ماهكذا يعزر الجنوبيون !!!
حسين الدياني
حسين الدياني
الثلاثاء 2015-01-27 12:32:53 AM
.
تعد الإقامة الجبرية صورة قمعية لقهر الإنسان لأخيه الإنسان، حتى لو تذرع بأسباب موضوعية، لأنه حتى المجرم له حقوق، وحبسه لا يجب أن يتم إلا بحكم قضائي، وهى آفة تنضاف لقائمة من الإجراءات التعسفية التي تمارس ضد الإنسان، كالمنع من السفر، والمنع من الكتابة، وفرض الطواريء، وتقييد الحريات، وهي كلها إجراءات ضد القانون والعرف والحرية الإنسانية.
.
ويتضح ذلك التغاير والاختلاف بشكل واضح في المضمار السياسي عنه في المضمار الاجتهادي أو الاجتماعي .. وبقي أن نمارس الاختلاف بضوابط الأخلاق الكريمة وفق القناعة باختلاف الرأي والتدافع الإيجابي فيـه عبر تهيئة الفرص لإبداء الرأي المخالف والمعارض ( الحاكم والمحكوم ) في مناخ حضاري يقرّ بالاحترام ويكفل للآخرين حقوقهم بكل روح وثابة وأطر حوار خلاّق هذا من جانب ، ومن جانب آخر .. أن الحقيقة ليست ملكا لأي أحد من البشر بعد المعصومين ( عليهم أفضل الصلاة والسلام ) ، فمن غير المقبول أن تمارس الوصاية على الأفكار أو الانكفاء على الرأي الواحد في فضاء تسرح فيه الأفكار وتتعدد !! ، فالكنسية في أوربا جاءت باسم الوصاية على الحقيقة ( الفكر) وفرضت حالة من الحجر على العلماء والمفكرين والمبدعين ، ” غاليلو ” كان ضحية من جملة الضحايا لهذه الوصاية عندما تم إقصاؤه وفرض عليه حالة من ( الإقامة الجبرية ) إما أن تتنازل عن فكرة ( كروية الأرض ) وإما يفرض في حقك العقاب !! ، وكذلك لم يسلم من هذا الإقصاء من نال وسام ( نوبل ) وحصل على جائزته ، ففي عام 2001م التقى ما يزيد عن 30 من الحاصلين على جائزة ( نوبل ) وذلك في ندوة تعني بمرور 100 عام على إنشاء الجائزة ، إلا أن واحدة من أشهر الحاصلين على هذه الجائزة لم تتمكن من الحضور وهي ” داوأونغ ساو سوكي ” زعيمة ” الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية ” في ( ميانمار ) نظرا لكونها رهن ( الإقامة الجبرية ) …
.
وتتعدد أشكال التكميم ومصادرة حرية الرأي في الواقع الإسلامي أيضا لكثير من الدول الإسلامية والعربية ، فبالأمس القريب سمعنا الاتفاق الذي تم ما بين الحكومة والمعارضة في السودان بعد أن كان محرمًا في نظر الحكومة يوما ما !! ، وما كان إخضاع المفكر الإسلامي ” حسن الترابي ” رهن ( الإقامة الجبرية ) ومنعه من مزاولة أعماله السياسية إلا لسبب وحيد وهو اللقاءات التي تمت بين حزبه و( جون جرنغ ) !! ، فالمحرم يوما ما أصبح محللاً وفي جنح النهار ، ومع هذا كله يظل الضحية هم المبدعون والمفكرون ، فما ” حسن الترابي ” بأفضل حال من العلماء والمفكرين في كافة الأقطار الإسلامية والعربية ، ففي بلد مثل العراق وما أدراك ما العراق !! يخنق الرأي في وضح النهار وتتعدد ممارسات الإقصاء بمختلف السبل والطرق تفوق العديد من الممارسات الوحشية بطول قامة التأريخ الإجرامي بدءًا بالرقابة ومرورا بـ ( الإقامة الجبرية ) ، وهنالك الكثير من العلماء والفقهاء والمفكرين والمبدعين ما تضوروا ألم العقاب في بلاد العراق ، وينسحب أيضا ما حدث للشيخ ( أحمد ياسين ) المؤسس لحركة المقاومة الإسلامية ” حماس ” مثالا صارخا على ذلك مع الاعتبار للتغاير بين كل قضية وأخرى ، حيث وضعته السلطة الفلسطينية رهن ( الإقامة الجبرية ) في منزله بـ ” غزة ” ،
.
والملاحظ أن معظم إن لم يكن كل حالات الإقامة الجبرية في العالم تتخذ بشكل تعسفي ضد معارضين أو أصحاب رأي أو نشطاء، أو خصوم سياسيين، أو زعماء أو مقاومين، لم نر هذا الإجراء اتخذ مرة ضد تاجر مخدرات، أو لص بنوك، أو بطل لجريمة فساد مروعة. الإقامة الجبرية كانت دائما سلاح ضد الشرفاء.
.
اليوم مع كل اسف يتعرض ابناء الجنوب الوحدويون الذين ضحوا ﻷجل بناء يمن جديد وبذلوا كل جهد هم للحفاظ على روابط اﻷخوة مع اخواننا في الشمال منطلقين من حبهم وتقديرهم للشرفاء الذين ﻻذنب لهم من ممارسات قوى النفوذ شماﻵ وتحملوا كل صغيرة وكبيرة يوجهها شعبنا الجنوبي من سب وشتم ونعت وتخوين لهم بسبب مواقفهم مع ابناء الشمال ، ولكن دائمآ حسن النوايا الصادقة التي يحملها الجنوبي تعود بالخذﻻن لمن ضحى ﻷجلة ﻵيهم حبسهم وتقييد حريتهم في ظل قانون وسلطة وحكومة تقوم بهذا اﻷجراء التعزيري كما تفعل البلدان اﻵنفة الذكر ، ولكن ليس هناك ذنب اﻵ انهم حافظوا على الوحدة الجغرافية وبدﻵ من 24محافظة كتقسيم اداري وسياسي جعلوا منها 6 ستة اقاليم وانشاء دستور بذلك ، ولكن كعادة الطغاة يضربون بالقانون عرض الحائط ويفضلون الهروب من القانون الى المجهول تحت مبررات واهية تحتكم لقانون الخطف والتقطع وسلب الحريات ولكن في اليمن يتخذها زعيم عصابة بمليشياتة دون وجود حكومة او سلطة او دستور وقانون يخولة بذلك بل تحت قانون القوة القاهرة التي ﻻتترتب عليها اية مسئولية قانونية والمؤلم ان صمت الشرفاء من ابناءالشمال على افعال الحلفاء ضد القانون والمدنية المتشدقون بالوحدة سيعد صمتهم طعنة قاتلة ستحيي المناطقية دون شك وستورث في نفوس ابناء الجنوب عداء سيهدم الروابط اﻷخوية في المستقبل .