ونحن نطالب بشرعية دولة الجنوب والقرارت الدولية
بقلم الشيخ/ عبدالرب محمد النقيب
سلسلة من المراحل مر بها شعب الجنوب في نضاله ضد الاحتلال اليمني منذ عام 94 حين فرضت الوحدة على الجنوب بقوة السلاح من قبل الجمهورية العربية اليمنية التي تجاوزت كل القرارات الدولية والعربية المؤكدة على أن الوحدة لا تفرض بقوة السلاح والمطالبة بعودة الطرفين (الجنوب والشمال) كلا الى حدود دولته المتعارف عليها ما قبل 90.
ومنذ ذلك الحين وشعب الجنوب يناضل ويستبسل من اجل استعادة شرعية دولته المستقلة المعترف بها دوليا بموجب قرارات مجلس الامن والامم المتحدة و جامعة الدول العربية في عام 1967. وقرارات مجلس الامن رقم 924 و931 الصادرة اثناء حرب صيف 94، وكذا موقف دول مجلس التعاون الخليجي الصادر عن الدورة الحادية والخمسون للمجلس الوزاري لدول مجلس التعاون بمدينة ابها في 5 -6 يونيو 1994، والذي اكد على ان الوحدة لا تتم إلا بتراضي الطرفين وطالما ان احد الطرفين قد عاد لاعلان دولته فلا يحق للطرف الاخر ان يفرضها باستخدام القوة والسلاح.
وحيث أن هدف شعب الجنوب هدفا شرعيا ونابعا من ارادة شعبية فإنه لم ولن ينتهي عند مرحلة أو معركة معينة. وقد كانت حرب صيف 94 هي اول المراحل النضالية التي خاضها الجنوب في سبيل استعادة شرعية دولته وهويته المستقلة عن ج.ع.ي. ومن خلال تلك الحرب أتضح تماما أن مشروع اعلان الوحدة قد انتهى بين الدولتين حيث عاد كل طرف الى حدوده وشن الشمال حربا شعواء على الجنوب بإستخدام فتوى دينية من قبل مشايخ حزب الاصلاح اليمني، تكفر شعب الجنوب وتحلل قتله واجتياح ارضه. وبذلك تحول مشروع اعلان الوحدة الى احتلال للجنوب ورفض للشرعية الدولية وتجاوزها.
وبرغم ذلك استمر شعب الجنوب بمقاومته للاحتلال اليمني وبلور نضاله في اكثر من حركة سياسية وثورية جنوبية، وتوجها في اعلان الحراك السلمي الجنوبي في 2007 كمقاومة جنوبية بنهجا سلميا. وامتد الحراك الجنوبي على سائر الارض الجنوبية واكتسب شعبية جماهيرية منقطعة النظير حتى اصبحت فعالياته تحظى بمشاركة وحضور ملايين من الجنوبيين. جميعهم يطالبون بتحرير ارضهم من احتلال نظام صنعاء وبإستعادة دولتهم الشرعية الحرة المستقلة.
وفي ظل تطور المتغيرات وتسارع الامتداد الحوثي وتطاوله على ارض الجنوب واعلانه للتعبئة ضد الجنوب لتكريس الغزو اليمني مجددا وبطابع عسكري ومذهبي يرفضه كل الرفض الشعب الجنوبي، وجد شباب وقبائل واحرار الجنوب انفسهم مضطرين الى حمل السلاح للدفاع عن ارضهم وكرامتهم وللتصدي للجيش اليمني ولمليشيات الحوثي. سائرين في ذلك على نفس الهدف الجنوبي وهو استعادة شرعية الدولة الجنوبية والقرارات الدولية والعربية المؤيدة لها.
واليوم شعب الجنوب ومقاومته الحرة التي اثبتت جذارتها في مواجهة الاحتلال اليمني والتصدي للامتداد الحوثي المذهبي الطائفي، يطالبون دول مجلس التعاون وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية لتعزيز دورهم في الجنوب والعمل على تطبيق قراراتهم ومواقفهم العادلة المتخذة في 94 وكذا القرارات الدولية الرافضة لاجتياح واحتلال الجنوب. فإن ما يحدث على ارض الواقع اثبت ان العمق الديني والثقافي والاستراتيجي لشعب الجنوب ينسجم ويتوافق تماما مع شعوب وقيادات دول الجوار العربي.
كما يناشد شعب الجنوب المجتمع الدولي و كل احرار العالم وكل المنظمات التي تؤيد الحريات والشرعية، بإن تقوم بدورها الحقيقي في تأييد شرعية الدولة الجنوبية الحرة المستقلة التي ستكون عونا في امن واستقرار المنطقة العربية. فالحماية الحقيقية لمضيق باب المندب وحماية المصالح العربية والدولية في المنطقة ستتجسد من خلال عودة دولة الجنوب التي ستكون جنبا إلى جنب مع دول الجوار لتبادل العلاقات والمصالح ، وللتصدي للمد الفارسي الهادف الى ابتلاع الجميع و مخاطره على ديننا الحنيف ومقدساتنا وأمتنا العربية والإسلامية. فلو اتخذ العالم اجمع والدول العربية والاسلامية مواقف اوضح واكثر جراءة لصالح شرعية دولة الجنوب في 94 لما وصل الوضع لما هو عليه.
|