الجيش في محاولة شل قدرات القاعدة على الرد..
هل يُعدّ صمت القاعدة تعبيرًا عن صدمة أو تأخيرًا متعمدًا لإعداد ردٍّ عملي موجع..؟30/04/2014 12:41:10

الوسط - تقارير
صمت القاعدة حتى اليوم عقب العمليات التي نفذتها طائرات الدورنز بدون طيار الأمريكية تجعل الأبواب مفتوحة أمام كل الاحتمالات وبالذات حين لم تظهر القاعدة مؤشرًا على ما يمكن أن ترد به.
هذا القلق يبدو أنه يُراد تجاوزه من خلال استمرار العمليات التي تسعى لشل قدرات القاعدة على الرد والمباغتة، وهو ما يُعد دلالة على إصرار يمني لاستكمال محاصرة القاعدة التي تمددت في سلسلة جبلية طويلة تمتد من (البيضاء ـ أبين ـ شبوة وحتى حضرموت التي تقع بينهما محافظة مأرب).
وأكدت المصادر على إشراف وزير الدفاع بنفسه على حملة عسكرية لإعادة السيطرة على جبال ومواقع تسيطر عليها عناصر القاعدة، وبالذات في مديرية المحفد ومديريات أخرى قد تطال - أيضًا - مديريات في محافظة شبوة، في ظل مخاوف من احتمالات تعرض الحملة لعمليات
انتحارية أو مواجهتها لحرب عصابات مع ما يقال عن تغطية جوية لطائرات بدون طيار الأميركية.. وعلى ذات السياق مثّل ترؤس رئيس جهاز الأمن القومي لاجتماع بحضور محافظ شبوة وقائد الشرطة العسكرية بالجمهورية بقيادة السلطة المحلية ومديري المكاتب الحكومية والهيئة الادارية، وذلك لمناقشة أوضاع المحافظة، يصب في هذا الاتجاه، وبالذات عقب سيطرة مسلحين من القاعدة - الأحد الماضي - بالقوة على مستشفى ومستوصفين في محافظة شبوة لمعالجة العشرات من جرحى التنظيم الذين أصيبوا في الغارات الأخيرة التي استهدفت مراكز للتدريب، في غياب أمني مستغرب مثّل دلالة على استمرار سيطرة القاعدة على الأرض.. وكان اقتحم مقاتلو القاعدة مستشفى مدينة عزان في محافظة شبوة الجنوبية، إضافة إلى مستوصفين في بلدتين مجاورتين.
وذكرت المصادر لـ"العربية نت": أن أطباء من تنظيم القاعدة (عرب وأجانب) قاموا بمعالجة الجرحى قبل أن يغادر الجميع في اليوم التالي.
وقال طبيب من مستوصف بلدة الصعيد: "لقد أجبرونا على مغادرة المستوصف مع باقي أفراد الطاقم الطبي، وأدخلوا مرضاهم".يشار إلى أن نجاح عملية المحفد كان له علاقة بخطأ القاعدة أولًا، التي يبدو أنها اطمأنت لقدراتها وأهملت الاحتراز الذي طالما عرفت به، ما كلفها ذلك أكثر من ستين من عناصرها بحسب الرواية الرسمية،
كما أن العملية التي تمت بترتيب مسبق بين قوات أميركية ويمنية تؤكد حدوث اختراق مكّن لها من الحصول على معلومات مسبقة عن مكان وموعد التدريب، وهو ما سيجعل القاعدة تعيد مراجعة حساباتها وترتيب أولوياتها.
وكان كشف مسؤول أميركي رفيع المستوى لـCNN أن التعاون العسكري والاستخباري الأميركي مع اليمن لمواجهة تنظيم القاعدة يتجاوز بمراحل غارات الطائرات العاملة دون طيار، بل ويصل إلى حدّ المساهمة المباشرة في عمليات أخرى، وبينها تولي عسكريين أميركيين قيادة طائرات روسية أقلّت قوات خاصة يمنية بعملية سرية ضد التنظيم.
وذكر المسؤول: أن العملية الأخيرة التي نفذتها قوات خاصة يمينة، وتمكنت خلالها من قتل عشرات الناشطين في تنظيم القاعدة جرت بتنسيق مع وحدة أميركية، إذ قام عناصر من القوات الخاصة الأميركية، مستعينين بأجهزة للرؤية الليلية، بنقل القوات الخاصة اليمنية عبر مروحيات روسية الصنع يمتلكها الجيش اليمني، من أجل تنفيذ العملية، دون دور مباشر للوحدات الأميركية في ميدان القتال.
وأضاف المسؤول: أنه بعد وصول المروحيات إلى المكان المحدد لها اشتبكت القوات الخاصة اليمنية مع عناصر من تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، في حين بقيت العناصر الأميركية خارج المعركة. وذكر المسؤول - الذي طلب من CNN عدم كشف هويته - أن الوحدة الأميركية المشارِكة في العملية هي من بين أبرز وحدات النخبة بالجيش الأميركي.
وتابع المسؤول بالقول: إن واشنطن قدمت الكثير من المساعدة لليمن خلال العملية التي استمرت لأكثر من يوم، وأدت إلى مقتل (65) عنصرًا من القاعدة، وشمل ذلك ضربات لطائرات عاملة بدون طيار على معسكرات للتدريب ومخازن للسلاح كانت موجودة في منطقة لا تبعد كثيرًا عن المكان الذي ظهر فيه أكثر من مائة عنصر من التنظيم في تسجيل فيديو عُرِض قبل أيام.
وتتزامن تلك المعلومات مع تصريحات لمسؤولين يمنيين أكدوا لـCNN الثلاثاء، بأن فحوص الحمض النووي أو ما يُعرف بـ"DNA" تُجرى - حاليًّا - على الجثث التي تم انتشالها من المنطقة التي شهدت عملية لمكافحة الإرهاب.
وفيما لم توضح أنصار الشريعة عن مصير إبراهيم العسيري، وهو المطلوب الأخطر للسلطات السعودية والأميركية.. تأكد عدم مقتله أو مقتل ناصر الوحيشي، وذكرت شبكة الـcnn الأميركية التي أوردت الخبر أن المملكة العربية السعودية التي أشرفت على هذه الفحوصات كانت قد حصلت - سابقاً - على عينات حمض نووي لقريب للعسيري، بعد الهجوم الفاشل الذي استهدف رئيس جهاز مكافحة الإرهاب السعودي، بقنبلة أخفيت داخل جسم شقيقه، وأدى الانفجار في حينها إلى مقتله، حيث توجهت قوة الانفجار إلى الداخل بعيداً عن هدفها المقصود.. وقالت المصادر: إن نتيجة اختبارات الحمض النووي DNA جاءت سلبية كذلك، في مطابقتها مع الحمض النووي لناصر الوحيشي، الذي يُعتقد بأنه زعيم تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب...
ولعل السؤال المُلح يتمثل في: هل صمت القاعدة يُعبّر عن صدمة أم أنه تأخير متعمد بغرض الإعداد لردّ عملي موجع يثبت قدراتها وتواجدها كما حصل في عمليات سابقة؟.
إذ ومن خلال معرفة عنصرين متدربين قُتلا في العملية، أحدهما: جار الله الريمي ذو الأربعة عشر عامًا واآخر في السادسة عشرة من العمر، يتبين أن المركز التدريبي كان لمتدربين جدد، وإذا كانت هناك قيادات فستكون وسطية، وهي التي كانت تقوم بالتدريب..
وأوضح رد الشيخ عبدالمجيد بعد سماعه نبأ مقتل نجله جار الله ضمن عناصر القاعدة في المحفد عن الحنق المتزايد ضد الرئيس هادي الذي وصفه عبد الشيطان وليس عبدربه، وعبد الطاغوت الأميركي، كما عبّر عن استيائه من أنصار الشريعة في كونهم لم يحترزوا وجعلوا هذا الجمع في مكان واحد.. وقال الريمي: وتأسفت على عدم الشعور بالمسؤولية عن أبناء المسلمين لمن تولى توجيههم في مثل هذا السن، وفي مثل هذا الحال، حيث جمعوهم في مكان واحد بهذا العدد ليكونوا لقمة سائغة للطاغوت الأميركي والطاغوت عبد الشيطان وليس عبدربه وفرحت أنني قدمت من أجل ديني قطعة من كبدي لم يقتل مسلمًا، وإنما قتله النصارى وعملاؤهم، وعلمتُ أني أصبحت من جملة الخصوم بين يدي الله ضد عدو الله عبد الطاغوت الأمريكي ليكون خصمًا لي من جهتين، من جهة هذه المظلمة، ومن جهة أهم وهي: أن خصومتنا دينية حيث ينفذ فينا أنظمة الطاغوت الديمقراطي، ويوالي أعداء الله، ويطبّق فينا قوانينهم الطاغوتية.
كما رد على السلفيين الذين انضووا في أحزاب، واصفًا إياهم بالسلفيين الديمقراطيين.
وأشار: فإنه بحمد الله بهذه الحادثة أسكت الله أفواه خصومي السلفيين الديمقراطيين، الذين يقولون: إنني من الخوارج القعدة، وإنني أغرر بأبناء المسلمين وأنا خلف الكمبيوتر، ويعلم الله أن هذا كذب، ولم أحث أحدًا، لا كبيرًا ولا صغيرًا، على المقاتلة بهذه الطريقة وخاصة في اليمن، والحمد لله هذا أول الخير ولدي وثمرة كبدي يقتل شهيدًا ظلمًا في مقتبل عمره، لم يسفك دمًا لا مشبوهًا ولا مباحًا، أحتسبه عند الله..
وكشف الشيخ الريمي عن أن له ولدًا آخر يقاتل في سوريا.
