لصالح من يجري تغييب الجنوب في مجلس حقوق الانسان؟
كتب/ رائد الجحافي
لجنة التحقيق الوطنية اليمنية التي اعتمدها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أنشئت في العام 2011م أثناء ما يسمى بـ "ثورة التغيير اليمنية" حيث أعيد تفعيل نشاطها مع اندلاع الحرب الأخيرة، هذه اللجنة التي قدمت أوراقها إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قبل عدة أيام زعمت أنها تشكلت من ممثلين عن كافة مناطق اليمن وعن منظمات المجتمع المدني، وهي بذلك منحت نفسها حق تمثيل الجنوب بينما لا علاقة للجنوب بها ولم تكن تمثل أي منظمة أو جمعية أو مؤسسة جنوبية ولم تكن مخولة من الحراك الجنوبي، كما أن تلك اللجنة لا تشمل أي ممثلين جنوبيين.
والخطر الذي يتوقع حدوثه يتمثل في:
- أن تلك اللجنة لا تحمل أدنى فكرة عن قضية الجنوب بل ترفض القضية الجنوبية برمتها.
- أن يرنامج اللجنة لا يستهدف الجرائم التي طالت الجنوب طيلة (25) عاماً بل برنامجها يتمحور فقط حول مسألة واحدة تتمثل في نتائج المعارك الأخيرة، وفي نفس الوقت تركز اللجنة على مدن ومناطق في العربية اليمنية مثل "تعز" والجنوب في برنامجها مجرد مناطق يمنية يجري التطرف إليها لمجرد سرد صور للانتهاكات التي طالت عدن أثناء الحرب الأخيرة.
- كل ما قدمته وستقدمه تلك اللجنة يقوم وفق محتوى حقوقي شكلاً وينطلق وفق توجه سياسي يمني يبرز الصراع على أساس ما يخدم أطراف يمنية من أطراف النزاع يعد بحد ذاته رافضاً لفكرة افراد قضية الجنوب ولا يعترف بالقضية الجنوبية ولو في أدنى اعتبارات.
- أن التغاضي الجنوبي أمام هكذا أمر يسمح للقوى اليمنية بتغييب القضية الجنوبية في أهم مؤسسة دولية وهذا الأمر سينعكس سلباً على قضية الجنوب حاضراً ومستقبلاً.
وهنا نضع تساؤلا أمام الجنوبيين، ترى لصالح من يجري الصمت أمام هكذا أمور، ومنذ متى وشخصيات يمنية عملت وتعمل ضد قضية الجنوب مثل توكل كرمان وبرمان وخالد الانسي وغيرهم من الناشطين اليمنيين ومنظماتهم الحقوقية كانوا مع الجنوب؟، وهل كلفت تلك المنظمات الحقوقية اليمنية نفسها يوماً في التطرق لما تعرض له شعب الجنوب طيلة أكثر من عشرين عاماً من جرائم وانتهاكات بل كانت ولا تزال تلك المنظمات اليمنية تسعى إلى تزوير الحقائق وتعمل على اخفاء الانتهاكات التي طالت شعب الجنوب.
|