تساءلت : هل تنهي لعبة
(الرقص مع الأفاعي).. باحثة مصرية:
نظام (صنعاء) جعل تنظيم القاعدة شوكة
في حلق الجنوبيين مشروعهم الانفصالي
قالت الباحثة ان تنظيم القاعدة أصبحوا وباء
في مؤسسات الحكومة اليمنية بعد احتلال الجنوب
صنعاء(عدن الغد)خاص:
قالت باحثة مصرية ان (وضع الجيش اليمني في حربه مع (تنظيم القاعدة في جزيرة العرب) ربما يشبه حال من يراقص الثعابين السامة، بعد أن ظن أنه نجح في ترويضها، بل واستغلالها في الهجوم علي خصومه، إلا إن تلك الثعابين تظل تبحث عن مزيد من الضحايا بما فيهم الراقص نفسه). فمن ينتصر؟ الأفاعي أم الراقص؟)".
وذكرت الباحثة المصرية سحر رجب في تحليل نشرته صحيفة اليوم (السابع المصرية) انه ( منذ أواخر شهر إبريل الماضي، تشن القوات المسلحة اليمنية حملة مداهمات ضد تنظيم القاعدة المتمركزة في جنوب اليمن، وبالأخص في داخل خبايا الجبال وكهوفها في محافظتي شبوة وأبين، وتعتبر الحملة هي الخطوة الأولي من نوعها، بعد أن تم تدمير قواعد كاملة وتوجيه ضربات موجعة للتنظيم، مع أن الضربات الموجعة تلك أدت إلي انتشار التنظيم في أكثر من مكان، وإعادة الانتشار بين البين البيضاء ومأرب وحضرموت، باعتبار هذه الأماكن الملاجئ القريبة لهم".
ما يجري اليوم علي أرض اليمن شمالا وجنوبا ما هو إلا صراعات داخل أذرع القاعدة بين قاعدة بالزي العسكري اليمني ووحدات موالية لطرف أو لآخر من أطراف الصراع
وقالت " جاءت بداية وجود تنظيم القاعدة في اليمن بحالة أشبه بزواج متعة)، فكر فيه الطرفان في مصالح مؤقتة (عندما اتخذت صنعاء كمعسكر لتدريب المجاهدين العرب والأفغان وسفر هؤلاء المجاهدين إلي أفغانستان لقتال الاتحاد السوفيتي (الشيوعي) آنذاك (وكان علي رأس هؤلاء المجاهدين الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس جامعة الإيمان، وعضو مجلس الرئاسة السابق في الجمهورية اليمنية، وأحد كبار قادة الإخوان المسلمين في اليمن، وبعد انتهاء الحرب في أفغانستان عاد كل هؤلاء المجاهدين مرة أخري إلي صنعاء، وبعد عودتهم فتحت لهم المعسكرات والمعاهد ومنها ما يسمي بجامعة الإيمان، وتم احتضان هؤلاء المجاهدين من قبل الإخوان المسلمين في صنعاء، وبعد إعلان الوحدة بين دولتي اليمن الشمال والجنوب عام 1990، أعلن عن إنشاء حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين)، وكان جناح المجاهدين العائدين من أفغانستان أكبر الأجنحة فيه، واستعان به لمساندة الشمال في حرب صنعاء ضد الجنوب وشعبه في صيف 1994بعد أربع سنوات من قيام الوحدة، وتم انضمامهم بعد ذلك إلي الجيش اليمني عبر صفقة أخل بها النظام لاحقا"... مؤكدة إن "هذه الطلائع تم إشراكها في هذه الحرب، بحجة أن الجنوب شيوعي علماني كافر، وبعد احتلال الجنوب فتحت لهم اليمن شمالا وجنوبًا علي مصراعيها وشاركوا هؤلاء المجاهدين في السلطة ومنحوا رتبًا عسكرية في عدد من مؤسسات الدولة الاستخباراتية والأمنية والجيش وعدد من المرافق المدنية، وأصبح عدد منهم قيادات في اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه علي عبد الله صالح ومنهم الشيخ طارق الفضلي".
