عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-02-25, 03:17 PM   #4
رشلي
موقوف
 
تاريخ التسجيل: 2015-02-25
المشاركات: 62
افتراضي

علياء فيصل عبداللطيف الشعبي:
الاربعاء 16 يناير 2013 الساعة 09:00
علياء عبداللطيف الشعبي ابنة أول رئيس للوزراء

المستقلة خاص ليمنات
حادثة اغتيال الدگتور ياسين سعيد نعمان أنگأت جرحاً ما زال دامياً في قلبي
اليمنيون يبحثون عن ضوء في آخر النفق ووالدي لم يأتي إلى السلطة عبر القبيلة والعسگر
فيصل عبداللطيف الشعبي في سطور
“فيصل عبداللطيف، أحد أبطال اليمن الذين بذلوا حياتهم في سبيل خدمة بلدهم، تميز بحكمته وشخصيته القيادية، وبجسارة المناضل وعمق المثقف ونبوغ السياسي الفذ”.. تلك هي الكلمات التي استخلصها كل من عرفه عن قرب.. والذي مثل شخصية استثنائية في درب النضال.
حياة فيصل عبداللطيف الشعبي حافلة بالنشاط والنضال والمواقف التي لا يمكن نسيانها، وهو الذي نكتشفه عندما نستطلع سيرته بطريقة عابرة، وفي هذه المساحة نحاول سرد بعض الملامح عن شخصية هذا المناضل وأبرز محطات سيرته الذاتية بدءاً من ميلاده في قرية الشعب منطقة الصبيحة في محافظة لحج عام 1935م، حيث كان والده شيخاً مشهوراً، تم اغتياله بعد ما تآمر عليه الأنجليز وسلطان لحج بسبب سعيه لتوحيد قبائل الصبيحة، يعتبر فيصل من اوائل الذين أكملوا تعليمهم الثانوي في عدن، وهو متزوج وله ولدان وبنت، وكان جده عبدالقوي ناصر ممن نال حظاً من التعليم في تركيا في وقت مبكر.
نشأ فيصل يتيماً، حيث كفله عمه الشيخ محمد عبدالقوي الشعبي المعروف بمحمد رشاد، تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة جبل حديد- التي كان يدرس فيها أولاد الرؤساء والمشائخ- ثم درس المتوسط (الاعدادية) في المدرسة المحسنية العبدلية في الحوطة والتي كانت تديرها بعثة تعليمية مصرية، وبسبب نبوغه وذكائه المبكر تم إرساله في منحة دراسية إلى مصر، التحق بكلية التجارة والاقتصاد- جامعة عين شمس، وحصل على شهادة البكالريوس، وخلال دراسته الجامعية شارك متطوعاً في وحدات كتائب الطلاب أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ونظراً لشخصيته القيادية، وبيئته النضالية، التحق في حركة القوميين العرب، وحضر عدة دورات في العاصمة السورية دمشق، ثم تم تكليفه بمهمة تأسيس فرع الحركة في اليمن.
استطاع فيصل عبداللطيف في عام 1959م، وبما كان يتمتع به من ذكاء وخبرة تنظيمية تشكيل أولى الخلايا التنظيمية لحركة القوميين العرب في اليمن، وساعده في ذلك رفاقه المناضلون ومنهم: “سلطان أحمد عمر، وعبدالحافظ قائد، وسيف الضالعي، وطه أحمد مقبل، وعلي أحمد ناصر السلامي” وأصبح فيصل المسؤول الأول عن قيادة فرع الحركة في اليمن.
بعد تخرج فيصل من جامعة عين شمس عاد إلى عدن، والتحق بالعمل لدى وزارة التجارة في حكومة عدن، لمدة خمسة أشهر، ثم تفرغ للعمل التنظيمي، والإعداد لانطلاقة الكفاح المسلح، الذي اتسع ليشمل كافة مناطق الجنوب، وكان له فضل الاعداد والتحضير لفتح جبهة عدن للكفاح ضد المستعمر، باعتباره المسؤول الأول عن فرع حركة القوميين، استمر حتى منتصف عام 1965م، حيث اضطر للانتقال إلى تعز بناء على طلب قيادة الجبهة القومية، لتولي مسؤولية العمل المركزي هناك، لكنه سرعان ما عاد إلى عدن متخفياً بعد اعتقال الانجليز لقيادات الحركة.
