محمد عبدالله الصلاحي
# هذا ما حدث في قاعة حوار الرياض اليوم .
قلتها من سابق في منشورات عديدة أن يكون للجنوب حضور وصوت في مؤتمر حوار الرياض خيراً من يتغيب كاملاً ويدع الآخرين يتكلمون عنه فيما لا يُفيده وفيما قد يضر المقاومة على الأرض تماماً كما يفعل الإعلام المُسيطر عليه من قبل لوبي تعزي .
وقلت يوماً عن قناعتي في الكلام حول الأشخاص : ( لم أمدح شخص قط في حياتي لذاته أو لشخصه ، وإن ظهر في بعض كلامي ما يُفسر على أنه هكذا فما هو إلا ذكرٌ لمحاسنه ، وفي هذا لست مادحاً وإنما منصفاً له ) .
في جلسة اليوم الثاني من مؤتمر الحوار التي ابتدأت منذُ الساعة الـ (10:00) صباحاً وكان مُقرر لها أن تستمر طويلاً إلى حدود الساعة الـ(09:00) مساءً ، لكن حدث ما لم يكن في حسبان أحد سواء من الحضور أو من لجان التنظيم والإعداد وعجل من انتهاء الجلسة بغير ترتيب مسبق لانتهائها .
ما إن بدأ المتكلمون يتكلمون وكلٌ يشرع في الحديث عن أمور لا تتماشى مع أحداث الواقع وما يُعانيه الكثير جراء الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي وصالح على الجنوب ، وكانت الساعة تُشير إلى الساعة الـ(05:00) مساءً حينما أوقف كندش السليماني ابو منير كل الحضور عن الكلام مقاطعاً إياهم ومُدلياً بحديث قوي هز قاعة الإجتماع وأحدث حالة من الإرباك لدى كثير من أعضاء الحوار من أبناء الشمال وحالة من الحرج لدى كثير من أبناء الجنوب المشاركين الذين تماشوا مع روتينية الحوار ولم يتطرقوا للأحداث المأساوية التي يُعاني منها ابناء الجنوب في عدن والضالع ولحج وأبين وغيرها من المدن .
أمتطى كندش أبو منير صهوة الكلام وأطلق العنان لجنوبيته وأخذ يطرح سيلاً من الكلام المسؤول ، مُعبراً عن غضبه الذي تراكم طيلة (7) ساعات من الكلام الخارج عن أحداث الساعة داعياً من وسط القاعة وموجهاً كلامه للحاضرين من أبناء الجنوب ومن الحضور الخليجي الرسمي إلى ضرورة تسريع الجهود وتكثيفها من أجل العمل على إنزال قوة برية جنوبية إلى عدن في أسرع وقت قبل أن يقع الفأس في الرأس وتسقط عدن في يد الحوثي .
كان طرحه قوياً أوجد حالة من التأييد لكلامه من قبل كل الجنوبيين ، وأحدث كلامه في القاعة إضطراباً من قبل المعارضين له وحالة من الهرج سادتها اضطرت على إثره قوات الأمن إلى التدخل وفض حالة الفوضى التي سادت وأُنهيت الجلسة فوراً قبل اكتمالها .
لهذا كنت أطرح وبقوة تأييد مشاركة جنوبيين مخلصين في الحوار حتى يتكلمون بلسان معاناة أبناء الجنوب ، وحتى لا نترك المجال لضَعاف النفوس بتزييف الحقائق أو التغاضي عما يحدث في عدن تماماً مثلما سارت عليه الجلسة منذُ بدايتها .
كندش ومنذُ خمسة أشهر ترك كل أعماله خلفه ومضى يعمل في خدمة القضية الجنوبية دونما تقصير ومن منطلق وطني بحت بذل فيه ما تمنع الكثير عن البذل بمثله ، أسميته ذات يوم بـ (الجندي المجهول) وهو أهلٌ لهذا الوصف ، وأنا هنا لا أتلكم من منطلق قربي منه وإنما من باب إعطاء الحق لأهله تقديراً لما يقومون به .
شكر الله سعيك ووفق خُطاك .
نحن نؤيد الحضور ونصحنا بالحضور من اجل اظهار القضية الجنوبية بقوة..
|