صدى عدن / كتب : مراقب صدى عدن
حين يسمع المقاوم الجنوبي من وزير جنوبي تأكيده، بنبرات الواثق المتجهم، وهو يصر إلحاحاً ( كما يقول عادل امام) على مخرجات مؤتمر الموفمبيك وهو كان منظراً صغيراً في القضية الجنوبية قبل تصعيده الى الكرسي، حين يسمعه المقاوم قد يرمي بندقيته أو يكسرها ويلعن كل هذه الضمائر المتحولة.
ماذا سيقول ابناء مدينة عدن ومدينتهم الجميلة تحرقها فاشية اليمن المتجددة منذ 94، وماذا سيقول من فقد طفله أو زوجته أو أهله جميعاً ومن يبحث عن ملجأ او قطرة ماء ينقذ بها طفله الرضيع.
أليس من الغباء السياسي أن يعتلي وزير جنوبي ويؤكد بأن نهاية هذه المأساة والكارثة تتوّج بالرجوع الى مخرجات الموفمبيك الذي تم فيه الالتفاف الواضح المشين على قضية الجنوب.
ألا توجد هناك لغة سياسية تأخذ بعين الاعتبار عدم بث الاحباط في نفوس المقاومين الجنوبيين وهم يسطرون ملاحم بطولية لصد العدوان الهمجي. معلوم أن باسلمة لا يمتلك قدرات سياسية خاصة تمكنه من الخروج عن النص المرسوم له بشكل أو بآخر لتوصيل رأي أو موقف مغاير، فهذا شأن المخضرمين.
من الغريب أن يتم الترويج لحوار جديد يتبنى مخرجات الحوار القديم بكل تفاصيلة والارض تنزف دماً والمدن الجنوبية تحترق ومن الغريب ان الوزير يستذكر بصعوبة المدن الجنوبية المنكوبة ولولا لباقة المذيعة بأن تستدرجه الى مأساة عدن الكبيرة وفظائع الغزاة لظل يتغنى بالتهيئة لحوار يحضره صقور المؤتمر الشعبي ليؤكدوا خارطة طريق وهمية على أنقاض الجنوب المنكوب.
لا توجد لباقة سياسية حقيقية فالكل مشدود للأضواء والكراسي المنتظرة، متناسين ان الوقت الان يجب ان يكون لشد أزر المقاومة وتحريض العالم على إنقاذ شعب الجنوب وهذا ما تنبهت له مذيعة قناة الحدث لتوقف شطحات الوزير العاشق لمخرجات الموفمبيك، حين ألمحت له بأن العدوان يشتد على الارض والمأساة تتعاظم بشكل لا يُحْتمل، فأي معنى للحوار.
قليل من الخجل نقول للباسلمة واترك الموفمبيك لأهله يؤكدون على مخرجاته، أو عليك أن تستخدم لغة غير جارحة لمعنويات المقاومة.
يجب أن تتعلموا كيف تتحدثوا وتستروا انفسكم من السيولة في المواقف المتقلبة فهناك أسوار من الدماء الان تعلو وتعلو لتصنع حقائق جديدة على الارض وتصد محاولات إعادة تصدير الماضي.
سلام لشعب الجنوب الصابر وعلى المقاومة عدم الالتفات الى تلك الأصوات.
كتب مراقب صدى عدن
1مايو2015
|