أخي الكريم والرائع أبا عهد الشعيبي
كم اعتز بمداخلتك التي جعلت من موضوعي له ألق ومعنى كان يفتقده وشكرا لمداخلتك التي أصلحت ما بموضوعي من اعوجاج وسدت ما اعتراه من ثغرات وأتمت ما نقص في بناءه.
أخي الكريم ،،
فقرتك الأولى وما فيها من ثناء أسعدني وبجد لا اعتقد إني استحقه وليس كما يقال تواضعا ولكنه اكبر مما هو في الحقيق. ولك جل شكري وتقديري لصدق مقالك ونقاء سريرتك.
أخي،،
كما قلت أنا في احد التعقيبات يجب أن نحكم على أي شيء من خلال ظروف الواقعة وليس من خلال نتيجتها فقط .. نعم العبرة في النتيجة ولكن أيضا وكما يقال " إذا عُرف السبب بُطل العجب" وأيضا يجب إلا ننسى أبدا أن ماهو سبب لشيء فهو نتيجة لأسباب أخرى كما أشرت أنت بأنه تراكم لمعطيات وأسباب سابقة للحدث من المنهج البروليتاري والمطلب القومي مع الغليان الثوري آنذاك والرغبة في مواجهة ظلم الإنسان لأخيه الإنسان في كل المعمورة وليس في إقليم جغرافي فقط .
فالرغبة للوحدة اليمنية كانت خطوة في مشوار طويل وكبير يعتمل في النفوس لأسباب آنفة الذكر.
كانت تلك مرحلة لها طبيعتها كان فيها الفرد مجرد رقم لفكرة المجموع كانت إنسانية في شموليتها ولكنها لم تحترم الإنسان كفرد .والرئيس البيض كان نتاج لها ومعبر عنها والكل كان في البوتقة ولا نريد من احد أن يزايد علينا بناءا للظرف الراهن وبأثر رجعي كما أشرت أنت.
نعم أخي كان قرار الوحدة تحصيل حاصل في ظل ظرف مهيأ كان الكل يبحث عن مثله أو ما يشابهه
وهنا يا أبا عهد ليس علي العتب باني اخترتك رفيق درب في طريق طويل وشاق وأنت تضمر لي الكيد والغدر .. انه " فخ " بكل
ما يحمله المفهوم من معاني كما وصفه القائد البيض.
أخي الكريم ،،
ماحدث بعد الوحدة الكل يعلمه ولكني هنا اشهد الله أن هذا الرجل لم يلتفت إلى ما هوته الكثير من النفوس كان نسيجا خاصا ولوحده كان بإمكانه أن يستمر وشعار انه موحد لليمن يكفيه فخرا لو أراد لضميره أن يموت ولكنه أبى في ظل أن الأغلب قبل أو انزوى. كان يبحث عن جوهر الوحدة وليس شكلها كنت اسمعه في خطاباته إثناء جولاته المكوكية في المناطق يردد دائما البيت الشعري المشهور للمرحوم البردوني " فضيعٌ جهل ما يجري وأفضع منه أن تدري" كان يريد أن يقول شيئا ولكنه أيضا محكوما بعهود ومواثيق حتى سمع بالأنين وحس بالألم وبصوت مرتفع وهو يرى اشرف الناس يُذبحون ذبح النعاج وهو يرى الجنوب يطمس بلفافة ورق ورصاص منطلق. استجاب لنداء الضمير لأجل الإنسان والفضيلة وأعلن ما أعلن لأجل كل ذلك وفضّل أن يكون صوت حق وشاهد شريف على أن ينغمس في ثراء الرذيلة والعهر المنمق بالشعارات الرنانة والبراقة وهو اليوم لنفس الأنين ولنفس الألم ولنفس المعاناة ومن ذات الناس أنفسهم يستجيب .
كان من الممكن - لو أراد وكما يقولون - أن يسجله التاريخ كموحد لليمن ولكن ضميره الحي القلق لم يكن مستريحا لان الإنسان والحق أعلى واجل وأسمى من كل فخر واعتزاز في كتب التاريخ والناس فيه يطحنون طحن الرحى.
الرئيس البيض رفض النعيم الدنيوي فيما مضى لأجل الجنوب وشعب الجنوب في ظل وضع بالغ السوء ولكنه كان للتوثيق وللمستقبل وبما كان يردده " لو احتلوا الجنوب بكامله سنحرره في المستقبل شبرا شبرا " واليوم على العهد والوعد والوفاء والجنوب اليوم غير الجنوب فيما مضى .
إنه النصر بإذن الله
إنه المستقبل الجميل بإذن الله
إنه الجنوب الحبيب والشعب العظيم .
إنه إعادة الاعتبار للإنسان والحق والفضيلة والحياة الشريفة والكريمة .
تحياتي لك ومن القلب.