عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-12-05, 04:21 AM   #291
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 42,534
افتراضي

معجزة اسمها الضالع” أسطورة الصمود"
فلو أني كتبت عنها في كل يوم مقالة ما وفّيتها حقها على الجنوب ، وإنما اضطررت إلى ذكرها ليس لتحيزي بهذا المقال حبيت ارد على الكثيرين عفا الله عنهم إلى كتابة هذه الكلمات، فلقد جعلتموني -حين أمطرتموني برسائل الغضب والعتب عن مقال سابق عن الضالع في الفيس بوك- واحداً من اثنين أحدُهما شرٌ من صاحبه، لأن فضل الضالع على الجنوب لا ينكره إلا لئيم أو حاقد، فهل أنا حاقد أو لئيم؟ أو أن أكون ضعيف الذاكرة لدرجة أن أنسى أن الضالع هي أصل الثورة وأنها هي المهد الذي ترعرعت فيه أولَ ما ترعرعت، حتى وصلت إلى سائر أنحاء الجنوب فتيّةً عصيّةً على الاقتلاع؟
يا أهلنا في الضالع ويا أبطالها الكرام: اليوم يعترف كل واحد من الناس أنكم أصل الثورة وأول من فجّرها، وغداً سيقرؤون في كتب التاريخ أن عبودية قرنين ونصف انتهت بثورةٍ أوقدَ أهل الضالع نارها وغذّوها بالتضحيات. ولكن هل يحملنا الاعتراف بفضلِ بعضٍ على إنكار فضل آخرين؟ هل يسرّكم أن تُطوى وتُخفى حقائقُ من حقائق التاريخ؟ لن يسرّكم ذلك سواء أكانت لكم أم عليكم، ليس وأنتم أهل النخوة والإنصاف.
هذه كلها ليست البداية الحقيقية للثورة ولكنها إرهاصات يستوجب الإنصافُ ذكرَها ولا ينبغي إغفالها عندما يكتب المؤرخون تاريخ هذه الثورة العظيمة، ولكنهم -بعد أن يكتبوها- سيُجمعون على أنها كانت مقدمات للثورة وإرهاصات لها، وسيُجمعون على أن الثورة بدأت فعلياً في العام 1997، ثم انفجرت الانفجار الكبير في الضالع في ذلك اليوم المجيد سقط أول شهداء الثورة في الضالع محمد ثابت الزبيدي ومنذ اليوم التالي استلمت الضالع الرايةَ فلم تزل رايةً عالية خفّاقة في سماء العزة والكرامة، سماء الضالع وسماء الجنوب، بارك الله في أهل الضالع وأهل الجنوب .
سيقرأ الناس في كتب التاريخ بعد ألف عام أن الضالع هي التي أوقدت شرارة الثورة، بل إن أطفال الضالع هم أبطال الثورة الحقيقيون وهم الذين أشعلوا الفتيل، ولكنهم سيقرؤون أيضاً أن أول حراك ثوري بدأ في عدن، ولكنه كان حراكاً محدوداً، ولولا الضالع بعد الله أولاً وأخيراً- لخَبَت شعلةُ الثورة وماتت في مهدها.
وليقرأ الناس في كتب التاريخ في الغد ما يقرؤون، الذي يهمّنا اليوم هو أن لا تتغير نفوس الإخوة بعضهم على بعض بسبب تسجيل السبق والأفضلية. إنهم أصلاً أشقاء ثم صاروا في الثورة شركاء، فهل يختلف الشقيق مع الشقيق أو الشريك مع الشريك من أجل تقديم في الذكر أو تأخير؟ إن الهتاف الشهير الذي ما يزال الثوار يرددونه، “الشعب الجنوبي واحد”، هو أحب هتاف إلى قلبي وهو أبغض هتاف في أذن المحتل، فاستمروا في الصدع به وأخرجوه من قرارة القلب لا من طرف اللسان، عسى أن يكون هو البلسم الدائم لكل جرح وهو المهدئ للخواطر في كل حين، وحفظ الله لأهل الضالع الكرام وَحدتهم ومحبتهم اليوم وفي قادم الأيام.
وليقل الناس ما يقولون، ولعلهم يُنصفون أصحابَ الفضل أو لا يفعلون، فهل رجوتم -يوم أوقدتم ثورتكم يا أهل الضالع - هل رجوتم الذكر في أهل الأرض أم في أهل السماء؟ وهل رجوتم الشكر من الناس أم من رب الناس؟ وهل يضيع عند الله العمل أو يَطغى الله في الميزان؟ معاذ الله أن يفعل، وعند الله وبين يدي الله ينال السعداء خيرآ$$.
(فهدالشليمي)
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس