[علي المفلحي]

بلاغ صادر عن التكتل السياسي الجنوبي المساند للمقاومة الجنوبية موجه للرأي العام في الداخل والخارج وإلى سلطة شرعية الرئيس هادي ..
يكشف أهم القضايا المسكوت عنها وخطورة الوضع حتى انعقاد لقاء جنيف .

بسم الله الرحمن الرحيم
من دوعي الاحساس بالمسؤلية الوطنية ومخاوف الوضع الراهن اننا في التكتل السياسي المساند للمقاومة الجنوبية - قيد التاسيس- نعلن موقفنا وراينا هذا ليصل للرأي العام وإلى سلطة شرعية الرئيس هادي ، والمقاومة الجنوبية .

نتابع بقلق كبير الوضع الراهن والمتمثل في الاتي:
لقد نجح الحوثيون والقوى المتحالفة معهم من تحقيق مكاسب سياسية ودبلماسية -غير متوقعة - خلال الفترة القصيرة الماضية، أي منذ بدء الحديث عن مؤتمر جنيف . حيث تحرك الحوثيون في نشاطهم الدبلماسي بدء بلقائهم مع ممثل الامين العام للأمم المتحدة مرورا بتواصلهم مع دوائر خارجية وبمساعدة إيرانية لبحث الوضع والوصول إلى صيغة تهيئ لانعقاد مؤتمر جنيف الذي كان قد اعلن عنه ممثل الأمين العام قبيل انعقاد مؤتمر الرياض في 17 مايو المنصرم .
بينما ظل الطرف الممثل للشرعية منكفئ على نفسه في الرياض يتحدث عن تنفيذ قرار الأمم المتحدة 2216 كشرط قبل مؤتمر جنيف ، إلا انه في الاخير رضخ لضغوط وساطات خارجية تتماشى مع توجه ورأي الحوثيون ، إذ حدد موعد انعقاد لقاء جنيف في 14 من هذا الشهر ، وحددت محاوره في قضايا سابقة وهي تكرار لمؤتمر حوار صنعاء والحوارات اللاحقه له جميعها انتقصت من قضية شعب الجنوب . كما انها لم تفضي إلى نتائج ايجابية تذكر.
يمكن القول ان جماعة الحوثي والمخلوع صالح قد نجحوا في جرجرت الرئيس هادي وسلطتة الشرعية إلى هذا الفخ الذي سوف يزيد من مكاسبهم السياسية .
وهذا يكشف لنا بوضوح فشل الادارة السياسية لسلطة شرعية الرئيس هادي والذي يعتمد فيها على حزب الاصلاح بدرجه رئيسية، وبعض العناصر التي تدين بالولاء ضمنيا لصالح ، ربما نجح صالح عندما رسم الدور لبعض من عناصره بان تدعي انسلاخها عنه وتلحق بجماعة الرياض مع شرعية الرئيس هادي ، أو تلك التي تنتمي لاحزاب أخرى خرجت من عباءة المؤتمر وصالح.
كل ما في الامر ان جميع هولاء خبروا هادي خلال سنوات طويلة وعرفوا امكانياته السياسية فضلا عن عقدة استقلال الجنوب التي يعاني منها .مما مكنهم من فرض سياج حوله يمنع تقاربه مع القوى الاخرى خصوصا الجنوبية منها ، والعمل على كيفية اضعاف دوره من داخل دائرة التاييد له .
وحتى الفريق المقرب من هادي والمحسوب على منطقته ، كان هو الاخر الذي ظل يعمل على استثمار تواجد هادي بالحكم لكسب مزيدا من الاموال لمصالحهم الشخصية، وهو المنهج الذي انطلق منه هادي وفريقة منذ ان كان يشغل مهام نائب الرئيس ولم تعطى له أي صلاحيات في الحكم سوى ما يحققوه من مصالح ذاتيه . وتفتحت شهية هولاء اكثر بعد وصول هادي للحكم ، فما بالكم وهم اليوم في عاصمة اغنى دولة عرببة سخرت كل امكانياتها لشرعية الرئيس هادي ، حيث نظر إليها هولاء من انها اخر الفرص واثمنها امامهم يعملون على استغلالها لخدمة مصالحهم بالنهج الذي تربع عليه هادي وفريقة خلال تواجدهم لسنوات طويلة في عاصمة الفساد صنعاء ، من امثال رئيس جهاز الامن القومي ، ونائب رئيس مجلس النواب وابناءه، ومحافظ عدن المختفي فيها منذ اليوم الاول للحرب وهو على تواصل بالرئيس يوميا يطلعة على كل انجازات الاخرين وينسبها إليه وانها تتم بتوجيهاته حتى اعمال الإغاثة الشعبية التي يقدمها المغتربين وبعض الخيرين من رجال المال تدرج ضمن حسابات وانجازات المحافظ حبتور ومدير مكتب هادي بعدن، يستلموا مخصصاتها من الرياض دون ان يصرفوا منها ريال واحد لصالح المقاومة والاغاثة . وهي اعمال قذرة واحتيال وقح متوقع من ناس عرفوا ببلطجتهم السياسية ، حيث يستغفلوا العامة بصلف، ولم يصل الامر بهم إلى هذا المستوى ، بل ادعائهم في تلك التقارير التي يرسلونها يوميا إلى الرئيس هادي بانهم من يدعم ويقود المقاومة بجبهات القتال محاولين سرقة بطولات الاخرين.
يذكر ان الرئيس قد اصدر قرارات بتغيير محافظ لحج وابين بعد اختفائفهم في بداية الحرب ولم يشمل تغيير محافظ عدن الذي هو اسواء من الاخرين بكثير . ويعد من عناصر المخلوع، وتشير المعلومات المؤكدة بانه على تواصل مع المخلوع والعميد عبدالملك المروني بصنعاء في قيادة اللجان الثورية التابعة للحوثي وقد طلب منه تامين حياته في عدن وهذه معلومات موثقة بالتسجيل ونتحدها ان ينكرها وسوف تكشفها الايام القادمة.
اننا نقول كل ذلك ليس مزايده أو افتراء او مجرد تشكيك ، ونحن ندرك أهمية اللحظة الراهنة التي تتطلب وحدة الجنوبيين وعدم فتح امور مثل ذلك.. لكن والله ثم والله ان استمرار هذا الوضع قد يجلب لنا العار والخسارة النكراء . فالقهر والالم الذي يعتصر كل ام شهيد او مفقود هو من دفعنا لكشف الحقائق على امل ان يصحى ضمير هولاء في هذا الوقت العصيب .
ونذكرهم بان الناس يدفعون دماء ويضحون بخيرت الشباب ليس من اجل شرعية هادي واستمرا بقائهم في الحكم ! . أو من اجل زيادة ارصدت مارم وحبتور المختفيين في سراديب مدينة الشعب والمنصورة، او من اجل زيادة ارصدت الشدادي والاحمدي المتواجدين في فنادق الرياض؟
ثم تخيلوا ايها الناس مثل هولاء ألنفر أي مشروع وطني يمكن ان يحملوه كان لليمن او للجنوب ؟؟
وهل يهمهم سقوط عدن وبقية المحافظات بيد الحوثي والمخلوع اكثر من همهم في استمرار الحرب على حساب ابناء الوطن حتى يستمروا في زيادة كسب الاموال التي تدر عليهم من خزائن الخليج .؟!
صحيح ياهؤلا انكم تستغفلون السواد الاعظم من ابناء المجتمع وتغالطون الكل وتستثمرون الدعم الخارجي لمصالحكم الشخصية وليس لمصلحة المقاومة او لمصلحة الهدف الذي تتجه دول الخليج لتنفيذه وهو محاربة النفوذ الايراني وما يحمله من مشروع يشكل خطرا على امن واستقرار الخليج.

لكن ستجدون من يعرفكم تماما ويدون كل ما تقومون به ومن المقربين منكم . ولن تمر على الناس الشرفاء آلاعيبكم هذه ما دامهم يدفعون ثمن باهض من أجل تحرير وطنهم وكرامة ابناءه وزوال الفاسدين والمتاجرين بدماء الشهداء .
عليكم ان تفهموا ان الخليج قد فهمكم اليوم اكثر من امس اذا لم تعرفون .
فهل تستطيعون فيما بعد التمتع بتلك الاموال الباهضة التي جمعتموها على حساب جماجم الرجال ؟؟!
أو تفكروا بعودتكم للحكم تتحدثون باسم الشهداء ؟؟!
لم يتبقى الا عشرة ايام لموعد لقاء جنيف . ماذا اعددتم له يا شرعية هادي ووكلائه في عدن ؟ ام ان همكم وخوفكم من استقلال الجنوب ، ذلك هو ما يدفعكم الى تقديم تنازلات اكبر لعدوكم كما يبدوا ؟! فالتهرب من ثمثيل المقاومة الجنوبية الحقيقية التي فرضت نفسها على ارض الواقع هو دليل على موافقتكم على محاور اللقاء التي تناقش اوضاع ما قبل الحرب والمقاومة اليس كذالك !!.
بالله عليكم اي لقاء ينعقد في ظروف حرب مدمرة في البلد راح ضحيتها الآف وجرح عشرات الالف وشرد مئات الالف من منازلهم ولم تناقش فيه هذه الحرب ويكون ممثليه هما من على الارض ليس طرف واحد بل الكل .
هل فكرتم ماذا يريد المقاتلين والمدافعين على أرض الجنوب . ام اكتفيتم في تجيير كل ذلك لخدمة شرعيتكم والعود للحكم. وهل فكرتم اذا ما عدتم للحكم هل تستمرون فيه ؟..
تجاه ذلك نراء من الواجب الاخلاقي اطلاع الراي العام به في هذه اللحظة التاريخية على كل ما ذكر اعلاه .
وعليه .. ندعو رجال ونساء وشباب وشيوخ الجنوب . وكل ابطال المقاومة في جبهات القتال إلى ادراك هذه المرحلة الخطيرة للغاية وما يترتب عليها من عمل يصون دما شهداءنا الابرار والسير في طريق الهدف الذي من اجله ضحوا بارواحهم الزكية . وعلينا الاحساس بألام الجرحى ومعاناة النازحين وخوف وعذاب الاسرا والمختطفين .
ايها المقاومة الجنوبية بكل اصنافكم انكم امام لحظة حاسمة وخطيرة جدا جدا.
ان الحوثيين والمخلوع سوف يركزون بشكل اكبر على فرض تواجدهم على ارض الواقع كما يبدوا وفي المقدمة يستهدفون اسقاط عدن قبل لقاء جنيف وهذا ما كشفته المعلومات وتحركاتهم على ارض الواقع ممثلة في الحشد والامداد لذلك رغم ضعفهم وتقهقرهم على الارض . الا انهم يريدوا تكرار تجربتهم في 94م قبل وصول قوات حفظ السلام حينها الى اليمن.

فما عليكم ايها الابطال الا التفكير في ذلك بجدية وحشد كل قواتكم وامكانياتكم وتنسيقها وسرعة العمل لتعزيز دفاعاتكم والتقدم في مهاجمة من تبقى منهم في عدن وعلى كل الجنوبيين الشرفاء من كل قبائل الجنوب ادراك هذه اللحظة والدفع بالكل للدفاع عن الوطن وفي المقدمة عدن. انها معركة البقاء والكرامة .
وعليكم ان تدركون ان الحرب هي ضد الجنوب وامتدادا لحرب 94م. وان غباء هادي وفسادة شلته قد زاد من تمكن صنعاء في استغلاله لضرب الجنوب ..
وفي الاخير نأمل من الرئيس الشرعي المراجعة والاهتمام بقضية شعب الجنوب فمازالت الفرصة سانحة امامه وطاقمه لصيانة دماء الشهداء الابرار وهدفهم الذي ضحوا بارواحهم من أجله .
فالتاريخ شاهد على ذلك .
والله من وراء القصد...

النصر للمقاومة ... الحرية للجنوب

صادر عن التكتل السياسي الجنوبي المساند للمقاومة الجنوبية - قيد التاسيس -
عدن 4 يونيو 2015م