عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-12-15, 10:11 PM   #382
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 42,534
افتراضي

هل فقه الساسة الجنوبيون الدرس؟

حسن سالمين عميران
الأحد 2014-12-14 21:40:34
.
يبدو أنه صدق وهو كذوب حين قال لا خوف من الجنوبيين دعوهم يتصارعون ويتآكلون فيما بينهم وينهون بعضهم بعضاً ويبدو أن توالي السنين راحت تؤكد حقيقة مقالة الرجل فمن رمت بهم الأقدار ونصّبوا أنفسهم قادة وارتدوا عباءة السياسة للأسف عجزوا تماماً عن مواكبة المد الثوري الشعبي والارتقاء إلى مستوى يحاكي عظمة وصمود هذا الشعب ، فمنهم من طغت عليه الأهواء والنزعات الفردية ومنهم من استهوته القيادة ، ومنهم من أراد فقط مخالفة الإجماع والاصطفاف الشعبي حتى أنهم أبوا أن يستقيموا لإرادة شعب الجنوب العظيم فاستكثروا عليه أن يكونوا على قلب رجلٍ واحدٍ في قيادةٍ تنسيقيةٍ ثوريةٍ واحدةٍ على قاعدةٍ واحدةٍ التحرير والاستقلال واستعادة الدولة والسيادة والهوية ، قيادة تعلن عن حامل سياسي واحد ينطلق بهذه الثورة إلى النحو الذي ينشده شعب الجنوب ،
.
ولكن واسفاه فكلٌ منهم استبدل قضية الشعب بقضية بديلة أختزلها في مكوّنه حتى تسرّبت إلى نفوسنا الشكوك وذهبت بنا الظنون أن هناك من القادة من لا هم لهم إلّا تفكيك الساحات والعمل على تفتيت اللحمة الجنوبية وإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء ولعلنا حينما نتكلم عن اختزال القيادة في هذا المكوّن أو ذلك فهذا لا يعني أننا ضد المكوّنات أو أننا نطالب بإلغاء تلك المكوّنات التي كان لبعضها شرف الريادة في ميادين الشرف وساحات النضال في وقت استطاع التلاميذ حفظ الدرس وعرفوا كيف يطبقوا تجارب معلمهم في تفريخ المكوّنات التي أرادوا من خلالها إرباك الشارع الجنوبي وفبركة المشهد الشعبي الجنوبي من جديد على أمل إيجاد موطئ قدم لهم وسط الشارع الجنوبي يمنحهم قوة طرح مشاريع تنتقص من الحق الجنوبي ما كان لهم القدرة على طرحها وهم بعيدون عن الإجماع الشعبي الجنوبي هؤلاء القادة أعلنوا فقط بالكلام على أنهم مع التحرير والاستقلال وباح تلكؤهم بخلاف ما أعلنوا عنه وظلت مواقفهم في تناقض مستمر ،
.
هذا من جانب ومن جانب آخر ثمة نفر من القادة مُنحوا صفة القيادة على حين غرة من الزمن ممّن ينتمون إلى الجنوب فقط بالاسم وقفوا ضد أنفسهم و ارتضوا أن يكونوا محللين لاستباحة أرضنا ونهب ثرواتنا وقتلنا بأبشع الطرق ولا أعلم أي دينٍ أو قانونٍ يبيح لعتاولة عصابات صنعاء القتل ولكنها الأحقاد التي في صدرهم ألعن أعاديك .
.
أحقاد التقت مع غياب وهشاشة القيادة الجنوبية وعقمها السياسي وارتباط البعض بأجندة لا علاقة لها بإرادة شعب الجنوب وعواطف البعض الآخر التي رجحت كفة الانتماء الحزبي والأفكار على كفة مصلحة الوطن والشعب حتى أن بعض من قياداتنا الحالية غدت للأسف كربون وصورة طبق الأصل من الماضي أجمعت واتفقت على أن لا تتعظ ولا تتعلم ، بل أبت أن تترك لهذا الشعب حريته وتنظيم نفسه وقناعاته في قيادة عهدناها ثابتة المواقف تدرك هدف ثورته وعدالة قضيته لا تساوم ولا تعرقل تمضي بمسيرته الثورية المباركة إلى أفاقٍ رحبة مشرقة تفتح له أبواب الأمل والخير في استعادة كرامته وسيادته على أرضه وتسمو به إلى مستقبلٍ وضّأ يعم الوطن الجنوبي كله من أقصاه إلى أقصاه وينفض عنه غبار المراحل ودخان التجارب الذي كتم أنفاس هذا الشعب الأبي الذي تجرع دون غيره من الشعوب العربية الأخرى وعانى ولم يزل يعانِ ويلات وانتكاسات المنظرين العرب حين أنجر الساسة الجنوبيون حينها إلى أوهام القومية العربية في أواخر خمسينيات القرن الماضي وغرّهم حلم الدولة العربية الواحدة من الخليج إلى المحيط للأسف لم يتجرأ أي شعب من الشعوب العربية تقديم أي تنازلات في سبيل تحقيق ذلك الحلم العربي تاركين الجنوب وشعبه ضحية وكبش فداء القومية العربية حتى غرق في اليمننة وأطماعها ومأربها التي لا نهاية لها فما كان إلا أن طمست الهوية وداست الكرامة والسيادة الجنوبية وأمعنت في إذلال الجنوبيين دون أن يتحرك الضمير العربي بل بلغ هوس بعض أولئك المنظرين العرب إلى وصمنا بالانفصاليين دون أن يتبين حقيقة الوضع القائم بين الجنوب والعربية اليمنية ، فالنار ما تحرق إلا رجل واطئها ،
.
والحقيقة أنني لا ألوم أولئك العرب فربما كان الإعلام العربي حائل دون إدراكهم حقيقة الأوضاع بين الجنوب واليمن ، ولكنني استرجع الذاكرة للعبرة والاتعاظ وأتأسف من أن بعض الساسة الجنوبيين أن جاز لنا تسميتهم بذلك وهم يرون حقائق تتكشف يوم بعد يوم تحكي لنا حقيقة ( الأشقاء ) اليمنيين وهم يتآمرون علينا ويجمعون كلمتهم ويتفقون ضدنا برغم الخلافات التي بينهم ،
.
نعم جمعتهم أطماعهم ومأربهم في أرض الجنوب فذهب رموز الإصلاح ومن قبلهم هوى المؤتمر بكل قضه وقضيضه حتى ثيابه البالية ذهبوا إلى الحوثيين وستنساق إليهم كل أطياف المجتمع اليمني بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم لتسوية أمورهم ، فالجنوب أصبح هدفاً مشتركاً لهم وغاية من أجلها تناسى الإصلاحيون والبعثيون والقوميون بمختلف فرقهم الدينية والقبلية تناسوا مبادءهم وجمدوا تكتلاتهم وربما تركها البعض فجمع الكلمة والاتفاق فيما بينهم أصبح الآن مصلحة أكبر من مصالح التكتلات حتى لا يضيع الجنوب ويفلت من بين أيديهم على حد تعبيرهم ، ثقافة تربوا عليها وتعلموا منها كيف ينسون خلافاتهم حتى ولو سال الدم فالمصلحة تجمعهم ، ومع أنها ليست مصلحة بل اعتداء على حقوق الغير واحتلال أرض ومع هذا نجد من بينهم من يبرر أفعال القمع البوليسية لعتاولة عصاباتهم من على شاشات الفضائيات العربية ،
.
كل هذا ونحن الجنوبيون في سبات نوم عميق فمن أسميناهم قيادات حتى اللحظة لم يفارق الماضي خيالهم ولا مكان لهذا الشعب في قلوبهم وإلا ما راحوا يسوفون ويماطلون ويتذرعون بالوهم ، حتى بات إعلان الحامل السياسي معضلة تقف أمام هدف الإرادة الشعبية الجنوبية فهل لكم أن تتخلصوا من أدرانكم أيها القادة بالوكالة ؟ حتى لا تصيب عدواكم مع مرور الزمن هذا الشعب الأبي وتفتت لا سمح الله لحمته .
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس