المفاجأه الجنوبيه في خليجي 22 ورسائلها السياسيه
محسن عبيد الحميدي
الأربعاء 2014-11-19 21:01:05
.
- عبر ولازال يعبر شعب عن موقفه السياسي تجاه قضاياه المصيريه باشكال واساليب وصور مختلفه , ففي حين يسطر ابناء الجنوب اروع صور النضال السلمي ضد المحتل لتحقيق هدفهم بالتحرير واستعاده الدوله المغتصبه والتي لم تقف عند حد المسيرات والفعاليات المتواصله على مستوى الساحه الجنوبيه بل تجاوزتها لتبدا مرحله جديده من النضال التي دشنها شباب الجنوب في الداخل بالاعتصامات المفتوحه في كل من عدن والمكلا التي فتحت الباب على مصراعيه اما كل الاساليب والوسائل الممكنه للتعبير عن رفضهم لواقع الاحتلال واصرارهم على انتزاع استقلالهم الثاني وبات التصعيد الطلابي والنفابي الغير معهود احد هذه الاشكال التي انتجتها مرحله تدشين الاعتصامات المفتوحه على مستوى الداخل.
.
- ومع انطلاق موسم الدوري الخليجي 22 المقام في المملكه الشقيقه الذي دشن عمليه الحشد الشعبي في الدول الاعضاء لتامين الدعم الشعبي لفرقها المشاركه بالبطوله والتي تمثل الدوله اليمنيه احد هذه الدول المشاركه بمنتخبها فبها والتي من الطبيعي ان تسعى لحشد التاييد الشعبي لمنتخبها المشارك في هذه البطوله اسوه بالدول الشقيقه الاخرى المشاركه معها رغم الاوضاع الماساويه والصراعات السياسيه والطائفيه والقبليه التي يعانيها اليمن بهذه الفتره بل ان هذه الاوضاع فرضت على الدوله اعطاء الاهتمام الاكبر لحشد هذا التاييد لمايمثله الفريق من رمزيه لوحدتهم من خلال اشراكه عددا من اللاعبين الجنوبيين ظمن المنتخب اليمني ليظمن ابراز الطابع الشمولي في تمثيل الفريق لليمن والجنوب معا امام الراي العام الداخلي قبل الخارجي .
.
- وكان من الطبيعي ان يتفاعل الجنوبيين مع مجريات الدوري بحكم الترابط الجغرافي والاجتماعي لشعب الجنوب مع كل شعوب الدول المشاركه فيه لكن الموقف الشعبي للجنوبيين جاء مخلتفا ليس لماسعى له نظام الاحتلال فقط بل ايضا مخلفا لتوقعات لشعوب وانظمه الدول الشقيقه الاخرى ولكنه معبرا ومجسد لموقف ساحات وميادين نضال الجنوبيين من التشجيع للمنتخبات المشاركه في خليجي عشرين جاء مناقضا كليا لما توقعه النظام ودول الخليج مجتمعه وحتى ماتوقعته ا بعض لنخب الجنوبيه ايضا تجاه هذه المنتخبات والتي وتوحد فيها موقف الجنوبيين الرافض للاحتلال والذي تجسد باجماع شعبي عفوي وعارم لم يقف عند حدود رفض التشجيع للمنتخب اليمني الذي فاجا الكثيرين من قيادادات وشعب اليمن وانما تجاوزه ليصل الى حد قيام البعض منهم بتشجيع كل من يلعب في مواجهه المنتخب اليمني بغض النظر عن موقف هذا البلد الخليجي اوذاك من القضيه الجنوبيه بينما استقر الغالبيه العظمى منهم على تشجيع دوله الكويت كفريق مميز لشعب مميز في قلوب الجنوبيين احتراما لشعبها الذي ابدى التعاطف الواضح مع القضيه الجنوبيه وكذا دعم الشقيقه الكبرى المملكه السعوديه املين ان تكون تلك رساله اراد الجنوبيين توجيهها من خلال تشجيعهم لمنتخبها للفت انظارها لدعم اخوانهم الجنوبيين في نظالهم السلمي التحرري من الاحتلال واستعاده دولتهم ورغبتهم في اقامه علاقات اخويه صادقه معها يستفيد منها شعبي البلدين وتحفظ امنهما واستقرارهما المترابط والمكمل للاخر.
.
- ويمكن ملاحظه هذا الموقف بوضوع من خلال الاطلاع على الجمعيات الجنوبيه المشكله بالتزامن مع فعاليات الدوره الرياضيه الخليجيه الحاليه التي شكلوها على شبكات الفيسبوك بالداخل والمغتربين الجنوبيين بالخارج لدعم هذا التوجه وكذا منشورات الفيسبوك المتداوله على كل المواقع والصفحات الالكترونيه لنشطاء الجنوب على الانترنت وحديث الساحات النضاليه للجنوبيين ومواقفهم اثناء عرض هذه المباريات في مختلف محافظاتهم الست المكونه لدولتهم الجنوبيه المنشوده ,
.
والامر المميز والملفت بهذا الجانب هو الموقف المشرف للمغترب الجنوبي الذي كان السباق لتحديد هذا الموقف خارج حدود الجنوب على الرغم من الاخطار المحدقه به من جراء مبادرته هذه ومقدما بجداره ودون خوف على اعلان هذا الموقف رغم النتائج الخطيره التي يمكن ان تنعكس على وضعه المعيشي في بلد الاغتراب واكد من خلاله مغترب الجنوب انه لايقف عند حدود الدعم المادي لثورته بل اكد استعداده لوضع نفسه في الخطوط الاولى للمواجهه والتضحيه االتي يستطيع الوصول اليها في سبيل الانتصار لقضيته وسفيرها الوفي في الخارج.
.
- وهنا لايمكن الا ان نجزم ان الجنوب شعبا في الداخل والخارج حقق نجاحاجديدا يضاف الى نجاحات ثورته التحرريه المستمره حينما توحد وبكل قوه ودون تنسيق مسبق ليؤكد حقيقه استقلاليه هويه شعبا الجنوب عن شعب الشمال وان هذا الشعب يحفظ الوفاء لمن يدعمه ولايريد معاداه احد بل اثبت قدرته على التعالي عن الحقد او الجفاء بحق من يقف من الاشقاء الى اليوم مع دوله الاحتلال ضد حريته واستقلاله على امل تفهمهم لقضيته العادله التي سيسهم انتصارها في دعم الامن والسلم الافليمي لدول الخلج والجزيره مجتمعه .
.
والرساله الاهم التي اراد شعب الجنوب ان يوجهها للمحتل بان كل محاولاته للتمسك بالوحده التي ترجم الجنوبيين عليها مصيرها الفشل وعليه ان يفهم ويقتنع ان بقاء الجنوب في اطار الدوله اليمنيه يعني بقاء شعب الجنوب تحت الاحتلال الذي لم ولن يستمر طويلا وان الطريق الاسلم لتجنب تطور العداء بين الجنوبيين ونظام الاحتلال الى عداء شامل بين الشعبين اليمني والجنوبي هو استعاده الجنوبيين لدولتهم التي ستؤمن حسن الجوار وتوجيه طاقات دولتيهما نحو الامن والرخاء لشعبيهما والمنطقه والعالم بشكل عام.