( لحظة تأمل على هامش الارهاب )
ان اي حدث لاسيما حينما يتضمن مأساة انسانية وتكون فيه ضحايا فأنه بالتأكيد يستفز المشاعر الانسانية لعموم الناس وتمتلىء على اثر ذلك صفحات التواصل والملتقيات الاجتماعية المختلفة بالحديث المفرط بالانفعالات التي يصاحبها الاستنكار والصور الحسية لبشاعة الحدث والبعض قد يمعن في الوصف وابداء السخط على جهة ما في مشهد لايخلو من التشنج ,ثم تبدأ التحليلات والمتابعات الاخبارية والتخمينات والنقاشات وتنفض المجالس وكل شخص قد اصابه الصداع من جراء ذلك , وتستمر الحكاية وتخرج بعض التفاصيل او التسريبات وماان يلبث الناس ان يحاولوا الفهم لما جرى حتى يحدث مشهد اخر لايقل بشاعة يثير الصدمة في نفوسهم فتتشكل موجة اخرى من الانفعالات وتأخذ مداها وتمضي كسابقتها .
لاتستعجلوا ايها الاحبة
ان ماكتبته اعلاه هو وصف لما يجري فقط وهذا الامر مبني على دراسات وتجارب وبحوث ويتم تنفيذ تلك الاحداث الارهابية بإتقان غير معهود في الوسط الاجتماعي الذي تحدث فيه تلك الاحداث وهذا اكبر دليل على ان المخطط يأتي دائماً من الخارج , ويتم استغلال فترة الانفعالات وردود الفعل في تمرير مخططات وتنفيذ خطوات اجرائية لم يكن بالامكان تنفيذها من قبل .
ان هذا السيناريو يتكرر دائماً وفي اماكن متعددة من العالم , ويبدو انه يأخذ مجراه في جنوبنا الحبيب ونحن نستمر في الاستجابة بكل تلقائية ونحيل كل اهتماماتنا حول الحدث لتمر بكل سلاسة سياسات يراد لها ان تأخذ مجراها ضمن السيناريو الذي قد يصدمنا فننتبه له ولكن حين لانكون قادرين على منع حدوثه .
انه تحدي كبير ذلك الذي نعيشه في عالمنا المعاصر يظهر فيه بجلاء الفرق بين سياسة التراكم المؤسسي الممنهج و سياسة الفعل التلقائي المباشر , ولعل هذا الفرق الشاسع هو مايجعل الغرب يصرف ثروات طائلة جداً على البحث العلمي بينما يأتي لدينا في ذيل الاهتمامات .
شيء من الحسرة يتملكني ولكن كان يجب ان اكتب لكم ماكتبت .
ويبقى شيء اكيد يمنحنا الطاقة والعزيمة والثبات الا وهو مقدار ايماننا بالله الواحد القهار فهو الهادي الى سواء السبيل وهو سبحانه من بيده ملكوت كل شيء واذا قضى امراً فإنما يقول له كن فيكون . والحمد لله رب العالمين
تحياتي واحترامي
م. جمال مطلق
6ديسمبر2015م
|