مضيفًا: وأنا منتظر - أيضًا - مجيء الخبر الآخر من سوريا باستشهاد هبة الله بعد جار الله الأصغر منه سنًّا، والأقل خبرة بمكر الذئاب البشرية وغدر العملاء بأوطانهم ورعاياهم الذين استرعاهم الله إياهم ليحفظوهم ويحوطوهم بالرعاية، فكانت هذه خستهم وغدرهم هي ما يقدموه لهذا الشعب، وليعلم هؤلاء الديمقراطيون من أصدق دينًا؟، ومن أقرب منزلة من الرب - جلّ وعلا - ومن أسخى تضحية لأجل هذا الدين..
وحين لم يستبعد قتله أكد: وأنا - أيضًا - لستُ بعيدًا عن مصير مثل مصير حبيبي جار الله، وأسأل الله أن يجعل هذه المقدمة من أجل دينه دافعة لي إلى اختيار الجهاد وجماعته منهجًا ومذهبًا ووسيلة لخدمة دينه ونصرة شريعته.
وقد استنكر التواطؤ وعدم إدانة العمليات الأميركية قائلًا: لا يسعني إلا أن أستنكر هذا التواطؤ الخائن من الحكام والسكوت الغادر من علماء الدولة والأحزاب، وأدعو الأمة لأن تصطف مع الجهاد والمجاهدين للمطالبة بتطبيق شرع الله والتخلص من ربقة الولاء لأعداء الله، (..والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)، وعند الله تجتمع الخصوم.
وفيما استمر مسلسل اغتيال قياديين عسكريين وأمنيين عقب الغارات الأميركية منذ الأسبوع الماضي فقد نجا قائد اللواء 301 العميد عبدربه الشدادي، نجا من محاولة اغتيال، الجمعة الماضية، فيما قُتل اثنان من حراسته الشخصيين، وأصيب جنديان من مرافقيه بجروح خطيرة، حين تعرضوا لهجوم مسلح من قِبل مسلحين كانوا يستقلون سيارة (بيك آب) فتحوا النار باتجاه موكب الشدادي عند المدخل الجنوبي لصنعاء في منطقة قاع "القيضي"، وتمكنوا من إعطاب سيارات الموكب، والفرار عقب العملية.
وإذ لم تلاقِ الغارات الأميركية أي إدانات من قبل حزب الإصلاح الإسلامي فقد اتهم النائب البرلماني عن حزب الإصلاح منصور الزنداني مستشار رئيس الجمهورية فارس السقاف بالتواطؤ مع ما اسماهم "الأميركيين" في قتل المواطنين اليمنيين بواسطة الطائرات بدون طيار.
وقال الزنداني - خلال الجلسة التي عقدها مجلس النواب نهاية الأسبوع الماضي: إن أحد مستشاري رئيس الجمهورية (في إشارة إلى فارس السقاف) صرّح لقناة السعيدة بأن هناك مئات المقاتلين من القاعدة من دول أجنبية يتواجدون في اليمن ويحارون صفوف القاعدة.
وكان السقاف قد صرّح لقناة السعيدة بأن هناك قيادات وعناصر "القاعدة" في اليمن تقدّر بأكثر من ألف شخص، بينهم 300 أجنبي أغلبهم سعوديون ومصريون وأوروبيون من جنسيات فرنسية وغيرها وآخرين أفارقة".
وفيما اعتبر الزنداني التصريح بمثابة تحريض للقوات الأميركية للتدخل في اليمن إلا أنه لم يوجّه أي نقد لمن ينفذ العمليات أو من سمح بها..
يشار إلى أن وزيري الدفاع والداخلية اعتذرا عن الحضور إلى مجلس النواب للرد على أسئلة أعضاء فيه بشأن الضربات الجوية التي تنفذها طائرات بدون طيار، والذي كان وجه المجلس الحكومة قبل أشهر بمنع هذه الطائرات من تنفيذ غاراتها، وأقر المجلس حضور الحكومة (وزير الدفاع، والداخلية والنفط، والمالية) هذا الأسبوع لمناقشة أزمة المشتقات النفطية وضربات الطائرات بدون طيار وقضايا أمنية أخرى إلا أنهما لن يتمكنا من الحضور
وكان اقترح رئيس مجلس النواب يحيى الراعي عقد جلسة مغلقة مع وزير الدفاع والداخلية لمناقشة القضايا الأمنية وضربات الطائرات بدون طيار، مشيرًا إلى أن وزير الدفاع كان قد وعده بالحضور في وقت سابق، إلا أنه تم تكليفه من قبل رئيس الجمهورية لمتابعة مهام أمنية عاجلة.
ونقل الراعي عن وزير الدفاع قوله: إنه قد أعد تقريرًا مطولًا لعرضه بشكل سري على مجلس النواب.
__________________
الفجر الباسم قادم من قلب الليل الجاثم
وربيع الامة ات من بعد شتاء قاتم
|