عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-12-03, 04:41 AM   #3
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 42,534
افتراضي

عبد الباري عطوان
ارضنا العربية باتت مستباحة.. اجواؤنا منتهكة من قبل طائرات من كل الجنسيات، ونتحدى ان يعرف احد عددها.. الدماء العربية والاسلامية الطاهرة تتدفق مثل الشلالات.. شهداؤنا بلا ارقام، ولا اكفان.. لا جنازات ولا معزون.
صواريخ هي الاحدث.. قنابل “ذكية”.. واخرى غبية.. وقوات خاصة امريكية.. واخرى روسية.. وثالثة بريطانية.. ورابعة فرنسية.. الجميع يقتل ويذبح ويقذف بحممه فوق رؤوس اهلنا، ولا احد يحتج او يعارض او يعترض.. وكأن قتل العرب والمسلمين بات حلالا زلالا.. واراضينا مشاعا بلا رحمة.. ولا سيادة.
***
كل هذا الذبح والدمار يتم تحت عنوان واحد، وهو محاربة “الدولة الاسلامية” واجتثاثها، مثلما “اجتثوا البعث” في العراق، ومعه الوحدة الوطنية، والتعايش والكرامة الانسانية، وكرسوا التفتيت الجغرافي والطائفي والعرقي.
نحن الآن امام مؤامرة كبيرة لتمزيق الجثة العربية الهامدة، نتابعها ونحن مفتوحي الاعين، بل والاخطر من ذلك ان “زعماءنا” يشاركون فيها ويمولونها من اموالنا ونفطنا وثرواتنا.
سورية تتعرض للتقسيم بين الشرق والغرب، الروس والامريكان، تماما مثلما حصل لالمانيا وكل دولة عظمى او شبه عظمى تريد قطعة منها، وسنفيق في يوم قريب على سورية الشرقية، وسورية الغربية، ودمشق الشمالية، ودمشق الجنوبية، ولا نستبعد بناء حوائط واسوار، مثل سور برلين، يكرس هذا التقسيم لعشرات السنوات المقبلة، فهذا هو المصير الذي ينتظر جميع دولنا ومدننا، ونحن في بداية البدايات فقط.
لا نفهم لماذا كل هذا السعار العسكري ضدنا.. ونسأل من ستقتل هذه الطائرات وصواريخها التي تزدحم بها اجواء سورية والعراق في الوقت الراهن، وكم عدد الشهداء.. نرجوكم اعطونا رقما واحدا.. ام ان شهداءنا بلا ارقام، وآلة القتل التي تحصد ارواحهم بلا عدادات، لانهم عرب ومسلمين تماما مثل شهداء العراق وليبيا واليمن وسورية؟
لا يمكن ان نصدق ان ستة آلاف غارة جوية شنها التحالف للقضاء على “الدولة الاسلامية” في العراق وسورية لم تقتل ابرياء، وان جميع قتلاها فقط من مقاتلي “الدولة الاسلامية” فلماذا لا ينتبه احد الى هذه الحقيقة المأساوية، ولماذا يعتم عليها اعلامنا العربي؟
هل من المنطق تصديق الدعاية الغربية، والعربية المتواطئة، التي تقول ان هذه الغارات المستمرة منذ عام لم تدمر الا مواقع “الدولة الاسلامية” وكيف؟ فعلى حد علمنا لا يوجد لابو بكر البغدادي قصرا مثل الاليزية، ولا قواعد عسكرية لدولته مثل نظيراتها الامريكية والفرنسية والبريطانية في دول الخليج؟
ثم من الذي خلق الحاضنة لـ”الدولة الاسلامية” في سورية والعراق، اليس هؤلاء الذين يتسابقون للقضاء عليها عندما بذروا بذور الطائفية والتهميش، وغزوا، واحتلوا بلداننا، �
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس