مرثية الى ..
اخي وصديقي الحنون جعفر محمد سعد
كتبها شمس الدين البكيلي
.. لقد أرقت مدامعي ، واحترقت جفوني وتقرحت شجنا وحزنا وتندما فقد اثار سهد رأيت قد احاط عيونك وخفقات قلبك سمعتها تئن من الألم ، فلويت ذراعي تحت راسك وضممتة الى صدري ثم قبلتة بكل رقة تعزف على أوتارها لحن الوداع الأخير .. فرأيت دمعا ينساب من مقلتيك كانة لؤلؤا تناثر على خديك ثم انساب الى صدري ، وأمسكت بيدي يداك فوجدتها كالثلج باردة ثم خارت قواك وضعفت تنهداتك فشعرت بزمر الملائكة قد هبطت مع أشعة الشمس الآتية من أعماق ذلك المؤن البعيد وأحاطت بمضجعك فانتزعت روحك عن جسدك بكل لطف .. لان نفسك الطيبة التقية لم تمسها عذابات الموت بل تتلطف بها كما تلطف بك الموت حين بلغت روحك التراقي وأطبق المنون جفني عينيك لكنة - اي الموت - قد نهش بمخالبة ضلوعي الضعيفة .. لان المنون حين يحضر يصرع الأجساد وينتزعُ منها الأرواح ، وذلك خين كان روحينا في تلك اللحظة في عناق رهيب !
فبكاك قلبي في داخلي والتهبت في عيني دموعي حزنا وفقدا وتندما ، يا لروعة الروح اذا اشتاقت الى روح ضناها الشوق كادت تموت من الوجد .. فزفت عرائس النور روحك النقية نحو الأفق البعيد خلف غيوم السحب الباكية فانهمرت دموعي وكنت انت برق غيومها ثم اجهش الأصدقاء والأحباء بالبكاء يفقدك ياجعفر ، وجسمي النحيل اسقمة فراقكم ، وانتحب الكرى من عذاب البين ولوعة السهدِ .. كيف لانبكيك ياجعفر وكيف لا نحزن و قد كنت لنا لحن طروبا فاتواريت عنا فتفجرنا أنينا وحنينا وتشوقا ، ورحلت عنا يتيما وبكى اليتم على الحاضر فينا ..
ياجعفر
وأني اسلك ان جئت اليَّ زائرا فأنشد عليَّ ماحلى بكم بعد الفراق الأليم ..
|