الحوثي معتقل في سجن عبدربه الكبير !

عبد السلام بن عاطف جابر
الحوثي معتقل في سجن عبدربه الكبير !
قال إبن القيسراني
من منصفي من حب ظالم والحب فيه الخصم حاكم
ما كنت أدري ما الهوى حتَّى بُلِيتُ بغير راحم
قاسي الفؤاد يبيت في رغد الكرى و أبيت هائم
و من العجائب أن يُرى مُتيقّظاً في أسر نائم
وهذا هو حال السيد مع الرئيس ؛ السيد لم يخض صراعاً حقيقياً حتى يكتشف نفسه ؛ صراع يبدأ بمعركة العقل مع ذي عقل ؛ ثم معركة قتال مع صارمٍ بتَّار . . . هل سمعتم يا سادة عن رئيس في العالم يحاصره القوم كي يصبح رئيسهم ؛ لم يحدث ذلك في التاريخ إلَّا مرَّة واحدة , كانت مع الإمام الكرَّار علي بن أبي طالب كرَّم الله وجه ، ولكن أولئك القوم وظروفهم عكس هؤلاء .
الشعوب تحاصر رؤسائها كي تسقطهم ، بينما الحوثيون يحاصرون هادي كي يكون رئيساً . . . عندما وافق الرئيس على تسوية ٢٣ يناير مع الحوثي ؛ تقضي بحصول الحوثي على مناصب عليا في الدولة ، منها منصب نائب رئيس الجمهورية ، مقابل إنسحاب الحوثي من المواقع التي سيطر عليها خلال الأيام الماضية ، شعرت بخيبة أمل .!.!. لماذا انتحرت...؟
لكنَّها كانت مناورة عظيمة من قائد عظيم ؛ وبغرور المنتصر عديم الخبرة رفض الحوثي الانسحاب قبل قرارات التعيينات ؛ ووجد الرئيس خرماً في غياهب الجبَّ استطاع ان يرسل منه تعليمات لرئيس وزرائه بالاستقالة ؛ وخلال نصف ساعة قدَّمت الحكومة استقالتها ، فقبلها الرئيس ، وأخرج استقالته من جيبه وأرسلها إلى العالم ؛ فضمن بذلك اعتقال كل أفاعي صنعاء في شوارعها . بل كل أفاعي اليمن . وحينها سقط الحوثي في دائرة الارتباك .
كانت جولة موفقة في معركة العقول فخامة الرئيس تستحق عليها عزومة غداء سمك في صيرة ، وتخزينة في جولدمور قات يافعي "طفي" وباكتين بال مال على حسابي .
المهم ؛
الرئيس هادي اعتقل القوم جميعهم في سجنه الكبير "اليمن" ؛ هائمون على وجوههم ؛ في حالة ارتباك عظيم ، دفعهم إلى ارتكاب مزيد من الأخطاء ؛ فما يعتبره الحوثي نصراً هو هزيمته القادمة "احتجازه للمسئولين الجنوبيين" هو اليوم أصبح مسئولاً عن حياتهم ؛ لو لم يحتجزهم ما كان مسئولاً عنهم .
كان يستطيع التخلص منهم متى أراد ؛ كان يمكنه قتل كل من يحاول مغادرة صنعاء في طريق الهروب ، وتنسب العملية إلى قاطع طريق أو القاعدة . . . كان يمكنه الدفع بحشود جماهيرية ويقتل من يشاء على طريقة قتل "شجرة الدر" أوطريقة "القتل في الزحمة" كما قتل الرفاق الأخ محمد صالح صلحي تحت المنصة في مهرجان ١٤ أكتوبر -عدن ؛ لكن فات الآوان ؛ الآن على الحوثي الخفاظ على حياتهم من أي خطر يتعرضون له ؛ وعليه الاهتمام بِغذائهم غذاء صحي ، حتى لايموت أي شخص منهم في المستقبل بعد خروجه من معتقلاته وينسب القتل إليه .
و في المقابل على الرئيس هادي إن يعلم أنَّ "بقاء الاستقالة هي خط الدفاع الأول لانتصاره" . وأقل صفقة يمكن المناورة بها الآن هي "انسحاب الحوثي إلى مواقعه ماقبل ٢١ سبتمبر ؛ وإقالة كل الضباط الذين لم ينفذوا أوامره" .
و الحوثي أمامه فرصة ثمينة قدَّمها له اللواء ناصر منصور وجلال عبدربه خلال الأيام الماضية ؛ فمافعلاه من تعامل إقصائي -لم يكونا بحاجة إليه- هيَّا الناس لعقد صفقات احترازية ضد هذا الفكر المناطقي ؛ بامكان الحوثي عقد صفقة مع من قهرهم هذا التصرف . . . يمكن للسيد استشارة الإيرانيين ، فهم ضليعون في الصراعات . . . وفي اعتقادي أنَّ وضع السيد المرتبك سيدفعهم لإرسال خبراء إلى صنعاء . . . لا استبعد أن يكونوا في صنعاء منذ يوم الاستقالة .
والصراع مازال قائم في صنعاء ؛ الرئيس نائم مطمئن في حوض الأفاعي ؛ والحوثي في دائرة الارتباك التي تتسع عليه . وللحديث في صنعاء بقية .
وهنا ننتقل إلى الجنوب لنقول كلمتين حول أنصار البيض السابقين ؛ والذين أصبحوا حلفاء الحوثي بعد الإنقلاب على الرئيس البيض في شهر رجب الماضي ؛ لقد إنهال هؤلاء بالسب واللعن والتخوين على الرئيس هادي ؛ ووسموه بكل ماشان من الصفات والألفاظ التي لايقولها الشرفاء ، لن نذكرها هنا . . . ولن أدافع عن الرئيس .
سأضع بين أيديكم مثال بسيط ؛ اعتبروا أننا في مبارة كرة قدم ؛ اللاعب عبدربه يلعب في نصف الملعب المخصص للخصم بمفرده ؛ فأرهقهم ، وأربكهم ، وعجنهم ، ورفس خططهم رفساً ، وأخذهم خلفه إلى زاوية ملعبهم . . . ثمَّ مرَّر الكرة إلى نصف الملعب الجنوبي . . . لو كنتم رجال كان سجلتم هدف..!.!.! لكنكم لستم كذلك . . . والكرة مازالت منذ أيام في ملعبكم ولم تفعلوا شيء .
فيا أيُّها العاجزون التافهون الساقطون في مستنقع الغباء والجهالة قبح الله وجوهكم وأخزاكم في الدنيا والآخرة . فاصمتوا لا أباً لكم يلام على سوء تربيتكم وتعليمكم .
وهنا أقول للشعب الجنوبي :- أيُّها الشعب العظيم ؛ هذا هو المواطن الجنوبي عبدربه منصور هادي ؛ فعل مافعله في خصومك ، سواءً فعله على خلفية خدمتك "كمواطن جنوبي" ، أو أنَّه فعله على خلفية الغباء والجهل الذي يصفه به قياداتك ؛ لكنَّ محصلة ما فعله صبت في مصلحتك ، فاشكره ؛ فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من لايشكر الناس لايشكر الله) .
أشكره ، ودعه يسمعها ؛ قد يدفعه شكرك ليكون عبدالرحمن الداخل ؛ أمَّا تخليك عنه ونكرانه ، واستمرار رفعك لصور الفاشلين التافهين وحرق صوره قد يدفعه ليكون "نيرون" أو تدفعه إلى عقد صفقة مذلة تحفظ مصالحه الشخصية ، قد تكون أنت الخاسر فيها . . . وحتى لو لم يفعل ذلك فقد لايتركه القوم ليعيش ، ويحصل على عزومة غداء وقات على حسابي .
شكراً سيدي الرئيس .