وتابعت سحر رجب باقول " ظل فريق كبير من المجاهدين منتشرين في الجنوب، يحملون الفكر الجهادي، واستطاعوا في هذه الفترة – ما بعد الحرب 1994 حتي الآن، بناء وتأهيل أنفسهم بدنيًا وماليًا والأخطر من ذلك فكريا تحت نظر وسمع نظام صنعاء الذي كان يغض الطرف عن وجودهم ويراقب تزايد انتشار هؤلاء الشباب، وكانت رؤية نظام صنعاء أن تجعل هؤلاء الشباب المتشددين شوكة في حلق الجنوبيين ومشروعهم الانفصالي، وانقلب الحال وأصبح هؤلاء الشباب شوكة في حلق نظام صنعاء، بعد ما أصبحوا قوة عددية لا يستهان بها وانضم إليهم الكثيرين من الدول المجاورة، وأصبحوا يملكون المال والسلاح بل يملكون الفكر الجهادي الذي يموتون من أجله , وأصبحوا وباء في مؤسسات الحكومة اليمنية بعد احتلال الجنوب، مما يفسر ما يجري اليوم من إنتاج وتصدير الإرهاب للدول المجاورة ،واحتضان اليمن جامعة تسمي الإيمان تخرج الطلاب الذين يعتنقون عقيدة شيخهم الزنداني الجهادية التكفيرية، الذي رفض أن يصدر فتوي ضد القاعدة".
وقالت " لم يدر صناع القرار واستراتيجي اليمن أن خطواتهم (التكتيكية) وزواج (المتعة) مع القاعدة سوف ينتهي أجله، بل وإن استخدام تنظيم متطرف في الفكر والممارسة والأداة سوف يرتد إلي من صنع السلاح نفسه مثل بعض أنوع الأسلحة (الارتدادية التي تحتاج إلي قدرة عالية في الضبط ساعة الاستخدام)".
واضافت " تظل مثل هذه التجارب بارزة في عصرنا الحاضر، ومنها (الأفغان العرب) والمجاهدين الإسلاميين الذين وجدوا الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية في ثمانينات القرن الماضي، بل وفرت لهم الحاضنة الكبيرة، لعجم عيدانهم لتوظيفهم في مقاومة الشيوعية في أفغانستان، فارتدوا علي واشنطن بعد انتهاء حربهم مع نظام بارماك كارمال الشيوعي في كابول، وكان يمثل الاتحاد السوفيتي آنذاك, انقلب السحر علي الساحر، والحيات علي الحاوي، والوحوش علي المروض الكبير".
جاءت بداية وجود تنظيم القاعدة في اليمن بحالة أشبه بزواج متعة)، فكر فيه الطرفان في مصالح مؤقتة (عندما اتخذت صنعاء كمعسكر لتدريب المجاهدين العرب والأفغان
وقالت " اليوم تتكرر ذات اللعبة، وبذات القوانين في اليمن، وتواجد تنظيم القاعدة في اليمن لا يقتصر علي الجنوب فقط بل يتواجد هذا التنظيم أيضًا في الشمال، بل إن التجمع الرئيسي له في محافظة مأرب في الشمال، وبالأخص ما يعرف بقبيلة عبيدة الذي ينتمي إليها العديد أعضاء القاعدة، بالإضافة إلي منطقة أرحب في صنعاء وهي مركز الشيخ عبد المجيد الزنداني، ومنطقة أرحب تعد من أكبر المناطق التي يسيطر عليها عناصر القاعدة في اليمن شمالا وجنوبا، بالإضافة إلي تعز وأب الشماليتين".
وقالت " يبدو أن تواجد وتدريب القاعدة في والمناطق السنية الشمالية بالإضافة إلي منطقة أرحب (صنعاء) مركز الزنداني، تعد نفسها لمواجهة قادمة بين أنصار الحوثيين (الشيعة)".. مؤكدة ان " تنظيم القاعدة استغل الوقت العصيب الذي تعاني فيه معظم الدول من الانفلات الأمني الشديد وضعف هيبة الدولة، وظهور مثل هذه التيارات سوف يكون له عدد من التأثيرات المحتملة وخير شاهد علي ذلك ما يحدث في ليبيا وسوريا والعراق وكذلك اليمن".
واضافت " يفسر البعض ما يجري اليوم علي أرض اليمن شمالا وجنوبا ما هو إلا صراعات داخل أذرع القاعدة بين قاعدة بالزي العسكري اليمني ووحدات موالية لطرف أو لآخر من أطراف الصراع، وقد ينتج عن ذلك ما يجري في بلاد الشام ودولة العراق بما يسمي فريق داعش وتنظيم القاعدة التقليدي".
