عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-02-22, 09:35 PM   #825
ابومحمدالناخبي 2010
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-01-05
المشاركات: 8,741
افتراضي

تقرير : رغم عودة هادي إلى عدن إلا ان المشهد السياسي في الجنوب ﻻيزال (مرتبكا )


معتصم بساحة العروض بخور مكسر يطالع صحيفة ورقية يوم السبت -عدن الغد
الأحد 22 فبراير 2015 07:57 مساءً
القسم السياسي بصحيفة عدن الغد
كانت الأجواء هادئة في مدينة عدن صباح يوم السبت حينما رن جرس الهاتف بغرفة الأخبار في صحيفة "عدن الغد" .

كان المتحدث على الاطرف مسئول محلي في السلطة المحلية بعدن قال ان موظفين حكوميين ابلغوه أنهم شاهدوا عربات حكومية تسير مسرعة صباحا صوب القصر الرئاسي بمنطقة "معاشيق" بكريتر.

منذ أشهر لم يظهر اسم "معاشيق" في نشرات الأخبار أو المتابعات الصحفية ولسنوات طويلة ظل الموقع مكانا ارتبط باسماء رؤساء يمنيون وجنوبيون عدة .

قال المسئول الحكومي انه ابلغ ان السيارات ربما كانت تقل الرئيس اليمني دخلت إلى معاشيق وطلب من طاقم الصحيفة متابعة "الخبر".

اجرى القسم السياسي اتصالا مباشرا بقيادي سياسي مقرب من "هادي" كان على الطرف الأخر من السماعة .. قال بنبرة صوت نائمة وثقيلة :" انه لم يبلغ ان "هادي" أو أيا من المسئولين المقربين منه.

بعد ساعات قليلة تمكنت صحيفة عدن الغد من التوصل الى طرف خيط يفيد بوصول الرئيس هادي الى عدن لكن التأكيدات في بداية الأمر كانت صعبة .

طوال يوم السبت كان الخبر اﻻكثر أهمية والذي تم تداوله في اليمن هو خبر وصول هادي الى مدينة عدن .

تسبب وصول هادي الى مدينة عدن بتغيير الخارطة السياسية في عدن على وجه الخصوص واليمن بشكل اكبر .

يقدم القسم السياسي في صحيفة عدن الغد قراءة سياسية للوضع السياسي في عدن وتأثيرات وصول هادي الى المدينة وتأثيره بشكل مجمل على الأوضاع في الجنوب .

رغم مرور حوالي شهر منذ تمكن جماعة الحوثي من حصار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي واجبارها له على تقديم استقالته من منصبه اﻻ ان المشهد السياسي في الجنوب ﻻيزال "مرتبكا".

لم تتمكن القوى السياسية في الجنوب من توحيد جهودها السياسية في مواجهة التغيرات الحاصلة حيث غابت عدد من التحركات السياسية وسط حالة من التباينات السياسية.

يطالب منذ العام 2007 قطاع واسع من الجنوبيين بالاستقلال عن الشمال لكن اضطرابات الشمال اﻻخيرة وسقوط الحكومة اليمنية في صنعاء اثبت ان التحركات الشعبية في الجنوب بحاجة الى حامل سياسي واضح.

يتنازع اﻻرضية السياسية في الجنوب عدد من التيارات السياسية وجميعها بدت غير قادرة على التعاطي اﻻيجابي مع المشهد السياسي اليمني الحالي كل ذلك من شأنه ان يعزز حالة الاحباط السياسية في الجنوب تجاه مايحدث .

سلطة محلية عاجزة

بدت اﻻطراف السياسية المنضوية ضمن قطاع السلطة المحلية في الجنوب كاحد اول اﻻطراف التي لم تستطع اتخاذ اي إجراءات حقيقية في مواجهة عملية اﻻنقلاب السياسية في اليمن.

اعلنت السلطات المحلية في الجنوب رفضها ﻻجراءات جماعة الحوثي لكنها بدت غير قادرة على اتخاذ اي موقف قوي وفاعل في مواجهة جماعة الحوثي.

سارعت السلطات الى اغﻻق المنافذ الجوية والبحرية بعدن وحضرموت بدأ وكان القرار ﻻيستند الى اي فائدة سياسية على اﻻرض.

خﻻل اسابيع من تفاقم الوضع السياسي والعسكري في صنعاء عقدت السلطات المحلية والعسكرية في محافظات الجنوب اكثر من اجتماع هددت فيه وتوعدت لكن دون جدوى.

اثبتت اﻻحداث السياسية ان حالة المركزية العميقة التي رسخها نظام الرئيس اليمني السابق علي صالح طوال عقود كانت متينة وعميقة بحيث قيدت اي حركة للقوى السياسية الحكومية المحلية في الجنوب في مواجهة المركز الرئيسي بصنعاء.

فشلت جميع السلطات المحلية في محافظات الجنوب من فك ارتباطها السياسي واﻻداري مع صنعاء اﻻمر الذي مكن جماعة الحوثي من اﻻمساك بزمام اﻻمور والظهور على انها قوة ادارية متحكمة.

تجاهلت القيادات الحكومية في محافظات الجنوب اﻻطراف السياسية اﻻخرى وبينها قوى الحراك الجنوب وذهبت خﻻفا لذلك الى محاولة التنسيق مع محافظات يمنية اخرى رافضة لجماعة الحوثي وهو الأمر الذي جعل المشهد السياسي في الجنوب أكثر ضبابية .

تسبب ذهاب القيادات الحكومية الى التحالف مع قوى سياسية يمنية بقطع الطريق امام اي عملية تقارب مع قوى الحراك.

ا



الحراك المقسم

لم يكن الفشل في ادارة المرحلة السياسية الحالية في الجنوب متصلا بالقيادات السلطوية في محافظات الجنوب الحراك الجنوبي كان هو اﻻخر يعيش حالة من اﻻرتباك السياسية.

فشلت قوى الحراك الجنوبي في التحرك لمواجهة التحديات اﻻخيرة وعملية اﻻنقﻻب السياسية في صنعاء .

عقب يوم واحد من محاصرة جماعة الحوثي للرئيس هادي في منزله بصنعاء سارعت قوى الحراك الجنوبي الى لقاء سياسي موسع بمنزل القيادي محمد علي احمد .

تفائل قطاع واسع من الجنوبيين بعقد هذا اللقاء لكن الجميع فوجئ عقب يومين بعقد لقاء اخر في منزل القيادي عبدالرحمن الجفري.

كعادة القوى السياسية في الحراك غرقت هذه القوى في مناقشة تفصيﻻت هذه التشكيﻻت دونما تحركات حقيقية على اﻻرض.

حلف قبائل حضرموت

في حضرموت لم يكن المشهد السياسي مختلفا عن بقية المحافظات الجنوبية ﻻكثر من اسبوع ونصف ظل حلف قبائل حضرموت يدعو لعقد لقاء موسع لكن دون ان يتمكن من التوصل الى اجماع بخصوص مخرجات حقيقية قوية لهذا اللقاء.

تمكن الحلف من عقد اللقاء يوم الـ16 من فبراير 2015 لكن المشاركة السياسية والقبلية لم تكن بالمستوى المطلوب قاطعت المهرة وسقطرى هذا اللقاء القبلي وهاجمت اطراف اخرى المشاركين فيه.

مع حلول المساء انتهى اللقاء القبلي وخرج المشاركون فيه ببيان قصير لم يتضمن اي اشياء ذات أهمية.

وصفت مخرجات اللقاء بالهزيلة والضعيفة ولم تتمكن من اﻻنتقال خطوة هامة الى اﻻمام.

ظلت حضرموت عاجزة عن انتاج اي فعل سياسي حقيقي على اﻻرض مثلها مثل محافظات الجنوب اﻻخرى .

كانت شبوة هي اﻻخرى تعيش حالة من العجز الرهبية رغم بعض اعمال التقدم التي قامت بها قوى الحراك الجنوبي فيها.

يوم الخميس 12 فبراير 2015 حاصر العشرات من مسلحي تنظيم القاعدة معسكرا للجيش بمدينة بيحان قبل ان يسقط ﻻحقا وتدشن اعمال نهب واسعة النطاق.

كان سقوط معسكر اللواء 19 مشاه ببيحان مؤشر خطير على انحدار اﻻوضاع نحو الفوضى.

بدا المشهد في الجنوب اجماﻻ يقترب من حالة الفوضى الكاملة قوى سياسية غير قادرة على إنتاج اي وضع حقيقي على اﻻرض يقابلها انهيار تام في تام في اﻻوضاع اﻻمنية بعدد من المدن الجنوبية.

هادي يظهر اخيرا

صباح يوم السبت 21 فبراير 2015 ظهر هادي في مدينة عدن عقب اسابيع من الحصار الذي فرضته عناصر جماعة الحوثي على منزله في صنعاء.

كان السؤال اﻻكثر اهمية بالنسبة لقطاع واسع من الجنوبيين هو ما الذي يمكن لهادي فعله في عدن.

عقب ساعات فقط من وصول هادي الى عدن سارع باصدار بيان سياسي مطول.

اكد الرجل في بيانه تمسكه بمنصبه رئيسا لليمن ورفضه لكل القرارات التي اتخذتها جماعة الحوثي عقب 21 سبتمبر 2014.

غاب الجنوب عن خطاب هادي اﻻمر الذي اثار حالة من التساؤﻻت حول موقع الجنوب من المعادلة السياسية للمرحلة القادمة.

عزز بيان هادي حالة من اﻻرتباك السياسية التي تعاني منها الجنوب وبدا المشهد السياسي اكثر غموضا.

يحبس الناس في الجنوب انفاسهم في انتظار متغيرات اﻻحداث القادمة وتتنازع قضية الجنوب اطراف سياسية مختلفة مابين الحراك الجنوبي العاجز عن ايجاد قيادة سياسية موحدة ومابين القوى الحكومية التي تصر على ربط الجنوب بالحالة اليمنية.

لاتبدو خارطة التحالفات السياسية في الجنوب واضحة المعالم فمن غير المتوقع ان يقترب "هادي" من الحراك الجنوبي خلال الفترة المقبلة ومن المستعبد ان تصل فصائل الحراك الجنوبي قريبا إلى تسوية سياسية وتشكيل قيادة موحدة .

على مايبدو ان هادي سيواصل جهوده السياسية بهدف خناق جماعة الحوثي وليس في حساباته التوجه "جنوبا" في حين ستتواصل الإحتجاجات في الجنوب قدما الأمر الذي يعني ان المشهد السياسي سيظل مشهدا "مرتبكا".



اقرأ المزيد من عدن الغد | تقرير : رغم عودة هادي إلى عدن إلا ان المشهد السياسي في الجنوب ﻻيزال (مرتبكا ) http://adenalghad.net/news/150815/#....#ixzz3SUpxumY4
ابومحمدالناخبي 2010 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس