[علي المفلحي]

صدى عدن / كتب : مراقب صدى عدن


مثلما بدأت عاصفة الحزم فجأة انتهت كذلك فجأة وبشكل لا يتوافق مع الأهداف المعلنة والتي تضمنت انسحاب الحوثيين من المدن تسليم الاسلحة وعودة الشرعية و... الخ.

كل ما نفهمه ان الجنوب ما يزال في عين العاصفة والحرب في دياره وبين أهله.

قال بيان وزارة الدفاع السعودية ان الحوثيين لم يعودوا يشكلوا خطر على المملكة...
هذا مفهوم ولكنهم ما يزالوا خطراً كبيراً على الجنوب وما يزالون يكثفون من قصفهم للمدن والقرى ومن قتل الابرياء وتدمير المصالح العامة والخاصة واستخدام البيوت والمنشآت لحربهم التي اشتدت منذ وقف الحزم وما زالوا يحاولون التقدم في عدن بكل السبل للتحكم بمواقع استراتيجية.

المقاومة الجنوبية مستمرة بنفس الوتيرة لانها تحمل اهداف التحرير الكامل من كل المليشيات الحوثعفاشية وتطهير الارض منها، ويعتقد الجنوبيون ان الاعلان المفاجئ لتوقف عاصفة الحزم قد خلق وضع محير جداً لكنه لم يؤثر على معنويات المقاومة الجنوبية التي ستأخذ زمام المبادرة بالاستمرار دون الالتفات للطبخات السياسية التي لا تخدم حق الجنوب في تقرير مصيرة، فهي كمقاومة جنوبية لا تعمل عند أحد وليست وكيلة او تابعة لاحد بل هي نابعة من الوسط الشعبي الجنوبي وملتزمة بتحرير الجنوب.

خطاب الرئيس هادي كان شاعرياً جداً وغير محدد كما لم يتضح من خلاله اي أفق.. لكن اغرب ما فيه هو دعوة الجيش للالتحام مع المقاومة الشعبية بينما يفهم قبل غيره ان هذا الجيش هو من لاحقه من صنعاء الى عدن ومن عدن الى المملكة ولن يكون سوى جيش عفاش ومعه حوثياته المليشياوية التي تمهد لظهور المهدي المنتظر بعد القضاء على أهل الجنوب.

المهمة الكبرى الان هي ان لا يكون الجنوب مطية اقليمية او داخلية يدفع دماء ابنائه ثمن لحرب لا تخدم أهدافه في التحرير، ولهذا يجب ان يكون واضح للداخل الجنوبي قبل الاخرين ان الجنوب يخوض معارك الشرف من اجل التحرير الكامل وإجبار العالم على التعامل مع هذه الحقائق وليس هناك من يضحي بالشباب خدمة لعودة فلان او علان لسدة الحوكمة والحوار الصنعاني.

عاصفة الحزم سواء كانت حازمة او مساومة او متغيرة الى اعادة أمل او غير ذلك، مجبرة ان تقاوم انتشار الغزاة في مناطق استراتيجية في الجنوب لأن الغزاة لن يغيروا من طبائعهم بعد انقضاء عاصفة الحزم وما بعدها فهم يمتلكون اهداف مقدسة لا يتخلون عنها ولهذا لا مناص من تحالف مع شعب الجنوب اليوم وغد وفي كل الأزمان والإقليم بحاجة الى الجنوب كجنوب مستقل وغير تابع لصنعاء فصنعاء لن يكون فيها غير الحوثة وعفاش والاصلاح الغير مأمونة جوانبه وستظل هذه القوى تتصالح وتتقاتل على السلطة الى اجل بعيد.
العالم يعلم ان الجنوب لم يحتمل جراحات 94 فكيف له ان يحتمل هذه الكارثة العظمى التي تقتل اهله وتدمر مدنه وقراه.
لهذا ستستمر المقاومة ويستمر الإسناد الجوي والبحري وربما اكثر، من قبل قوات التحالف حتى يتم النصر وليس النصر ببعيد وعلينا أن ننتظر المفاجأة السارّة .

مراقب صدى عدن
22ابريل 2015