عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-04-07, 07:15 PM   #102
الفجر الباسم
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-09-06
المشاركات: 28,580
افتراضي

"الأمناء" تستطلع أوجاع ومعاناة مناطق (جحين الصرة) بلودر ـ أبين

الاثنين 07 أبريل 2014

استطلاع / الخضر عبدالله

مناطق (جحين الصرة) هي أكبر مناطق مديرية لودر بمحافظة أبين، وتقع في الجهة الغربية الجنوبية، وتبعد عن عاصمة المديرية نحو عشرين كيلو، وتتكون من ثمان قرى، وتعتبر مناطق جحين من أكبر مناطق المديرية كثافة في السكان والمساحة، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي ثلاثة آلاف نسمة، يتوزعون على مركزين انتخابيين؛ هما: مركز (الصرة)، ومركز (شقرة).

ورغم الكثافة السكانية التي تتميز بها المناطق، إلا أنها تعاني الإعاقة المزمنة والافتقار لأدنى أساسيات الحياة والعيش الكريم، مثل: المياه، الكهرباء، الصحة والهاتف، التي من البديهي أن تتوفر للإنسان في أي بلد كان للمحافظة على بقائه وحياته.. فلم تلمس هذه المناطق ـ منذ عقود سالفة ـ أي مشروع تنموي من إنجازات وخيرات الثورة والوحدة!.. فواقع (جحين) مليء بالمنغصات التي تحزن العدو قبل الصديق، وتأخذ منحنى مسرحية مثيرة للغاية، وسيناريو لوضع بالغ الصعوبة والتعقيد!!.

المشاريع الخدمية لهذه المناطق آلت إلى مصير مجهول، والمواطنون الذين غرتهم الأماني والوعود استيقظوا ليجدوا مشاريعهم أضغاث أحلام، وحكايات من أساطير الأولين والآخرين، وأصبحت مناشدات ومطالب المواطن كلاماً فارغاً لا يقدم ولا يؤخر، «وجعجعة بلا طحين»، مما جعل المواطنين يصلون إلى قناعة أن السلطة قد شطبت منطقتهم من قائمة اهتماماتها، بعد أن تأكد لهم أن لا شيء يتحقق فيها غير وعود براقة تطلق قبيل كل انتخابات!!

المنطقة تعيش ظلاماً دامسا !!ً

على الرغم من أن المسافة بين مركز (الصرة) ومنطقة (جحين) لا تتجاوز خمسة كيلومترات، إلا أن المنطقة لا تزال ترزح تحت جنح الظلام الدامس، وهذا يعد أكبر دليل على التجاهل والتهميش من قبل السلطات المتعاقبة في المديرية لهذه المنطقة.. أهاليها يمنون النفس بنور الكهرباء، الذي يحلم به كل أبناء المنطقة.. كثير من المواطنين ممن التقيناهم لم يفضلوا الحديث حول (طلاسم) لغز الكهرباء!!.

وقد تحدث إلينا العشرات منهم عن حكاية لا تنتهي بخصوص هذا المشروع، واكتفينا بحديث أحد المواطنين، رفض ذكر اسمه، الذي قال: "منطقتنا محرومة من نور الكهرباء، وكانت المنطقة على موعد مع الكهرباء في موسم الانتخابات، ولكن؛ وبقدرة قادر أجل المشروع إلى أجل غير مسمى، يعدوننا سنة وراء سنة ولكن إلى اليوم لم نلحظ سوى وعود عرقوبية، مع العلم أنه تم ربط مناطق بعيدة عن عاصمة المديرية ومناطق وقرى عالقة بين الصخور، ومعتلية قمم الجبال".

وأضاف: "لقد سبق لأهالي جحين أن تقدموا بالعديد من المذكرات والمناشدات، وطرقوا أبواب السلطات بالمديرية بشأن معاناتهم الناجمة عن حرمان منطقتنا من أدنى المقومات والمشاريع الضرورية، والخدمية المرتبطة بحياتهم، ومنها مطالبنا المتكررة بإدخال شبكة الكهرباء إلى المنطقة، تلك الخدمة التي حرمنا منها، إلا أننا لم نجد من يكترث لمطالبنا، أو يتفهم معاناتنا رغم كثرتها، وقد حصلنا على العديد من الوعود لحل مشاكل المنطقة، ولكن دون جدوى .. وقد سئم الأهالي الصبر والوعود العرقوبية، ولم يعد بوسعهم احتمال المماطلة والتسويف والضحك على الذقون!"..

واستطرد بالقول: "إن هذا التجاهل والتهميش الذي نعانيه دليل على النظرة الضيقة، وتغليب المصلحة الذاتية والشخصية على مصلحة المواطنين عامة".

الصحة غائبة !!

تحدث بعض الأهالي، ممن التقيناهم، بالقول: "إن منطقة مثل جحين بكثافة سكانها كان من المفروض أن تكون لها أولوية خاصة في اهتمامات السلطة، وكان من المفروض أن تكون أعين من بأيديهم الحل والربط على هذه المنطقة بصيرة، طالما وأيادي أهلها قصيرة، وأن تحظى بشيء من الرعاية والاهتمام على الأقل في الجانب الصحي .. فمن يصدق أن ثلاثة آلاف نسمة هم سكان منطقة جحين محرومون من وجود وحدة صحية للإسعافات الأولية، ورعاية المرأة والطفل، والمريض يتم إسعافه إلى أي مستشفى في عدن أو أبين، ويتحمل المواطنون أعباء كبيرة وتكاليف لنقل مرضاهم".

وطالبوا بالقول: "المنطقة بحاجة إلى وحدة صحية متكاملة تتواكب مع كثافة السكان فيها، تقوم ولو بالإسعافات الأولية، أو يستفيد منها الأهالي حتى في ضرب الحقن المهدئة للألم والحمى، ولو بالقدر الذي يوفر للمواطنين شيئاً من الراحة النفسية والطمأنينة حين يمسون وحين يصبحون، ويحفظ لهم السلامة عند الطوارئ والعوارض المرضية".

الاتصالات .. رقم خارج المعادلة !

ويواصل أهالي المنطقة الحديث :"منطقتنا أيضاً محرومة من خدمة الاتصالات السلكية.. ويعتمد الأهالي على التليفونات المحمولة (الجوال)، التي تصل تغطيتها إلى بعض الأماكن المرتفعة، رغم أن هذه الخدمة دخلت إلى كل بيت من قرى لودر".. مناشدين مدير مكتب الاتصالات وتقنية المعلومات بالمحافظة "إدخال خدمة (التلفون الثابت) إلى المنطقة حتى تكون همزة وصل، وحلقة اتصال بمحيطهم الداخلي والخارجي، وإخراج المنطقة من دائرة العزلة والتقوقع، وحتى لا يظل الأهالي محرومين، ورقماً خارج المعادلة في زمن الوحدة.. فهل يصل صوتهم؟!".

مشكلة المياه وشبح الجفاف !

وأكد الأهالي أن "مشكلة المياه هم يؤرق أبناء المنطقة، وشبح يهدد بكارثة إنسانية بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة، ولا يوجد أي مشروع للمياه قدمته الدولة للأهالي، كما أن معظم الآبار في المنطقة قد نضبت مياهها، وهي مالحة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي، باستثناء بئر أو بئرين، ويعتمد الأهالي على خزانات المياه التي يقومون بحفرها بجانب منازلهم لحفظ مياه الأمطار من سطوح المنازل لأيام الجفاف، ووقت الحاجة".

مسك الختام

أهالي المنطقة يشكون عدم تجاوب الجهات المعنية مع مطالبهم (أهمها الكهرباء)، على الرغم من المناشدات العديدة للجهات المسؤولة في المديرية، والمحافظة لإنقاذهم من الوضع المأساوي الذي هم فيه!!
الفجر الباسم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس