مقال منصف لتجمع تاج له وعليه .
سرد تاريخي ممتع مشحونا بعواطف وطنية وفيه مزيجا رائعا من الحقائق الدامغة ومشاعر العرفان .
فتاج تجمع نرفع القبعة له لما له من دور في استنهاض الهمم والرؤية المستقبلية المصيرية.
تاج كان رجالها أشجع من غيرهم وكانوا يدركون ماذا يعني الوضع الموجود.
كان يشعر رجال تاج أن الأمر لن يستمر.. وبنظرة ثاقبة في ظل وجود إحباط ويأسا قاتل وكأنه نهاية الكون كان لتاج منطق آخر.
بالتأكيد كان منطق ورؤية تاج لم تأت من عدم ولكنها كانت ثاقبة شديدة الغوص ليس في واقع الجنوب فقط بل استدعاء لتاريخ الشعوب وتاريخ الجنوب بالذات .
أن كنا منصفين فيجب أن ننصف لأجل الحق ويجب أن ننصف لتاريخنا فتأسيس تاج جزء منير في تاريخنا الجنوبي ومن يحاول أن يجعله ظلاما إنما يسيء إلى نفسه ووطنه وأهله .
تاج ليست الكل في الكل ولكنه جزء حيوي ومهم من الكل.
نود أن يكون تجمع تاج كما هم في الريادة لأجل الجنوب في الأعلى فوق كل المتاهات والمهاترات وان يكونوا عامل وحدة للجنوب.
وليتذكروا انه كان لهم سبق وشرف تبني خيار الاستقلال وطرد الاحتلال فليكونوا أيضا بنفس السبق لأجل وحدة الجنوبيين ولحمتهم. وهم أدرى من غيرهم بحكم مستواهم الثقافي العالي أن الأمم لا تبنى إلا بتضحيات وتنازلات لأجل الهدف والفكرة .
فالفكرة هي من تستحق أن يضحى لأجلها ولا تعرف مواقف الأبطال إلا بها.
في القرن الثاني عشر الميلادي كان صلاح الدين الأيوبي يحاصر قلعة طبرية لعدة أيام وأعطى الصليبيين إنذار أخير للاستسلام وحدد متى يكون الهجوم مساءا.
في صباح يوم الهجوم خرجت امرأة من المدينة" قلعة طبرية" واتجهت بعربتها إلى صلاح الدين الأيوبي حتى وقفت أمامه وقالت له : يا أمير المسلمين الليلة هذه أنت حددت موعد الهجوم ويصادف يوم زفاف ابني هلا أجلت الهجوم حتى ينتهي العرس؟ فان ما سمعته عنك من فضائل هو ما أتى بي إليك. فقال لها لك ذلك يا امرأة ، اسعدي بفرح ابنك وان شئت فتحنا له الحصار لكي يرحل عن المدينة قبل الهجوم ويتهن بعروسه "
انتهت الحكاية .
لكن ما رأيكم بهذا الإنسان ؟
أوقف معركة تحدد مصير لأجل عرس احد الصليبيين.
هل يمكن أن نتخيل أن احد يمكن أن يتنازل كمثل هذا؟
إنها الثقة بالنفس
إنها الأخلاق الفاضلة السامية التي تهزم عدوك بها قبل أن تعمر الأسلحة.
وهو ما حدث فعلا فقد سقطت طبرية بدون حرب .
فما بالك وأنت تسمو بالوطن وتتنازل لأجل وطن .
تحية لتجمع تاج وشكرا لكل جهودهم المخلصة.
وشكرا للكاتب الرائع أبو عهد الشعيبي على مقاله المنصف جدا وهذا لدليل على النكران للذات واحترام جهود الآخرين وهو عهدنا بابي عهد دائما.