وهذا شرحي واجتهادي الشخصي في تفسير الحديث بين السطور باللون الأحمر فإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان وإن أصبت فمن الله
واستغفر الله العظيم من كل خطأ ارتكبته جهلاً أو تهاوناً أو تجاسراً أو تعدياً على ماليس لي به علم.
حدثنا ابو عمر (صاحب لنا من أهل البصرة)، حدثنا ابن لهيعة عن عبد الوهاب بن حسين بن محمد بن ثابت عن أبيه عن الحارث عن الهمداني عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
(يكون بين المسلمين والروم هدنة وصلح حتى يقاتلوا معهم عدواً لهم فيقاسمونهم غنائمهم ثم إن الروم يغزون مع المسلمين فارس فيقتلون مُقاتلهم ويسبون ذراريهم فتقول الروم: " قاسمونا الغنائم كما قاسمناكم" فيقاسمونهم الأموال وذراري الشرك فتقول الروم: " قاسمونا ماأصبتم من ذراريكم"! فيقولون (أي العرب): لانقاسمكم ذراري المسلمين أبدا! فيقولون (أي الروم): غدرتم بنا ! فترجع الروم إلى صاحبهم بالقسطنطينية (إسطنبول حالياً) فيقولون: إن العرب غدرت بنا ونحن أكثر منهم عدداً وأتم منهم عدة ً وأشد منهم قوةً، فأمدّنا نقاتلهم فيقول: ( أي صاحبهم أو حاكمهم أو المتحالف معهم) : "ماكنت لأغدر بهم ، قد كانت لهم الغلبة في طول الدهر علينا ". فيأتون صاحب رومية (ربما حاكمها أو بابا الفاتيكان) فيخبرونه بذلك فيوجه ثمانين غاية (أي ثمانين راية) تحت كل غاية إثنا عشر ألفاً في البحر، ويقول لهم صاحبهم: "إذا رسيتم بسواحل الشام فأحرقوا المراكب لتقاتلوا عن أنفسكم . فيفعلون ذلك ويأخذون أرض الشام كلها برها وبحرها ماخلا (أي ماعدا) مدينة دمشق والمعتق. ويخربون بيت المقدس (أستنتج من هذا الكلام أن القدس حينها ستكون محررة من الإحتلال الصهيوني ، وإلاّ ماحاجة الروم لتخريب القدس إذا كانت بيد أصدقائهم الصهاينة وليست بيد المسلمين خاصة وأنهم هم من أهدى إلى الصهاينة القدس بأنفسهم؟!) .
قال : فقال ابن مسعود : "وكم تسع دمشق من المسلمين؟"(أي أن ابن مسعود رضي الله عنه يتعجب كيف ستتسع دمشق الصغيرة لملايين المسلمين) فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " والذي نفسي بيده، لتتسعنّ على من يأتها من المسلمين كما يتسع الرحم على الولد" قلت: " وما المعتق يانبي الله؟" قال: "جبل بأرض الشام من حمص على نهر يقال له الأرنط فتكون ذراري المسلمين في أعلى المعتق والمسلمون على نهر الأرنط والمشركون خلف نهر الأرنط يقاتلونهم صباحاً ومساءً.
فإذا أبصر ذلك صاحب القسطنطينية وجه في البر إلى قنسرين ستمائة ألف (أي أن حاكم القسطنطينية سيغدر هو الآخر بالعرب ويستغل فرصة انشغال العرب مع الروم ليحتل قنسرين)، حتى تجيهم مادّة اليمن سبعين ألفاً (أي حتى يأتي مدد اليمن) ألّف الله قلوبهم بالإيمان، معهم أربعون ألفا من حمير (ومعروف أن قبائل حمير جنوبية وقبائل سبأ شمالية بما معناه أن أكثر من نصف مدد اليمن الممتد من جنوب مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية حتى الكويت سيكون من رجال [الجنوب العربي] هذا على افتراض أن الرسول قصد ان مدد حمير من ضمن مدد اليمن كله وإن كان (معهم) أي زيادة عليهم فسيكون أكثر من ثلث الجيش المقاتل هم من رجال الجنوب وفي كل الأحوال سيكونون هم الأغلبية في المدد والله أعلم) ،
حتى يأتوا بيت المقدس فيقاتلون الروم فيهزمونهم ويخرجونهم من جَنَدٍ إلى جَنَد (أي من بقعة إلى بقعة وتعريف الجنّد في المعجم اللغوي هو الأرض الغليظة التي توجد بها حجارة تشبه الطين). حتى يأتوا قنسرين (أي حتى يصلوا إلى المنطقة التي احتلها حاكم القسطنطينية) وتجيهم مادّة الموالي ( أي مدد الموالي) قال: قلت: " ومامادة الموالي يارسول الله؟" قال: " هم عتاقتكم وهم منكم (أي أن موالي فارس هم من سيسبيهم العرب في الحرب بينهم وبين فارس ثم يعتقونهم لوجه الله لأنهم ربما قاتلوهم كرهاً ، وأتوقع بأن الموالي هم البلوش وعرب الأحواز وسكان عربستان وغيرهم من المنتمين سياسيا وجغرافيا لدولة فارس (إيران حالياً) وأصبحوا عجماً ( لغةً) لكنهم في الأصل عرباً والدليل على صحة قولي هو قول الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم " وهم منكم" أي من أصول عربية كما فهمت والله أعلم .أو قد يكون معنى موالي أنهم المتعاطفين مع العرب ومؤيديهم من أهل فارس وقد يكون معنى قوله هم منكم كمثل قوله لسلمان رضي الله عنه "سلمان منَّا أهل البيت" . وقد مدحهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في عدة أحاديث)،
قوم يجيئون من قِبل فارس فيقولون: " تعصبتم (علينا) يامعشر العرب! (وجدت كلمة علينا بين قوسين في النص) لانكون مع أحد من الفريقين (مما يعني أن المدد من اليمن سينقسم إلى فريقين) ، أو تجتمع كلمتكم فتقاتل نزار يوماً واليمن يوماً والموالي يوماً (قبائل نزار هي إحدى قبائل بني شهر المشهورة وتعود بنسبها إلى قبيلة الأزد القحطانية، وتمتد هذه القبائل من أقصى بلاد بني شهر جنوباً حتى أقصاها شمالاً وحتى أغوار تهامة أي أنهم يسكنون في جنوب المملكة العربية السعودية) ،
فيخرجون إلى العمق وينزل المسلمون على نهر يقال له كذا وكذا يغزون (يبدو أن الراوي نسي إسم النهر) والمشركون على نهر يقال له الرقبة وهو النهر الأسود ، فيقاتلونهم فيرفع الله نصره عن العسكرين وينزل صبره عليهما حتى يُقتل من المسلمين الثلث (أي يقتل الثلث من السبعين ألف + الموالي الذين لم يأت الرسول على ذكر عددهم)، ويفر ثلث، ويبقى الثلث. فأما الثلث الذين يقتلون فشهيدهم كشهيد عشرة من شهداء بدر! يشفع الواحد من شهداء بدر لسبعين وشهيد الملاحم يشفع لسبع مائة . وأما الثلث الذين يفرون فإنهم يفترقون ثلاثة أثلاث، ثلث يلحقون بالروم ويقولون لو كان الله بهذا الدين من حاجة لنصرهم ! وهم مسلمة العرب (بهزا وتنوخ وطيء وسليم)[بالنسبة لهذه القبائل وجدت قبيلة بهراء التي تعود نسبها إلى قبيلة محارب القحطانية ولعله خطأ في الكتابة جعل من بهراء بهزا والله أعلم، أما قبيلة تنوخ فتعود لقبيلة أشجع وهي قبيلة هاجرت بأكملها من الجزيرة العربية إلى المغرب العربي ولا يوجد لها إلاَّ بقايا بضواحي المدينة المنورة، وأما قبيلة طيء فهي قبيلة تنتشر في الجزء الشمالي من محافظة الحسكة السورية إلى حدود أراضي محافظة نينوى الشرقية في العراق، وأما قبيلة سليم فهي قبيلة عدنانية، كانوا ومازالوا يقيمون في الحجاز وعليه فإن ثلث الثلث من الجيش الذي سيهرب سيرتدّون عن الإسلام وسيكفرون وهم ينتمون لهذه القبائل الأربعة منهم ربع ثلث الثلث سيكونون من بني قحطان ، ونصف ثلث الثلث سيكونون من نجد والمدينة ، وربع ثلث الثلث الأخير من سوريا والعراق، وربما هذا هو سبب قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا حيث أن من سيرتد ويتولى عن الزحف من اليمن والشام أقل بكثير من بقية قبائل نجد والمدينة والله أعلم]،
وثلث يقولون: " منازل آبائنا وأجدادنا خير ، لاتنالنا الروم أبداً! (أي لاتأسرنا أو تؤذينا بسوء أو موت)، مرّوا بنا إلى البدو وهم الأعراب.
وثلث يقولون: " إن كل شيء كإسمه وأرض الشام كإسمها الشؤم فسيروا بنا إلى العراق واليمن والحجاز حيث لانخاف الروم! (ونسوا أو تناسوا بأن التولي يوم الزحف من الكبائر وأن الخوف من الله أولى من الخوف من خلقه) .
وأما الثلث الباقي فيمشي بعضهم إلى بعض يقولون: " ألله الله! دعوا عنكم العصبية ولتجتمع كلمتكم وقاتلوا عدوكم فإنكم لن تُنصروا ماتعصبتم فيجتمعون جميعا ويتبايعون على أن يقاتلوا حتى يلحقوا بإخوانهم الذين قُتلوا فإذا أبصر الروم إلى من قد تحول إليهم ومن قُتلوا ورأوا قِلّة المسلمين ( وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) قام رومي بين الصفين معه بند في أعلاه صليب فينادي: " غَلب الصليب ، غَلب الصليب!" فيقوم رجل من المسلمين بين الصفين ومعه بند فينادي : " بل غلب أنصار الله ، بل غلب أنصار الله وأولياؤه!" فيغضب الله تعالى على الذين كفروا من قولهم غلب الصليب فيقول" " ياجبريل أغث عبادي!" فينزل جبريل في مائة ألف من الملائكة ويقول:" ياميكائيل أغث عبادي" فينحدر ميكائيل في مائتي ألف من الملائكة ويقول:" ياإسرافيل أغث عبادي" فينحدر إسرافيل في ثلثمائة ألف من الملائكة وينزل نصره على المؤمنين وينزل بأسه على الكفار فيقُتلون ويُهزمون ، ويسير المسلمون إلى أرض الروم حتى يأتوا عمورية ( وهي مدينة خربة مهجورة حاليا في تركيا) وعلى سورها خلق كثير (أي أن هذه المدينة ستُعمَّر من جديد وسيسكنها الآلآف المؤلفة وربما الملايين) .
يقولون(أي المسلمين) مارأينا شيئاً أكثر من الروم! كم قتلنا وهزمنا وماأكثرهم في هذه المدينة وعلى سورها! فيقولون (أي الروم) :أمِّنونا على أن نؤدي إليكم الجزية"، فيأخذون الأمان لهم ولجميع الروم على أداء الجزية ، وتجتمع إليهم أطرافهم (أي يأتي أناس من الروم من أطراف بلادهم ) فيقولون: " يامعشر العرب! إن الدجال قد خالفكم إلى دياركم (أي أن الدجال دخل دياركم) والخبر باطل (أي أنه كان مجرد مكيدة وإشاعة منهم) ، فمن كان فيكم منهم فلا يلقينَّ شيئاً مما معه فإنه قوة لكم على مابقي (وهنا الرسول يخاطب المسلمين ويوصيهم بأن أي رجل منكم مستقبلاً كان مع العرب الفاتحين للقسطنطينية بأن لايرمي جزعاً وخوفاً بالغنائم والأموال والسلاح الذي معه ويتركه لهم لأنه سينفع من سيمكث منهم ليدافع به عن نفسه) ،
فيخرجون فيجدون الخبر باطلاً وتثب الروم على مابقي في بلادهم من العرب فيقتلونهم حتى لايبقى بأرض الروم عربي ولا عربية ولا ولد إلاّ قُتل (أي أن الروم سيغدرون بمن بقي من المجاهدين المتواجدين في بلادهم ولن يكتفوا بذلك فحسب بل أنهم سيقومون بمذابح عظيمة ضد المدنيين العرب المهاجرين هناك تشبه إلى حد كبير مذابح سربرنيتسا الوحشية التي لم يستثنوا منها الأطفال والنساء والشيوخ وسيبيدون العرب في بلادهم عن بكرة أبيهم)
. فيبلغ ذلك المسلمين فيرجعون غضبا لله عز وجل فيقتلون مُقاتِلهم ويسبون الذراري ويجمعون الأموال (أي أن المسلمين لن يرتكبوا مذابح ضد المدنيين مثل الروم وانتقاماً منهم وإنما سيقتلون فقط المحاربين منهم الذين قتلوا المسلمين) لاينزلون بمدينة ولاحصن فوق ثلاثة أيام حتى يُفتح لهم ، وينزلون على الخليج حتى يفيض (أي خليج البسفور) فيصبح أهل القسطنطينية يقولون: " الصليب مد لنا بحرنا والمسيح ناصرنا!" (ومعنى ذلك أن أهل تركيا قد يرتدون في يوم من الأيام عن الإسلام ويعتنقون المسيحية) فيصبحون والخليج يابس ، فتُضرب فيه الأخبية (أي الخيم) ويُحسر البحر عن القسطنطينية ( أي ينحسر ويجف البحر عن إسطنبول) ويحيط المسلمون بمدينة الكفر ليلة الجمعة بالتحميد والتكبير والتهليل إلى الصباح ليس فيهم نائم ولا جالس! ( وهذا الكلام يعزز استنتاجي السابق من أن تركيا ستصبح مسيحية في يوم من الأيام وواضح من الحديث بأن المسلمون سيظلون واقفين ليلة الجمعة طوال الليل إلى الفجر )
فإذا طلع الفجر كبّر المسلمون تكبيرة واحدة فيسقط مابين البرجين فتقول الروم: " إنما كنا نقاتل العرب فالآن نقاتل ربنا وقد هدم لنا مدينتنا وخربها لهم " فيمكثون بأيديهم (أي يمكث الروم بأيدي المسلمين بعد فتح القسطنطينية) ويكيلون الذهب بالأترسة (أي يكيل المسلمون الذهب بالأترسة من كثرته وهي جمع ترس) ويقتسمون الذراري حتى يبلغ سهم الرجل منهم ثلاثمائة عذراء، ويتمتعوا بما في أيديهم ماشاء الله، (هنا يدل الحديث على أن المسلمين سيستمتعون في الحياة مدة من الزمن لايعلمها إلاَّ الله)
ثم يخرج الدجال حقا (أي أن خروج الدجال لن يكون في نفس اليوم لسقوط القسطنطينية بيد المسلمين كما يحاول أن يوحي بذلك بعض مشائخ السوء والإرهاب وإنما بعده بزمن والله أعلم حيث أن (ثم) هي حرف عطف تفيد الترتيب (والتراخي) أي أن ترتيب ظهور الدجال سيأتي بالتأكيد بعد فتح القسطنطينية ولكن بعد زمن معلوم عند الله عز وجل )،
ويفتح الله القسطنطينية على يدي أقوامٍ هم أولياء الله، يرفع الله عنهم الموت والمرض والسقم حتى ينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيقاتلون معه الدجال).
الخلاصة :
مما فهمته من الحديث أن الروم نوعين : روم القسطنطينية وروم رومية.
وأيضا مما فهمته بأن هناك شرطين لازمين لحدوث حرب الملحمة الكبرى وهما:
الأول تحرر فلسطين من الإحتلال الصهيوني والثاني: إرتداد أهل القسطنطينية عن الإسلام.
وبما أن هذين الشرطين بعيدين نوعاً ما فإن هذه الحرب لن تحدث في هذه الأيام وإنما في المستقبل والله أعلم فقد ثبت أن (بعض) العلماء بعد كل فتنة تحدث في الشام وخاصة عند حروب المغول والتتار كانوا يقسمون بانها نهاية العالم وأنها حروب الملاحم ومن العلامات الكبرى الموجبة لظهور الدجال ولكن ذلك لم يحدث إطلاقا.
وقولي أن هذين الشرطين (بعيدين) بسبب أن العرب حاليا في أضعف حالاتهم سياسياً وعسكرياً وأن تركيا الآن أو اسطنبول (على الأقل) بها ملايين المسلمين الذي رفضوا العقيدة العلمانية الأتاتوركية وعادوا إلى حاضنة الإسلام.
ولا أرى أن هذه الحرب ستحدث قريبا مالم تحدث تغيرات دراماتيكية تقلب الأرض رأساً على عقب بحيث تتحرر فلسطين في غضون سنوات بل ربما شهور إن لم يكن أيام! وأن يرتد سكان اسطنبول كلهم بين عشية أو ضحاها وهي أمور لايقبل بها العقل والمنطق ولكن في الأخير لله الأمر من قبل ومن بعد.
لذلك أنصح نافخي الكير ومشعلي الفتن أن يريحوا أعصابهم لأن مايظنون بأنه سيحدث الآن قد لايحدث ولو بعد خمسين عاماً وأن هذا هو زمن ظهور المهدي المنتظر إنما هراء وأحلام يقظة ليس لها من الأحاديث مايدعمها .