدين ولينتحب "شمسان" ولتعلن صيرة "الحداد..
طفت "عدن" هذا المساء في الوجوه الم وفي حلوق الناس غصة وفي العيون ادمع تفيض وتفيض وفي الشوارع فراغ وفي السماء أمل غائب ..
عن "جعفر محمد سعد" الذي ذكر الناس بزمن سالمين نتحدث ونكتب ونبكي وننتحب وعن وطن خانه الجميع وانتصر له "سعد" ..
يا دار المسنين بالشيخ عثمان "سعد" رحل ..!!
وياشوارع المعلا بصباحها الندي "سعد" لن يمر من هنا مرة أخرى ..
يامن تقفون لأيام طويلة أمام أبواب البريد .. السائل عنكم "رحل"..
يامن تحلمون بشربة ماء نظيفة وضوء ليل لاينطفى موقد شموعكم "رحل".
يا أيها الجنوب .. سعد رحل وارتحل ..
عن "سعد" الذي لايملك قبيلة ولا حزب نكتب ونذكر "الناس"
سعد لم يكن منهم .. كان منا وكنا منه .. كنا قبيلته وحزبه ووطنه الصغير ..وكنا أملنا الكبير الذي نراه ينمو ويكبر كل يوم ..
سعد كان يطوف "عدن" كل صباح فمن للصباح القادم ..
يامدارس الأطفال يامعابد الناس وياطرقات المدينة لن يمر بك "احد" بعد اليوم ..
ياسالمين رحلت قبل 37 عام من اليوم ولازلنا نذكرك وحينما لاح في الأفق طيف "سالمين" جديد غاب واختفى ..
ياربنا الكبير .. ياواهب العطاء استودعناك جعفر .. فإننا نحبه فأحبه لحبنا لحبه ..
|