عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-03-22, 01:23 AM   #3
ابومحمدالناخبي 2010
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-01-05
المشاركات: 8,741
افتراضي

عن زعيم سبعيني يعيش المراهقة بأثر رجعي

د. عيدروس النقيب د. عيدروس النقيب
أرشيف الكاتب
من مقالات الكاتب
معركة المطار ليست سوى البداية.*
اغتيال الخيواني . . . اغتيال الصوت الحر!
بحاح. . . . بعد الإفراج!
النملة عندما تتحرش بالفيل.



ابتليت اليمن بزعيم خرج من عوالم الجريمة والانحراف والفتنة ليقذف به القدر إلى قمة هرم السلطة ويمكث على رأس هذه القمة ثلث قرن من السنين العجاف عرفت خلالها اليمن وأبناؤها ما لم يعرفه كل التاريخ اليمني من التحلل والتفكك والتناحر والفساد المالي والإداري والانهيار القيمي والأخلاقي، وما عشرات المليارات من الدولارات الامريكية التي كشفت عنها لجنة العقوبات الدولية إلا غيض من فيض مما اعطاه هذا الزعيم لليمن وأهلها.
لن أتناول السيرة الذاتية لهذا الزعيم (الكارثة)، فبصماته لم تدع بيتا إلا ودخلته ولا مصدرا للثروة إلا ووصلت إليه ولا قيمة أخلاقية إلا وأفسدتها ولا بقعة معافاة من جسد المجتمع إلا ونقلت إليها العدوى.
لست من المولعين بشخصنة الأشياء ولا بالحديث عن الأفراد كأفراد لكن علي عبد الله صالح ليس شخصا ولا فردا وحيدا يفعل باليمن ما يفعل بمفرده بل هو منظومة كاملة من الكراهية والمقت والخساسة واللؤم والحقد على كل الأشياء وكل الناس، سواء وهو في قمة الحكم أو وهو مبعد عنه شكلا.
ما تشهده البلد هذه الأيام من توترات سياسية وأمنية، وتفجيرات للجوامع ودور العبادة، واغتيالات للسياسيين، وتسليم معسكرات ومدن ومحافظات للجماعات الإرهابية وحشد الفيالق والألوية للاحتراب بين اليمنيين، كل هذا ليس إلا تجسيدا لشخصية الزعيم الذي ما يزال يواصل الانتقام من اليمن واليمنيين لأنهم تجرأوا وتمردوا عليه ذات يوم ليضعوا حدا لفساده وبطشه وطغيانه، و لست مع الذين يعتقدون أن علي عبد الله صالح لا يعلم بمستوى كراهية اليمنيين له وأنه واهم عندما ينوي العودة إلى الحكم بشخصه أو بشخص أحد أقربائه، إن الرجل يعي جيدا كم من الكراهية والمقت يكنهما له اليمنيون ويعرف أن عودة سلالته للحكم لن تكون إلا على أنهار من الدماء، لكن ما يقوم به اليوم من خلال الأجهزة والفيالق التي رباها على الولاء المطلق لشخصه إنما يعبر عن الرغبة في الانتقام السياسي ولو بالوسائل الدموية، من كل الذين قالوا له “كف عن العبث والسفه وقف عند حدك!”.
علي عبد الله صالح رجل سبعيني يمارس المراهقة السياسية بأثر رجعي وهو يعلم أن مراهقاته الصبيانية تجلب الوبال لكل اليمنيين بما في ذلك أنصاره الذين يعبئهم على اساس الطائفية والمذهبية والشطرية والقبلية والمناطقية والفئوية ليقتل بعضهم بعضا ويفتك بعضهم ببعض ويستمر مسلسل التفكيك والتدمير والعبث ليحمي الزعيم نفسه ومنهوباته، وليكرر البسطاء السذج ومعهم المنتفعين وتجار المواقف “سلام الله على عفاش”.
تفجير مسجدي صنعاء المكتضين بآلاف المصلين، واغتيال الرموز الثقافية والسياسية من مختلف الأطراف، بما في ذلك حلفاء الزعيم، تسليم عاصمة لحج للجماعات الإرهابية، التي خرجت من فقاسة “الزعيم الرمز” ومن ثم إشاعة الفوضى والرعب والسلب والنهب بين صفوف الأهالي، حشد الفيالق باتجاه تعز وعدن والضالع، وقصف دار الرئاسة في عدن بالطيران المسلوب من الدولة، كل هذه الأعمال لم تتم بعيدا عن أصابع الزعيم المتصابي، الماهر في ترويض الثعابين واللعب معها.
لكن المراهقة المتأخرة لها ثمنها والثمن هذه المرة قد لا يكون فقط انتزاع السلطة الخفية التي يتمتع بها الرجل ولا الحصول على حصانة إضافية تحميه من عواقب جرائمه المتراكمة، قبل وبعد الحصانة الأخيرة، بل إنها قد تكون الموت ميتة أبدية ابشع من تلك التي لاقاها نيرون وتشاوشيسكو، وهتلر وموسوليني أو تلك التي لاقاها الزعيم نفسه في جامع “النهدين”
* * *
لم استطع فهم قول اللجنة الأمنية بتعز بأنها تعرضت للخديعة عندما طلب منها استضافة قوات الحوثي ليومين فقط وبعدها ستتحرك القوات إلى عدن، فالقول بهذا يقدم عذرا أقبح من الذنب نفسه، فأولا ليس هناك استضافة بين المتحاربين والسلطة في تعز تدرك حجم الغدر والخداع الذي يجيده الحوثيون وحليفهم علي عبد الله صالح، وثانيا وهو الأقبح والأسوأ، هل لو صح انهم سيغادرون إلى عدن ستسمحون لهم بالمبات والانطلاق لمهاجمة عدن، وكيف تقولون أن تعز ليست طرفا في الصراع ثم تستضيفون أحد طرفي الصراع، لينطلق من حاضنتكم لمهاجمة الطرف الآخر؟ إبحثو عن عذر آخر تضحكوا به على عقول البسطاء أما هذا العذر فأنصحكم بالتخلي عنه لأنه يفقدكم الأهلية للحديث عن الحرص على تعز وأهلها وأمن أبنائها، ناهيك عن اليمنواليمنيين.
حديثي هذا موجه للجنة الأمنية المتواطئة أما أبنا تعز الأحرار فقد كانو أكثر شجاعة واستبسالا عندما واجهوا فيالق الحوثي بصدورهم العارية تماما كما فعلوا مع ضبعان وقيران وغيرهما من الضباع والأقيار، فتحية لشباب تعز وشابات تعز الميامين الذين أظهروا أنهم أكثر شجاعة وفطنة وذكاء وصدقا ممن يحوزون مختلف أنواع الأسلحة والعتاد لكنهم يوفرونها للزينة والاستعراض في حفلات الأفراح والأعراس والأعياد.



مصدر الخبر : موقع يافع نيوز الاخباري : http://www.yafa-news.net/archives/143607#ixzz3V3dOYRR8
__________________
ابومحمدالناخبي 2010 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس