عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-04-20, 10:43 AM   #55
صقر الجزيرة
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-25
المشاركات: 17,893
افتراضي

عن اغتيال الشهيد العميد حسين قحطان



20 ابريل 2014 م 12:00


العاب بنات


عن اغتيال الشهيد العميد حسين قحطان




بقلم د. عيدروس نصر ناصر




لا أدري لماذا كان أول ما خطر ببالي وأنا أقرأ عنوان الخبر "اغتيال وكيل محافظة البيضاء" هو اسم الشهيد حسين قحطان بن ديان، . . . أسرعت لتفحص تفاصيل الخبر وللأسف صدق حدسي، وكانت ظنوني في محلها.

إغتيال الشهيد العميد حسين قحطان كأي اغتيال سياسي يفتح بوابة الأسئلة ونافورة التكهنات التي لا تتوقف، أما السلطة فكعادتها ستكتب بيان النعي وتتعهد بملاحقة المجرمين الذين لم تلاحق منهم أحدا منذ جريمة اغتيال الشهيد الحريبي وما تلاه من عشرات (وربما مئات) الجرائم حتى اليوم، لكن المجرمين هم من يلاحق الشرفاء أينما كانوا حتى وهم يعملون في سلك السلطة التي تجيد استنزاف طاقاتهم واستهلاك قدراتهم ثم تكافئهم ببيان نعي يعدد المناقب ويتوعد المجرمين بما لا تستطيع (وربما لا ترغب) السلطة القيام به.

حسين قحطان هو أحد تلاميذ مدرسة الرابع عشر من أوكتوبر والثلاثين من نوفمبر، تربى في ظل النظام الوطني في جنوب الوطن، وككل الكوادر الوطنية التي صنعتها مدرسة الثورة تشرب بالروح الوطنية، وانخرط في صفوف الشرطة الشعبية وتلقى الدورات التأهيلية، وتدرج في مراتبها المختلفة، وكانت آخر مهمتين تولاهما هما مدير أمن محافظة شبوة في النصف الثاني من الثمانينات، ثم في العام 1990 انتقل ليشغل مدير أمن محافظة إب، لكنه في العام 1994م كان من بين من تم إقصائها وإجبارها على النزوح خارج الوطن، بعد أن انتصر مشروع حرب الغنيمة والاستباحة، وجرت فيما جرى تصفية الكوادر الوطنية الشريفة المعدودة بعشرات الآلاف.

منذ العام 2004 وبعد العودة من النزوح شغل الشهيد قحطان عدة مهمات حكومية، قد لا تتناسب وخبراته وكفاءته ورتبته العسكرية، منها مديرا لمديرية لبعوس بمحافظة لحج، وأخيرا وكيلا لمحافظة البيضاء، وكان طوال فترة عمله الأخيرة (كما طوال تاريخ خدمته السابقة في سلك الشرطة والأمن) قائدا إداريا وأمنيا وجماهيريا ناجحا وسجل تفوقا في كل المهمات التي تولاها، لكن أعداء النجاح ومحترفي القتل لا يستهدفون إلا الشرفاء والمخلصين أينما كانوا، وقد جاء اغتياله ليعبر ليس عن تصفية حسابات شخصية بين القتلة والشهيد فالرجل ليست له خصومة مع أحد، بل إن اغتياله جاء كجزء من سلسلة عمليات التخلص من الكوادر الوطنية التي لم تذعن لسياسة الابتزاز وشراء الذمم ولم تخضع لسياسات الإقصاء والتهميش ولم تقبل لنفسها بلعب دور الديكور المستخدم لتزيين المظهر وتحسين الصورة المملوءة بالقبح والدمامة.

يعتقد القتلة الذين تخلصوا من الشهيد حسين قحطان وقبله العشرات من الكوادر الوطنية المخلصة والنزيهة ـ يعتقدون أنهم سينظفون الساحة من الشرفاء لتخلو للصوص والعابثين وحدهم، لكنهم واهمون فإن المدرسة التي أنجبت حسين قحطان وغيره من الوطنيين الشرفا ما تزال مستمرة في إنجاب الأجيال الجديدة من أبنائهم وأحفادهم وورثة مشروعهم، أما اللصوص والناهبين ومحترفي القتل فمهما تصاعدت وتيرت إجرامهم فإنهم يتخفون وراء ادعاء الوطنية والنزاهة وبعد كل جريمة يسرعون إلى إخفاء هويتهم، هربا من الاكتشاف.

إن السلطات اليمنية هي المسئول الأول والأخير عن سلامة أرواح ودماء مواطنيها ومن باب أولى هي المسئولة عن الكوادر وذوي الكفاءات الذين يعملون في خدمتها، وعندما تعجز السلطة عن حماية موظفيها وكوادرها فإنه لا يحق لها أن تدعي بأنها مسئولة عن حماية أرواح المواطنين. . . .ولا أدري ماذا تبقى علينا أن ننتظر من دولة لا تحمي موظفيها.

رحمة الله تغشى الفقيد حسين محمد قحطان بن ديان، ولا نامت أعين الجبناء.

برقية شعرية:

* قال الإمام الشافعي رحمة ا لله عليه:

قد مات قـومٌ ومـا ماتـت مكارمهـم وعاش قومٌ وهم في الناس أمواتُ
صقر الجزيرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس