تحليل : خطاب صالح لصالح الجنوب وهادي
التاريخ الثلاثاء /2015/03/10 / الساعة/: 1:22 مساءًلا يوجد تعليقات
الكاتب نبيل عبدالله
الكاتب نبيل عبدالله
خاص(الحدث الجنوبية) كتب :: نبيل عبدالله
لم يحمل خطاب صالح الاخير أي جديد فهذه مواقفه تجاه الجنوب ومعارضيه فالجنوب ليس إلا منجم وغنيمة يجب عدم التفريط فيها ويسعى جاهداً للهيمنة على اليمن عامة والجنوب خاصة لكن الملفت فقط هو الوضوح الإعلامي الذي ظهر به صالح ليؤكد الحقائق التي دأب على انكارها وتفنيدها
خطاب صالح اظهر مدى خوفه من تغير المعادلة الذي ضل احد ركائزها واللاعب الرئيسي والخفي فيها وصنع اداته التدميرية المتمثلة في حليفه الحوثي ليصل الى ما يسعى اليه قبل ان تنقلب الأمور عليهم وتتغير بخروج هادي الى عدن وتراجعه عن استقالته
صالح هاجم هادي لأنه هرب الى عدن معتبراً ان صنعاء عاصمة كل اليمنيين وبإمكانه ان يعيش فيها معززاً مكرماً متناسياً ان هادي تعرض لهجوم وحصار واقامة اجبارية واهانة من قبل جنوده الحوثيين وصنعاء هي نفسها الذي لازال فيها بحاح اسيراً
صالح انتقد هادي لتراجعه عن الاستقالة لأن الاستقالة تحسب لصالح هادي بحسب قوله الا انه سرعان ما قال ان الحوثيين خلعوا هادي في تناقض فاضح
تحدث صالح عن هيكلة الجيش معتبراً اياها مؤامرة وجميعنا يعلم ان الهيكلة تقوم على اقتلاع نفوذ صالح من الجيش وهو ما لم يتم بدليل مراهنة صالح على هزيمة هادي كهزيمة 94 وان لا مجال للهروب
وهذا يظهر للعالم مدى تعمق صالح في الجيش وما يمثله من خطر وبأنه الداعم الاول لصعود الحوثي المفاجئ
وفي خطابه الذي يُعتبر بمثابة خطاب حرب وصف قيادات الدولة الذين توجهوا الى عدن بأنهم مهرولين نحو الانفصالين وسيهربون كما هربوا الجنوبيين في حربه على الجنوب عام 1994
مهدداً ان هذه المرة لا هروب وانه سيعمل على تأمين البحر الأحمر في دلالة ان صالح لم يسلم السلطة فعلياً وانه يدير الى الحد الذي يعلن فيه تأمين المنافذ البحرية وتكلم وكأنه الرئيس الفعلي لليمن وهذا يظهر لليمنيين والعالم حقيقة الدولة العميقة التي سعت للانتقام من ثورة الشعب عليها وصنعت البؤس والحروب
ثم يخرج صالح في خطاب استعطافي غير مجدي ليسابق فيه حليفه عبدالملك الحوثي فيتحدث عن مظلومية الشعب وعن الخبز والرغيف وعن سحق الشعب واكل حقوقه ومستحقاته متحدثاً عن الدولة المدنية ليقدم نفسه البطل المنتصر لهم الذي عاد ليخلصهم ويعيد لهم رواتبهم ويعيد الاستثمارات الذي اتهم هادي بإيقافها فيما اليمنيين والعالم يتهم صالح بانه المتسبب الاول في ما وصل له اليمن من أجل أن يتباكى الناس على عهده
ليصف هادي ومعارضيه انهم كذابين وكررها ثلاثاً وكأن الشعب اليمني يعلم ومؤمن بصدقه ومصداقيته الذي اختبرها طوال 33 سنه
واستخف صالح بمؤيديه قائلاً هل عملنا انبوب معوج لشفط النفط حتى نكون ثروة قدرها 60 مليار وسط تصفيق هزيل متناسين ان صالح لا يحتاج لأنبوب تهريب فقد كان رئيس نظام يغرق في الفساد وباستطاعته تصديره مباشرة او بيعه بصفقات مشبوهة ناهيك عن بقية الثروات والدعم الخليجي والدولي والوظائف والمشاريع الوهمية ومنظومة فساد استمرت 33 سنة
وتوعد صالح بالظهور في الوقت المناسب لكشف الحقائق والملفات والخروج لمخاطبة الشعب في عودة سعى لها وخطط طوال الفترة الاخيرة
خطاب صالح اتى وسط مجاميع قدمهم اعلامه على انهم من تعز وحتى وان صح ذلك الا ان تعز وبغالبيتها ترفض صالح وتلعنه وكلمته العاطفية هي محاولة فاشلة لإعادة اصطفاف شعبي حوله ليعود للسلطة رسمياً مذكراً اياهم بمسيرات شعبية خرجت من تعز تطالب بتنصيبه رئيساً قبل 33 سنة
الاصطفاف الشعبي حول صالح مجرد فقاعة اعلامية وكل اليمنيين ينظرون له كشيطان صنع لهم البؤس والدمار ولازال الرفض لصالح وحليفه الحوثي يمتد من مارب الى الحديدة الى اب الى عمران وصنعاء وكل مناطق الشمال فعلى ماذا سيستند صالح في غزوته الجديدة على الجنوب
الجنوب اليوم اكثر تماسكاً وسيقاوم اي غزو وخطاب صالح الاخير اتى لصالح الجنوب ومن غير قصد وسيساعد في تقوية الجبهة الداخلية في الجنوب واظهر مدى الغطرسة والهيمنة التي ينظر بها صالح تجاه الجنوب وظهر صالح انفصالياً اكثر من من اسماهم بالمهرولين لتتضح الصورة اكثر للعالم اجمع ان الجنوب يخضع لاحتلال وليس وحده
كما ان الخطاب ستكون له تبعاته الايجابية لصالح هادي في مواجهة الحلف الشيطاني الذي ظهر واضح لليمنين والعالم والمتمثل في صالح + والحوثي