[علي المفلحي]

( مأساة )

بينما يسرح ويمرح التجار وبعض ميسوري الحال نرى هناك في الزاوية الأخرى أناس يكبتون عناءهم في دواخلهم ، أناس إن رأيتهم حسبتهم أغنياء من التعفف وهم في الواقع إن كشفت سرائر معيشتهم لما هنئت بمأكل ولما طاب لك النوم على فراشك.

من واقع الحياة وأنا أبحث بمعية صديقي عن أسر نازحة نرفع بها كشف إلى بعض فاعلي الخير إذا بنا نقف على مأساة أناس أشد فاقة وأعظم حاجة من كثير من الأسر النازحة..
هنالك أناس لديهم أسر كبيرة العدد كانوا يعتمدون في إعالتها على كدهم وعرق جبينهم... واليوم هم بلا عمل جراء هذه الأوضاع ، فمن أين سيعولون أسرهم ؟!
هنالك من لديه أسرة كبيرة وراتب زهيد لا يكفي لشراء القوت الضروري لاسيما مع ارتفاع الأسعار.
هنالك من رواتبهم مقطوعة لشهرين وثلاثة أشهر من أين لهم توفير قوت أبنائهم وأسرهم !
هنالك وهنالك... وغياب مدوي لأدنى القيم الإنسانية عند بعض الميسورين ، يشترون الخمسة والعشرة أكياس من الدقيق ليخزنوها في بيوتهم وكأن الآخرين قد عقدوا نية الصيام وتنازلوا عن حقهم في العيش على هذه الحياة ، كيف يهنأ لهؤلاء العيش وجيرانهم وأبناء مناطقهم لم يعد لهم سوى وجبة واحدة يتناولونها في اليوم ،

كثير من الأسر اليوم قد بات ستر الله يخفي حجم معاناتهم وعيشهم البائس ومع هذا ما زال بعض الميسورين ينتظرون أن يقف الناس على أبواب بيوتهم يتسولون رغيف وخبز العيش غير مدركين أن بعض الناس يموت وهو عزيز خير له من أن يمد يده ويسأل الآخرين حاجته.

فيا من أنعم الله عليكم بنعمة المال تحسسوا أحوال مناطقكم واطرقوا أبواب الفقراء والمحتاجين ولا تغرنكم المظاهر فبعض الناس فقير في بيته غني إذا خرج بين الناس ، عزيز يفضل الموت والفناء عن سؤال الناس .
لاتقولوا لديه راتب فبعض الناس رواتبهم لم تعد تكفي مع غلاء الأسعار ، وبعض الناس رواتبهم موقفه لم يستلموها والتجار لم يعودوا يعرفوا صاحبا أو زبون ، فالله الله بالتكافل فيما بيننا فالحياة مواقف والجمائل في هذه الأيام لاتنسى ، كل واحد يتحسس حال جيرانه وحال منطقته فمن فرج على مؤمن كربة في الدنيا فرج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة ، وما أحوجنا أيها الأخوة للأجر والحسنة الواحدة في يوم تعز في الحسنات وصوالح الأعمال.