[الفجر الباسم]

قرار رئاسي يهين كرامة كل جنوبي



03 جمادى الثانية 1435هـ - 03 ابريل 2014 م



بقلم : نجيب قحطان الشعبي


الرئيس عبدربه منصور هادي (الذي لم يعد مؤقتاً بعدما فرض مجلس الأمن الدولي الوصاية على اليمن في قراره 2140 بتاريخ 26 فبراير 2014 أي في اليوم السابق لإنتهاء مدة هادي المحددة في الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية بعامين، فبنفس القرار فرض هادي كرئيس لليمن بدون إنتخابات أو حتى إستفتاء بل وبدون مدة محددة إي إلى ما شاء الله!) الرئيس أصدر قرار برقم 26 لسنة 2014م بشأن تحديد آلية عمل لجنة صياغة الدستور. وقد ورد بالمادة 3 من الفصل الثاني نص يعتبر لطمة حذاء بوجه الجنوبيين ، فالمادة نصت على الآتي :
أ ـ تشكل لجنة صياغة الدستور الجديد من (17) عضواً يصدر بتسميتهم قرار من رئيس الجمهورية، على أن يراعى في تشكيل لجنة صياغة الدستور الآتي :
1ـ تمثيل الجنوب والمرأة مع احترام المعايير الواردة في هذه المادة بشأن اختيار أعضاء اللجنة .
2 ـ أن تعكس عضوية لجنة صياغة الدستور بشكل موسع التنوع الذي يتمتع به المجتمع اليمني.
ب ــ يشترط في من يعين عضواً في لجنة صياغة الدستور ما يلي :
1ـ أن يكون يمني الجنسية وذا أهلية كاملة.
2 ـ أن يكون حاصلاً على مؤهل جامعي كحد أدنى من جامعة معترف بها، مع خبرة عملية لا تقل عن عشر سنوات في أي من المجالات التخصصية .
3 ــ أن يكون من المشهود لهم بالأمانة والنزاهة غير محكوم عليه بعقوبة عن جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة ما لم يكن قد رد إليه اعتباره.


عندما وقع بصري على عبارة أن يراعى في تشكيل لجنة صياغة الدستور تمثيل الجنوب والمرأة ذهلت لتلك الصفاقة والخسة التي صيغ بها القرار فالعبارة المذكورة أنتقيت بعناية لتهين ابناء الجنوب فطالما أن ابناء الجنوب هم يمنيون فلم يكن هناك داع للقول بأن يراعى تمثيلهم في اللجنة، ولكن قول ذلك يدل على الآتي:


أولاً: أن ابناء الجنوب اعتبروا مواطنين من درجة أقل من المواطنين ابناء الشمال.
ثانياً : أن اللجنة أصلاً شمالية وإلا ما كان القرار لينص على مراعاة تمثيل الجنوب.
ثالثاً : إذا كانت العبارة المذكورة أعتبرت اللجنة شمالية وعاملت الجنوبيين كمواطنين من درجة أقل من الشماليين، فأنها لطمت الجنوبيين فعلاً بحذاء على وجوههم فهي لم تتحدث عن مراعاة الجنوب وحسب ولكن مراعاة "الجنوب والمرأة" أي أن من صاغوا تلك العبارة يريدون القول بأن الجنوبيين نسوان أو مكالف فقد وضعوا الجنوب والمرأة بمستو واحد ووحدهما دون إضافة فئات أخرى للعبارة! فذلك على نفس نمط الإحتقار للسود الذي كان سائداً بالولايات المتحدة الأمريكية إلى ما قبل نحو نصف قرن عندما كانت بعض المحلات المملوكة للبيض تكتب على مدخلها عبارة "يمنع دخول السود والكلاب" وكذا بعض حافلات الركاب كانت تعلق نفس العبارة تحقيراًَ للسود بأنهم مثلهم مثل الكلاب!
ومن جهة أخرى يزعم الرئيس ومؤتمر الحوار الوطني بأن تمثيل الشمال والجنوب سيكون متساوياً على كل المستويات في اليمن الجديد فإذا بالرئيس وقبل أن يجف مداد تصريحاته ومداد قرارات المؤتمر يصدر القرار المذكور ولم ينص على التمثيل المتساوي في اللجنة وإنما نص على "مراعاة تمثيل الجنوب" بمعنى أن لا يخلو تشكيل اللجنة من جنوبيين، وأنا لم أطق أن أطالع تشكيل تلك اللجنة فحتى الحكومات نفسها لم يعد يعنيني منذ ربع قرن معرفة تشكيلها لأنه سيكون تشكيل لا يدل على سياسات جديدة وإنما "شيل دا وحط دا مكانه" أي تغيير وجوه وحسب، وأنا متأكد بأن تشكيل لجنة صياغة الدستور التي صدر قرار بتشكيلها لم تمنح الجنوبيين النصف فالصيغة "مراعاة تمثيل الجنوب" واضحة الدلالة.