بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ))
صدق الله العظيم.
ان شعب الجنوب وقف وقفة رجل واحد ضد تطاول الحوثيين وتحريضهم الغير مبرر ضد الجنوب وشن الحرب الاجرامية التي تصدت ومازالت تتصدى لها المقاومة الجنوبية واللجان وكل الاحرار، مقدمين ازكى واطهر الدماء شهداء وجرحى في مختلف الجبهات في الضالع وكرش وعدن. وان الذي جعل معظم الثوار يتقدمون هو تمسكهم بهدفهم المنشود وهو تحرير واستقلال الجنوب وليس اي سبب اخر. ولأن ابناء اليمن كانوا ضمن الصفوف فلابد من ان تظهر الارباكات هنا وهناك، فهل قتال الجندي اليمني من اجل الشرعية كقتال الثائر الجنوبي من اجل تحرير وطن واستعادة هوية. وبسبب هذا التباين بالأهداف وبسبب وجود بعض الجنود اليمنيين، حدث ما حدث في بعض الجبهات، مع ان ثبات واصرار احرار الجنوب احدث تغييرا حقيقيا في مسار المعارك.
ولهذا فإننا بهذه الاوقات علينا ان نحافظ على معنوياتنا العالية مهما ازدادت العقبات. ولنعلم جيدا ان الحرب مع الاحتلال اليمني لا تقتصر على معركة. والاهم من هذا وذاك ان نكون على يقين بإن النصر حليفنا بإذن الله متى ما كان التفافنا من اجل تحرير وطننا المحتل، متسلحين بالايمان بالله والارادة الصادقة بهدف ثورتتا. لا هدف اخر يشغلنا عن ذلك او يشوش افكارنا او يثبط عزائمنا.
ان الاحتلال بعنجهيته الغبية يكشف عن حقيقته القبيحة امام الجنوبيين فلم تعد هناك عين جنوبية ترى حسنة واحدة في البقاء تحت سيطرته. بل انه اصبح من الخزي والعار ان يقبل اي جنوبي بإستمرار بقاء الاحتلال او ان يقبل على نفسه ان يكون ضمن سلطة الاحتلال. فالجنوبي مستباح من وجهة نظرهم لانه جنوبي، وهذا ما تعرض له (الجنوبي) حتى وهو (رئيس)، حتى وهو يعمل من اجل الحفاظ على وحدتهم القائمة على مصالحهم. مع كل ذلك هو ليس مقبول وليس من حقه ان يكون حاكما ذو سلطة ونفوذ لانه جنوبي. هذه ثقافة الاحتلال وهذه لغتهم وهذا ما يجعل الجنوبيين يزدادوا تماسكا يوما بعد يوما. فعزتهم وكرامتهم مرتبطة بإستقلاليتهم في اطار دولة حرة مستقلة. وهذا الهدف الذي يجب علينا جميعا التجمع حوله والنضال لتحقيقه ليكون النصر والانتصار حليفنا.
ونسأل الله ان يرحم شهداءنا ويشفي جرحانا ويحرر اسرانا وينصر ثورتنا انه على كل شيئا قدير.
بقلم الشيخ عبدالرب محمد النقيب.
25 مارس 2015م
|