⚪ احمدعمر بن فريد.. حديث الاربعاء..
لكنها وحدها ... لا تكفي
حينما ينشد أطفال المدارس في طابورهم الصباحي بعدن وفي مختلف مناطق الجنوب اﻷناشيد الوطنية الجنوبية رافعين أعﻼم الجنوب فوقهم بكثافة فهذا مؤشر واضح على أن خيار حل الدولتين في الملف اليمني لم يعد خيارا سياسيا للنخب الجنوبية بقدر ماهو " مسألة أمر واقع " باتت تفرض نفسها اليوم وتستدعي أول ما تستدعي لﻼعتراف بها " الطرف الشمالي " أيا كان موقفه من اﻷحداث الحاصلة حاليا . فلم يعد باﻹمكان – تحت أي ذريعة – ووفق أي قوة حتى ولو كانت قاهرة التمكن من شطب هذا المعطى الوطني الجنوبي من عناصر الحل في اليمن .*
وحينما تتنتظم اليوم في الضالع على وجه التحديد وفي بعض مناطق الجنوب " المقاومة الجنوبية " في هذا النسق العسكري المنظم الذي ينبئ عن بداية تشكل " قوة عسكرية " جنوبية ضاربة تكون من أولى مهامها الدفاع عن إرادة شعب الجنوب في حريته واستقﻼله ومجابهة العدوان الشمالي " المحتمل " فهذا أيضا " معطى سياسي " يؤكد في نفس الفضاء بأن المسألة الجنوبية أخذت أبعادا أخرى لم تعد قابلة للتجاهل .
ونتذكر أنه* إلى اﻷمس القريب كان البعض حينما يقرر النيل من الحراك الجنوبي السلمي في وسائل اﻹعﻼم ويعمد إلى تضليل الرأي العام اﻹقليمي والدولي فيما يخص طبيعة هذا الحركة الوطنية , كان هذا البعض يستخدم صفة " الحراك *المسلح " مع علمه اليقين أن الحراك الجنوبي هو حراك سلمي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى , لكننا اليوم نجد أنفسنا أمام " أمر واقع " جديد يظهر بصورة ﻻ نملك نحن الجنوبيين إﻻ أن نفتخر بها .. وهي أن لدينا ليس حراك سلمي فقط , وإنما قوة عسكرية مسلحة *من شأنها قريبا أن تتحول إلى جيش متكامل اﻷركان والعناصر .
* لكن الغريب في اﻷمر على المستوى الجنوبي , أنه ﻻ يوجد – حتى اﻵن – صعود وتطور في اﻷداء السياسي للقوى السياسية الجنوبية يتوازى مع حجم التطور على الجانبين العسكري واﻷمني الذي انتجته أحداث عاصفة الحزم ! ومن المعروف أن " القوة العسكرية " حينما تكون بﻼ إدارة سياسية ضابطة ﻹيقاعها فقد تتحول في مرحلة ما إلى عامل سلبي وعبء إضافي ! وعلى هذا اﻷساس فإننا نرى حتمية وضرورة أن نعمل على إحياء الجانب السياسي الجنوبي ليس على تلك الشاكلة " المعيبة " التي كان عليها في مرحلة النضال السلمي والتي اتسمت بعدد ﻻ يحصى من " المكونات السياسية " وإنما على أساس ينطلق من روح المسؤولية واستشعار المخاطر المحدقة بنا التي تتطلب أول ما تتطلب " لجم الذات " ونزعاتها القاتلة على المستويين الفردي والجماعي .
*فهل يمكن في هذا اﻻتجاه أن تعترف قيادات المكونات السياسية الجنوبية الكثيرة اليوم أن المرحلة قد تجاوزت تلك المكونات بكافة أطرها وتشكيﻼتها الركيكة , وهل يمكن للقيادات السياسية الجنوبية أن تلتقي في مكان واحد داخل عدن لتضع أسس وقواعد جديدة لماهية وكيفية خلق " وعاء سياسي " جنوبي يمكن أن يمﻸ الفراغ ويتمثل فيه الجميع بصورة مرضية .... نتمنى ذلك !
*في هذا اﻻتجاه .. أدعو " شباب الجنوب " إلى لعب الدور الرئيس والمحوري في تسيير هذه المهمة وممارسة الضغوطات الكبيرة على مختلف اﻷطرف بما يؤدي إلى تحقيق هذا المطلوب الوطني , لكن هذه المهمة الشبابية المنتظرة تتطلب من الشباب انفسهم أن يكونوا هم القدوة العملية من خﻼل اﻹعﻼن الرسمي الجماعي عن حل " المكونات الشبابية " وتشكيل لجنة تحضيرية متوافق عليها لوضع أساس سليم يجاة..ري المرحلة ومتطلباتها لتشكيل " اتحاد شباب الجنوب " ... كمكون شبابي واحد ذا عقيدة وطنية واحدة ... فهل يقبل شباب الجنوب هذا التحدي الماثل أمامهم أم ﻻ ؟!!
|