عارض فيصل عملية الدمج القسري بين الجبهة القومية وجبهة التحرير، في 13 يناير 1966م، لأنها تمت خارج الأطر الشرعية والتنظيمية للجبهة القومية، رغم أنه كان يؤيد وحدة جميع القوى الوطنية عبر الحوار والأطر الشرعية.. اعتقل وتم ترحيله إلى تعز، ثم عاد إلى القاهرة، وبقي فيها 9 أشهر رغماً عنه، وفي منتصف 1967م، تمكن بعد تدخل القيادة القومية للحركة التي توسطت له عند الرئيس جمال عبدالناصر، من الخروج إلى بيروت ومنها إلى أسمرا وتعز متخفياً حتى وصل إلى عدن.
شارك فيصل في مفاوضات الاستقلال الوطني مع الانجليز بدون شروط على أسس التسليم بالسيادة الوطنية، وبعد رحيل المستعمر تقلد منصب وزير الاقتصاد والتجارة والتخطيط في أول حكومة وطنية، وكان يرى ضرورة الاعتماد على رأس المال الوطني في الداخل وفي المهجر لبناء الاقتصاد.
كان فيصل عبداللطيف مؤمناً بضرورة التعايش مع الآخرين رغم الاختلاف من منطلق حق الآخرين في التعبير عن آرائهم، وكان يرى أن الخطر الحقيقي يكمن في تفكك الجبهة الداخلية، وسبب المزايدات فقدم استقالته من وزارة التجارة، لكن بعد ذلك تم تعيينه وزيراً للخارجية، ثم رئيساً للوزراء في إبريل 1969م، قبل أن يجمد نشاطه بعد حركة 22 يونيو 1969م، التي اطاحت بحكومته وبالرئيس قحطان الشعبي.
فرض على فيصل الاقامة الجبرية في منطقة الرئاسة، وتم نقله إلى سجن الفتح (الرهيب) في مارس 1970م، وفي 2 إبريل 1965م، تم اغتياله وما زالت تفاصيلها غامضة حتى الآن وما زال الأشخاص الذين نفذوا الاغتيال مجهولين إلى اليوم ونذكر بعض الروايات: المناضل فيصل عبداللطيف اغتيل في سجن الفتح بعد اجتماع سري في غرفة قيادة معسكر الفتح في الطابق الذي يعلو الزنزانة، وعقب الاجتماع نزل 4 مسلحون وأُطفئت الأنوار، ما عدا غرفة القيادة والزنزانة رقم (4) وتسمى الزنزانة البيضاء لأن بابها أبيض، فتح الأربعة زنزانة خمسة أخرجوا فيصل بعنف وقوة، اقتادوه نحو الغرفة البيضاء، رموه أرضاً.. وفجأة دوت صيحة عنيفة من صدر فيصل على إثر طعنة بخنجر في مقدمة الآلي، دوت في أرجاء المعسكر قبل أن يفرغ الأربعة ذخيرتهم في جسده، لتمزيقه إرباً، وحسب هذه الرواية أن منفذي الإعدام قالوا: “جعلنا جسده منخلاً” بسبب كثرة الرصاص التي أطلقت على جسده، ساد الظلام أرجاء المعسكر والسجن، ومعه خوف ورعب لعملية إغتيال لم تنفذ من قبل بهذه الطريقة ولا يزال قبره مجهولاً حتى اليوم.

لم يكتب القدر لعلياء عبداللطيف الشعبي التمتع بحنان والدها ورعايته، فلم يكن عمرها عند تصفيته يزيد عن عشرة أشهر.. وبعد مرور أكثر من أربعين عاماً على رحيله لا تحلم علياء وأسرتها بأكثر من استلام جثته أو معرفة عنوان ضريحه، إنها تفتقد شخصيته كثيراً، وهذا ما جعلها تعتقد أن الاغتيالات والتصفيات هي الخطر الأكبر على أمن واستقرار اليمن، وترى في الدكتور ياسين سعيد نعمان ضوءاً في نهاية نفق مظلم وتخشى من أن ينطفئ فجأة هذا الضوء « هو الأمل».. تعتبر أن والدها المناضل فيصل عبداللطيف سيرة وطن.. بطل كبير تم تغييبه كثيراً، وتتمنى أن يحين الوقت لإنصافه، وإبراز ملامح نضاله الطويل وسيرته الحافلة..

التعديل الأخير تم بواسطة رشلي ; 2015-02-25 الساعة 03:21 PM
رشلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس