n, 08 Mar 2015 22:33:38 +0300
المجلس الوطني: الثورةُ أمام تحدٍ وجودي، واما أن نكون أو لا نكونخاص- عدن لايف:
أصدر المجلس الوطني الأعلي بيانا سياسيا عقب لقاء عقده في العاصمة عدن
أيها الثوار الأحرار في جنوبنا المحتل.
أيها المرابطون في ساحات وميادين الثورة السلمية التحررية :إن التطورات والأحداث المتسارعه وتداعياتها الدراماتيكية التي أفضت الى تصدع وانهيار سلطة الاحتلال ، ودخولها في فراغ دستوري وقانوني ، وانقسامها الى كتلتين تتنازعان الشرعية وإعادة الصراع شكلاً إلى ما كان علية قبل احتلال دولة الجنوب عام 1994 م ، حيث أفضى الإرباك القائم الى تعدد الأفهام في قراءة الأحداث والمتغيرات على ساحة ثورتنا وعلى الصعيد الاقليمي والدولي . لكن المجلس الوطني يرى ان استيعاب المتغيرات الحاصلة لا يلغي إعادة وهج الثوره الى الساحات واستثمار المتغيرات لصالح قضيتة وانتصارها. كما أن المجلس الوطني يرى ان الثوره لا ينبغي ان تراهن على ما في الضمائر او على الاحتمالات العاطفية او على ما تضخه مكينة الدعايات المضللة ، وانما على الوضوح بالقول والفعل وان لا ضامن لانتصار قضيتنا غير الفعل الثوري الجنوبي المرتقي الى مصاف التحديات والمخاطر التي تحيط بالثورة.
بيد ان المصاعب الذاتية ، في الأساس ، التي أعاقت ثورة شعب الجنوب التحررية من استثمار وتوظيف الفرص التي أتاحتها صراعات قوى ومراكز الاحتلال ، وتصدع السلطة وانهيارها ولاسيما منذ 21 سبتمبر 2014 م وانتهاءً بأحداث 19 _ 22 يناير الماضي وصولاً الى 21 فبراير الحالي ، حيث قادت التداعيات الدرامية لصراع أجنحة سلطة الاحتلال الى استغلال الفراغ السياسي والميداني الذي تركته مكونات الثوره السلمية الجنوبية التحررية في جنوبنا الثائر ، من قبل السلطات الإدارية والأمنية والعسكرية للاحتلال وركائزه في الجنوب ، لتتصدر المشهد خلال فتره 20 يناير - 21 فبراير الحالي 2015 م لتتجلى الحقائق التالية :
1_ تصدر المشهد السياسي والتحدث باسم الجنوب ، كطرف في صراع أجنحة سلطة الاحتلال ، بالتزامن مع اتصالات وتطمينات الأطراف في الثورة معلنة وغير معلنة.
2_تغييب صوت شعب الجنوب وثورته التحررية عن المشهد السياسي تقابله حالة تراخي وسط الثوره ، غير مبرر سياسياً.
3_ انفجار موروث الولاءات الأولية : القرابية والقبلية ... الخ ، متجسدة في التحركات والتهديدات الضاغطة للإفراج عن القيادات الجنوبية في سلطة الاحتلال ، المطاح بها ، من قبل أنصار الله في 19 - 20 يناير الماضي.
4_انطلاق ركائز الاحتلال في الجنوب من هدف فرض اقلمة الجنوب كأمر واقع.
5_تعاطي بعض القيادات والمكونات مع طروحات ودعوات بعض ركائز سلطة الاحتلال ، لضمان تهدئة الشارع السياسي الجنوبي الثائر ، ومن خلال ذلك يتم حقنه بأوهام تنسجم مع الإسقاطات الذهنية الرغبوية المؤمل تحققها في أذهان جماهير الثورة.
6_تسويق فكرة الخطر القادم من الحدود وإسنادها بتحركات عملية أبرزها ، اللقاءات القبلية ولقاءات السلطات المحلية في كلاً من المنطقة الوسطى أبين ، ولقاء قبائل حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى وبيانات قبائل شبوه ويافع.
7_ وبتهريب "هادي " الى العاصمة عدن ، فإن المخاطر على ثورة شعب الجنوب التحررية ، وقضيته الوطنية ، تزايدت ، لتضع الثورة وشعب الجنوب الثائر أمام تحدي وجودي ، إما أن يكون أو لا يكون.
8_وعليه فإن المجلس الوطني الأعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب ، يرى بأن التحدي الماثل أمام ثورة شعبنا التحررية بكل مكونات ثورتة وشرائحه الاجتماعية والمهنية والإبداعية ليس التشخيص الموضوعي للمخاطر والمؤامرات المحدقة بالثورة ومكاسبها وحسب ، بل - وهو الأهم - التحرك السريع والعمل المخلص المرتقي الى مصاف التحديات والمخاطر الملموسة ، بروح كفاحية مسؤولة لمواجهة المخاطر وإسقاط الرهانات التآمرية ، إذ أن التراخي واللامبالاة ، يعززان الرهاب السياسي في الوعي الجمعي الجنوبي ، بالتزامن مع خلط الأوراق واختراق التلاحم الشعبي الجنوبي سوف تتزايد مع ما أسلفنا الإشارة اليه في الفقره أعلاه .
واذا كانت الثوره رؤية وهدف واضح وفعل مستمر ، فلا بد من استيعاب التحديات بالإضافة الى ما سلف ذكره وأبرزها :
أ)حرف مسار الثورة عن خطها التحرري في مسارين ممنهجين :
إما طرفاً في صراع قوى وأجنحة سلطة الاحتلال ، وأما الزج بشعب الجنوب في صراع طائفي ومذهبي، يستهدفان:
*إفراغ الثورة الشعبية الجنوبية التحررية من مضامينها.
*الإقرار الضمني والصريح بإسقاط حقيقة أن الجنوب الأرض والإنسان أُخضع لإحتلال همجي بربري منذ احتلال دولتة في 7 يوليو 1994 م الأسود حتى اليوم ، أي شرعنة الاحتلال القائم بصرف الأنظار الى إحتلال قادم.
* إن تمرير هذا المخطط الجهنمي يعني - بالضرورة - ضرب الثورة ، وإسقاط قضية شعبنا العادلة ، وبالمحصلة النهائية اغتيال تطلعات شعبنا في الحرية والاستقلال وإهدار تضحياته ، ليحظى الاحتلال بنصر مجاني .
ب) إن اعلان عاصمة الجنوب " عدن " عاصمة موازية لعاصمة الاحتلال "صنعاء" سوف يجعل من عدن مركزاً لنشاط منظومة الاحتلال السياسية ومنطلقاً للصراع مع صنعاء وتحويل الجنوب إلى ساحة حرب ليصبح شعب الجنوب ضحيتها ، دون ان يكون شريكاً فيها ولا له فيها ناقه ولا جمل.
ج) إن مسار الأحداث وتداعياتها تكشف بأن البلاد مرشحة لاحتمالات صراع داخلي مسنود بصراع إقليمي ودولي ، حيث شرعت دولاً عدة في نقل سفاراتها الى عاصمة الجنوب عدن ليأخذ الصراع بعده الاقليمي والدولي.
د ) إن ما يجري اليوم ، وتحت الشمس ، من تآمر على الثورة الجنوبية التحررية ، آخذاً طريقه الى وعي الجماهير، وعبر المداهنين والمتعاونين مع المحتل ، هو خطر وضع الثوره رهينة خيارين لا ثالث لهما :
" إما مع هادي وإما مع انصار الله.فإن تحركت جماهير الثوره اتهمت بالأخير، وان صمتت اتهمت بالولاء للأول ، وعلية يرى المجلس الوطني أن التعاطي مع هذه الرهاب المصنوع في دوائر الاحتلال السياسية والاستخباراتية يمثل تواطُؤًا مع الاحتلال ، ان لم يكن استكمالاً لحلقة التآمر.
ه ) إن مخطط تفكيك لحمة شعب الجنوب تأخذ اتجاهات متعددة ، عبر شراء الذمم وكسب الولاءات الفردية والقبلية ، ولقاءات هادي الاخيرة أبرز دليل على ذلك
أيها الثوار الأحرار ..
يا من تحملون الأمانة والوفاء بعهودكم للشهداء والجرحى :
إن ثورة شعب الجنوب السلمية التحررية تواجه خطراً محدقاً بها من كل الاتجاهات ، خطر أكبر من خطر القوة والقمع والقتل والتنكيل ، انه خطر التعاطي الواعي وغير الواعي مع ما تضخه ماكينة الاحتلال الاعلامية ، وشبكتها الدعائية وسط الثورة لتبقى حبيسة رهانات الاحتلال، لخدمة اجندتة ومشاريعه السياسية ..
ويتجلى ذلك في النجاح النسبي للاحتلال ومن في فلكه في أحداث حالة انفصام في الوعي والموقف من الاحتلال ، فلم يعد الاحتلال لدى البعض " كل لا يتجزأ " برموزه وأشكاله وصوره منذ عشرين عاماً ،. يقبلون بالاحتلال الفعلي وينصرفون نحو احتلال محتمل قادم من الحدود.
نعم .. أيها الأحرار المخلصون..
إن الخطر غير مسبوق في مسيرة ثورتنا ولذلك، فان المجلس الوطني يرى ، أن لا مبرر سياسي لإيقاف الثورة السلمية ، ولا ضرر عليها من إعادة صوتها وحضورها السياسي والإعلامي والميداني ، والمتمسك بأهدافها وراياتها كثوره تحررية وقضية وطنية ، تنأى بنفسها عن صراع أجنحة الاحتلال، وتوظفه لصالحها في نضالاتها على مختلف الأصعدة والمسارات داخلياً وخارجياً .. فإرادة الشعوب لاتقهر ، لكنها تخدع ، والحذر من الخديعة ، ومن التهام الأوهام ، والرسول الكريم ( ص ) يحدثنا " إن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين" .وفي الختام أقر اللقاء الموسع تكليف هيئات المديريات بالعمل بين الجماهير لإخراجها من حالة الارتباك والضبابية ، وأوصى الهيئة القيادية العليا للمجلس بتنظيم لقاءات مماثلة في المحافظات ، لما لها من أهمية في هذه المرحلة الحرجة من مسيرة الثورة.
المجد والخلود للشهداء الأبرار
الشفاء للجرحى
الحرية للأسرى .. وأنها لثورة حتى النصر بإذن الله .
صادر عن اللقاء الموسع لهيئات وقيادات ومناضلي المجلس الوطني- عدن