الأحد 19 أكتوبر 2014 06:22 مساءً
فلنحمي جنوبنا القادم ..
من الواضح أننا نمر في لحظات هامة وحساسة في مسيرة استقلال الجنوب، وأحدث أبرز معلمين في هذه المسيرة هما مليونية أكتوبر 2014 م وحالياً تواصل الاعتصام في ساحة العروض بخورمكسر عدن ، ولهذا ننتهز هذه الفرصة ونتبادل مع الجميع بعض الأفكار .
أولاً : ساحة الاعتصام الحالية في خورمكسر هي احدى أهم المحطات التي تعطي الانطباع المباشر لكل متابع ومراقب داخلياً وخارجياً عن (قدرة) الجنوبيين على بناء دولة الجنوب لأن أعداءنا يتربصون ويرصدون بكل الطرق لإفشال هذا الاعتصام لكي يقولوا للعالم (إذا كان هؤلاء لا يستطيعون قيادة ساحة بحجم 200 متراً مربعاً فكيف سيقودون وطن من عدن الى المهرة)؟!، ولهذا انصح مجدداً أن يكون للساحة (وليس للجنوب) قيادة من خمسة أشخاص على الأكثر لتنظمها وتقودها بشكل حضاري وعلى الجميع الاستجابة لهذه القيادة التي ننصح أن تكون من وجوه جديدة بعيداً عن كل زعماء المكونات من الصفين الأول والثاني.
ثانياً: تنطلق أصوات للحديث في أوساط الحراك الجنوبي السلمي عن اقتحام واسقاط مؤسسات ومرافق وتنصيب قيادة (حراكية) لها وهو أمر نراه في منتهى الخطورة لأن المؤشرات الحالية تقول إن مثل هذا الأمر سيتحول إلى كارثة ، فبينما (يتصارع) الزعماء على من يقود هذه المؤسسة أو تلك فإن الغوغاء والمندسين سينهبون تلك المرافق والمؤسسات مما يحول الجنوب إلى ساحة للنهب والسلب ، ولهذا على الجميع أن نتفق من الآن أننا نبحث أولاً عن الوطن ولهذا علينا أن نحميه من الآن وندين هكذا عمل.
ثالثاً: سبق في كتابات ونداءات سابقة أن نبهنا مع قرب تباشير الاستقلال ألّا نسمح لأي أفراد أو جماعات أن تأخذ القانون بيدها وتطبق (ثأرها الشخصي) أو (مصالحها الشخصية) بمعنى أن يقوموا بالانتقام من خصومهم فتحمل الدولة الجنوبية القادمة وزر ذلك أو أن يقوموا بنهب ممتلكات أو أراض أو منازل جهات تحت اسم أنها تابعة لقوات الاحتلال وعناصرها أو أنصارها لأن مثل هذا العمل سيكون بكل تأكيد ضربة هائلة لدولة الاستقلال ، وهناك من لا يهمه الوطن بل مصالحه الشخصية ، ولهذا علينا أن نبقي الأمور في البداية كما هي ونهتم بأجواء مسالمة وهادئة في دعم حكومة جنوبية صارمة تكون مهمتها الأولى ترتيب الأمور وفي مقدمتها انتخاب برلمان جنوبي وحماية كل الممتلكات التي سيتم التصرف بها لاحقاً حسب النظام والقانون.
رابعاً: يجب ألّا نسمح لأصوات الغوغاء للضجيج في صفوفنا ليدفعون باتجاه (الانتقام) من جنوبيين تحت اسم أنهم من أنصار سلطة الاحتلال فيقودونا إلى تصفيات واعتقالات وتشريد أهلنا فيكون ذلك مقتل دولة الاستقلال ، ويكفي ما ارتكبناه من أخطاء في الاستقلال الأول 1967 م ودفعنا ثمنها غالياً ولهذا علينا ألّا نكرر مثل هذه الأخطاء.
خامساً: نرى أن المهم أن نحصل على الاستقلال وليس المهم في البداية (من يستلم) الاستقلال ، لأننا نلاحظ أن الأكثر ضجيجاً في صفوفنا حالياً هم أولئك الذين يبحثون عن مكاسب شخصية وليس عن وطن للجميع ، ولنقتنع أنه مهما كان الطرف الجنوبي الذي ممكن أن تتهيأ له فرصة استلام الجنوب كوطن مستقل فيجب أن نقبله شرط أن نلتزم جميعا باتفاق موحد وأن أول خطوة لهذا الطرف بعد الاستقلال هو انتخاب برلمان جنوبي قادم حر ونزيه خلال فترة سته أشهر على الأكثر ثم تصبح قيادة الجنوب بيد البرلمان المنتخب من قبل شعب الجنوب.
وفي الأخير نؤكد مجدداً أن الحل الوحيد من وجهة نظرنا المقبول لشعب الجنوب هو الاستقلال فقط وكل الحلول الأخرى مهما بدت للبعض جميلة أو وردية فهي مؤكد خادعة لأننا نتعامل مع عدو مخاتل غدار ولا يوفي بعهوده ولا يؤمن جانبه إطلاقاً ولكن أيضاً ننتبه أن هناك عمل منظم لأشغالنا بخلافات هامشية ويتم بشكل متعمد ومخطط ومدروس ومدفوع لعرقلة كل محاولات ايجاد قيادة جنوبية موحدة بخارطة طريق واضحة نحو الاستقلال .
ولهذا فلنحمي جنوبنا القادم من عدونا مرة ومن خلافاتنا ... ألف مرة .