منطقة أرحب في صنعاء وهي مركز الشيخ عبد المجيد الزنداني، ومنطقة أرحب تعد من أكبر المناطق التي يسيطر عليها عناصر القاعدة في اليمن شمالا وجنوبا
وقالت ان " صنوف تنظيم القاعدة تسعي إلي إقامة إمارة إسلامية في كل دولة تتمركز فيها، وأن يكون الإسلام هو المصدر الوحيد للتشريع، وذلك عن طريق طرد الجيش والشرطة، والاستيلاء علي جميع المقار الأمنية".
والقاعدة لم تعد تنظيمًا واحدًا ولا تحت قيادة واحدة بل هناك ثلاثة أشكال منها:
- القاعدة الأم (المركزية) وهي التنظيم الأصلي الذي أسس تحت مسمي (الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين) الذي كان يقوده أسامة بن لادن، ومن بعده أيمن الظواهري.
- فروع القاعدة، وهي التي صدر أمر بإنشائها بأمر مباشر من أسامة بن لادن، والمثال الوحيد لها هو (تنظيم القاعدة في جزيرة العرب)، حيث يعد هذا التنظيم القاعدة امتداداً فكرياً وأيديولوجياً لتنظيم القاعدة المركزي.
- الصورة الثالثة من صور القاعدة، والتي يندرج تحتها تنظيم (أنصار الجهاد في سيناء)، (وبيت المقدس ) وهي تلك التيارات المنتشرة في عدد من الدول الإسلامية، وتنتهج نهج القاعدة وتعد أسامة بن لادن زعيماً روحياً لها، ولكنها لم تنشأ بأمر من بن لادن، وليست لها أي علاقة بالقاعدة الأم، وأشهر الصور علي هذه النماذج هي (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)".
لم يدر صناع القرار واستراتيجي اليمن أن خطواتهم (التكتيكية) وزواج (المتعة) مع القاعدة سوف ينتهي أجله
وذكرت سحر في تحليلها ان " فرع تنظيم (القاعدة) في اليمن، الذي يعرف بـ(تنظيم القاعدة في جزيرة العرب)، تبني ما لا يقل عن خمس عمليات نوعية وقوية استهدفت مؤسسات للجيش والأمن اليمني، خلال الفترة من أواخر (سبتمبر) 2013، وحتي مطلع (إبريل) 2014، من بينها عملية تفجير السجن المركزي بالعاصمة صنعاء في 13 (فبراير) 2014، وتحرير 29 سجينا ينتمون للقاعدة، إلي جانب تبنيه أيضًا العمليات المتواصلة في اغتيال الضباط طوال الفترة الماضية".
وقالت " يعتقد بعض المحللين، أن الحملة العسكرية الأخيرة ضد تنظيم القاعدة في اليمن، جاءت برغبة أمريكية ودعم واشنطن، نتيجة قلقها من التسجيل الذي بثته القاعدة، وظهر فيه زعيم التنظيم اليمني ناصر الوحيشي، مع عشرات المسلحين حوله، وهو يلقي كلمة تضمنت تهديدا ضد أمريكا وكل من يتعاون معها".. مشيرة الى ان " الوحيشي يعد بالرجل الثاني في تنظيم (القاعدة) علي مستوي العالم بعد أيمن الظواهري، وتعتبره ولي عهده في قيادة التنظيم الدولي".
بعد إعلان الوحدة بين دولتي اليمن الشمال والجنوب عام 1990، أعلن عن إنشاء حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين)، وكان جناح المجاهدين العائدين من أفغانستان أكبر الأجنحة فيه
وقالت " يفسر البعض أن زيارة وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد الأخيرة إلي واشنطن منذ شهرين، كانت للتنظيم والتخطيط لهذه العملية العسكرية الأخيرة إذ بدأت مباشرة بعد أيام قليلة من عودته من واشنطن".
وذكرت الباحثة ان " وزارة الدفاع اليمنية، أعلنت إتمام سيطرتها شبه الكاملة علي المناطق والمواقع التي كانت مجموعات من التنظيم تفرض سيطرتها عليها في محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين، طوال العامين الماضيين".
وقالت ان " السؤال الذي يفرض نفسه هل تنجح اليمن في التخلص من (القاعدة)، وهل هي مؤهلة لذلك بدعم الولايات المتحدة لها في هذه الهبة حيث تلقي تنظيم (القاعدة). وهل ينجح الجيش اليمني في ضرب رأس الأفعي في داخل جحورها الكثيرة وينهي لعبة (الرقص مع الأفاعي)؟".
|