من نبوءآت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن آخر الزمان
حدثنا ابو عمر (صاحب لنا من أهل البصرة)، حدثنا ابن لهيعة عن عبد الوهاب بن حسين بن محمد بن ثابت عن أبيه عن الحارث عن الهمداني عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
(يكون بين المسلمين والروم هدنة وصلح حتى يقاتلوا معهم عدواً لهم فيقاسمونهم غنائمهم ثم إن الروم يغزون مع المسلمين فارس فيقتلون مُقاتلهم ويسبون ذراريهم فتقول الروم: " قاسمونا الغنائم كما قاسمناكم" فيقاسمونهم الأموال وذراري الشرك فتقول الروم: " قاسمونا ماأصبتم من ذراريكم"! فيقولون : لانقاسمكم ذراري المسلمين أبدا! فيقولون : غدرتم بنا ! فترجع الروم إلى صاحبهم بالقسطنطينية فيقولون: إن العرب غدرت بنا ونحن أكثر منهم عدداً وأتم منهم عدة ً وأشد منهم قوةً، فأمدّنا نقاتلهم فيقول : "ماكنت لأغدر بهم ، قد كانت لهم الغلبة في طول الدهر علينا ". فيأتون صاحب روميّة فيخبرونه بذلك فيوجه ثمانين غاية تحت كل غاية إثنا عشر ألفاً في البحر، ويقول لهم صاحبهم: "إذا رسيتم بسواحل الشام فأحرقوا المراكب لتقاتلوا عن أنفسكم . فيفعلون ذلك ويأخذون أرض الشام كلها برها وبحرها ماخلا مدينة دمشق والمعتق. ويخربون بيت المقدس . قال : فقال ابن مسعود : "وكم تسع دمشق من المسلمين؟" فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " والذي نفسي بيده، لتتسعنّ على من يأتها من المسلمين كما يتسع الرحم على الولد" قلت: " وما المعتق يانبي الله؟" قال: "جبل بأرض الشام من حمص على نهر يقال له الأرنط فتكون ذراري المسلمين في أعلى المعتق والمسلمون على نهر الأرنط والمشركون خلف نهر الأرنط يقاتلونهم صباحاً ومساءً. فإذا أبصر ذلك صاحب القسطنطينية وجَّه في البر إلى قنسرين ستمائة ألف ، حتى يأتوا بيت المقدس فيقاتلون الروم فيهزمونهم ويخرجونهم من جَنَدٍ إلى جَنَد . حتى يأتوا قنسرين وتجيهم مادّة الموالي قال: قلت: " ومامادة الموالي يارسول الله؟" قال: " هم عتاقتكم وهم منكم ، قوم يجيئون من قِبل فارس فيقولون: " تعصبتم (علينا) يامعشر العرب! لانكون مع أحد من الفريقين ، أو تجتمع كلمتكم فتقاتل نزار يوما واليمن يوما والموالي يوما ، فيخرجون إلى العمق وينزل المسلمون على نهر يقال له كذا وكذا يغزون، والمشركون على نهر يقال له الرقبة وهو النهر الأسود ، فيقاتلونهم فيرفع الله نصره عن العسكرين وينزل صبره عليهما حتى يقتل من المسلمين الثلث، ويفر ثلث، ويبقى الثلث. فأما الثلث الذين يقتلون فشهيدهم كشهيد عشرة من شهداء بدر! يشفع الواحد من شهداء بدر لسبعين وشهيد الملاحم يشفع لسبع مائة . وأما الثلث الذين يفرون فإنهم يفترقون ثلاثة أثلاث، ثلث يلحقون بالروم ويقولون لو كان الله بهذا الدين من حاجة لنصرهم ! وهم مسلمة العرب (بهزا وتنوخ وطيء وسليم)، وثلث يقولون: " منازل آبائنا وأجدادنا خير ، لاتنالنا الروم أبداً! ، مرّوا بنا إلى البدو وهم الأعراب. وثلث يقولون: " إن كل شيء كإسمه وأرض الشام كإسمها الشؤم فسيروا بنا إلى العراق واليمن والحجاز حيث لانخاف الروم! وأما الثلث الباقي فيمشي بعضهم إلى بعض يقولون: " ألله الله! دعوا عنكم العصبية ولتجتمع كلمتكم وقاتلوا عدوكم فإنكم لن تُنصروا ماتعصبتم فيجتمعون جميعا ويتبايعون على أن يقاتلوا حتى يلحقوا بإخوانهم الذين قُتلوا فإذا أبصر الروم إلى من قد تحول إاليهم ومن قُتلوا ورأوا قِلّة المسلمين قام رومي بين الصفين معه بند في أعلاه صليب فينادي: " غَلب الصليب ، غَلب الصليب!" فيقوم رجل من المسلمين بين الصفين ومعه بند فينادي : " بل غلب أنصار الله ، بل غلب أنصار الله وأولياؤه!" فيغضب الله تعالى على الذين كفروا من قولهم غلب الصليب فيقول" " ياجبريل أغث عبادي!" فينزل جبريل في مائة ألف من الملائكة ويقول:" ياميكائيل أغث عبادي" فينحدر ميكائيل في مائتي ألف من الملائكة ويقول:" ياإسرافيل أغث عبادي" فينحدر إسرافيل في ثلثمائة ألف من الملائكة وينزل نصره على المؤمنين وينزل بأسه على الكفار فيقُتلون ويُهزمون ، ويسير المسلمون إلى أرض الروم حتى يأتوا عمورية وعلى سورها خلق كثير . يقولون مارأينا شيئاً أكثر من الروم! كم قتلنا وهزمنا وماأكثرهم في هذه المدينة وعلى سورها! فيقولون أمِّنونا على أن نؤدي إليكم الجزية فيأخذون الأمان لهم ولجميع الروم على أداء الجزية ، وتجتمع إليهم أطرافهم فيقولون: " يامعشر العرب! إن الدجال قد خالفكم إلى دياركم والخبر باطل ، فمن كان فيكم منهم فلا يلقين شيئا مما معه فإنه قوة لكم على مابقي ، فيخرجون فيجدون الخبر باطلاً وتثب الروم على مابقي في بلادهم من العرب فيقتلونهم حتى لايبقى بأرض الروم عربي ولا عربية ولا ولد إلاّ قُتل . فيبلغ ذلك المسلمين فيرجعون غضبا لله عز وجل فيقتلون مُقاتلهم ويسبون الذراري ويجمعون الأموال لاينزلون بمدينة ولاحصن فوق ثلاثة أيام حتى يُفتح لهم ، وينزلون على الخليج حتى يفيض فيصبح أهل القسطنطينية يقولون: " الصليب مد لنا بحرنا والمسيح ناصرنا!" فيصبحون والخليج يابس ، فتُضرب فيه الأخبية ويُحسر البحر عن القسطنطينية ويحيط المسلمون بمدينة الكفر ليلة الجمعة بالتحميد والتكبير والتهليل إلى الصباح ليس فيهم نائم ولا جالس! فإذا طلع الفجر كبّر المسلمون تكبيرة واحدة فيسقط مابين البرجين فتقول الروم: " إنما كنا نقاتل العرب فالآن نقاتل ربنا وقد هدم لنا مدينتنا وخربها لهم " . فيمكثون بأيديهم ويكيلون الذهب بالأترسة ويقتسمون الذراري حتى يبلغ سهم الرجل منهم ثلاثمائة عذراء، ويتمتعوا بما في أيديهم ماشاء الله، ثم يخرج الدجال حقا ، ويفتح الله القسطنطينية على يدي أقوامٍ هم أولياء الله، يرفع الله عنهم الموت والمرض والسقم حتى ينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيقاتلون معه الدجال).
إنتهى.