[South of the South]

مظاهرات متضادة في اليمن مع وضد الوحدة
حملة اعتقالات واسعة واعتداء على فريق قناة الجزيرة




علم اليمن


صنعاء ـ القدس العربي من خالد الحمادي ـ شهدت مدينة الضالع اليمنية (جنوب صنعاء) تظاهرتين متضادين، فبينما دعت التظاهرة الأولى الى التمسك بالوحدة، خرجت الأخرى مناهضةً لها وطالبت بفك الارتباط .

وأفضت التظاهرة الثانية إلى صدامات بين المتظاهرين من جهة وقوات الامن الحكومية، ما أسفر عن سقوط 7 جرحى. وكانت أنباءً راجت عن سقوط 3 قتلى مع بداية التظاهرة، غير أن مصادر ميدانية لم تؤكد هذه الأنباء.

وعلمت "القدس العربي" من مصادر محلية أن السلطة المحلية في محافظة الضالع قامت بتنظيم مسيرة جماهيرية حاشدة مؤيدة للوحدة اليمنية شارك فيها الالاف من أبناء المحافظة الذين توافدوا من كافة مناطق ومديريات المدينة للاعراب عن موقفهم الداعم للوحدة واستنكارهم وادانتهم لدعوات الانفصال ونبذ الفرقة والشتات التي تدعو لها العناصر الانفصالية.

وأوضحت أن هذه المسيرة الرسمية انطلقت من مدخل مدينة الضالع عاصمة المحافظة مرورا بوسط المدينة والعودة الى نقطة البداية في لوحة وحدوية عبرت عن مدى الاصطفاف الوطني واستشعار المواطنين بالمحافظة بمسؤولياتهم الوطنية والتاريخية وواجبهم تجاه حماية بلادهم من المؤامرات التي تحاك ضد وحدتها، وحمل المتظاهرون فيها اللافتات المؤيدة للوحدة الوطنية وصور الرئيس علي عبد الله صالح، ورددوا الهتافات المناهضة للانفصال.

في غضون ذلك، قام أنصار الحراك الجنوبي الداعي لانفصال المحافظات الجنوبية وفك الارتباط مع نظيرتها الشمالية بمظاهرة مناهضة للسلطة وللوحدة اليمنية، وأثناء محاولتهم الالتحام مع المسيرة الرسمية قامت القوات الأمنية بوقف زحفهم بالقوة واستخدمت القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي في الهواء، لتفريقهم ووقف تحركهم، خاصة وأنهم كانوا قد

قاموا بإحراق إطارات السيارات في الشوارع الرئيسية للمدينة وقاموا بإغلاقها بالحجارة لمنع تقدّم المسيرة الرسمية نحو الميدان الذي كان مخطط أن يكون نقطة التقاء المسيرة الرسمية التي شارك فيها مؤيدو الوحدة ومناصرو السلطة.

وأوضحت المصادر أن أنصار الحراك الجنوبي بدأوا منذ الصباح الباكر بشن هجمات متقطعة بالحجارة على السيارات التابعة للسلطة وعلى السيارات التي تحمل لوحات شمالية، وشمل ذلك اعتداء على سيارة فريق قناة الجزيرة القطرية حيث كانت تحمل لوحة رقم شمالية من صنعاء، بالإضافة إلى الاعتداء على سيارات الكثير من المشاركين في المسيرة الرسمية الذين قدموا من صنعاء، من أهالي محافظة الضالع.

وشهدت الفترة الصباحية لمدينة الضالع أمس ساحة مواجهة بين الوحدويين والانفصاليين أيضاً. وأعربت مصادر رفضت الكشف عن هويتها أن الأجهزة الأمنية قد أفلحت في احتواء الموقف بأقل الخسائر البشرية، بعد أن احتدم الصراع بين المتظاهرين وتحوّل إلى مواجهات دامية زادت احتمال سقوط الضحايا من الجانبين بين قتيل وجريح.

وعززت السلطة المحلية تواجدها في شوارع المدينة من خلال إنزال أعداد كبيرة من قوات الجيش والأمن لمنع أعمال الشغب أو التخريب أو التورط في مواجهات قد تقود إلى نتائج مؤلمة وقاسية للطرفين على حد سواء، خاصة وأنهم يمثلون منطقة واحدة ومن أسر متقاربة.

وكانت مصادر محلية أكدت سقوط سبعة جرحى في مصادمات أمس بين قوات الأمن وعناصر الحراك الجنوبي الذين اتهمهم الأمن بـ"محاولة إفشال المسيرة المؤيد للوحدة ودعا إليها حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن".

وذكرت أن قوات الأمن التي كانت متواجدة بكثافة لحماية المسيرة الرسمية اعتقلت العشرات من أنصار الحراك الجنوبي عندما حاولوا القيام بمسيرة مناوئة لمسيرة الحزب الحاكم، وتحدثت عن سقوط ثلاثة قتلى اثنين منهم من أتباع الحراك الجنوبي وأحدهم من المشاركين في المسيرة الرسمية عشية وصباح انعقادها بالضالع، غير أن أي من المصادر الرسمية لم تؤكد هذا النبأ.

وشملت حملة الاعتقالات رئيس تحرير صحيفة (الوطني) الموقوفة عبد الرقيب الهدياني، والذي كان قد تعرض للضرب بالهراوات من قبل أفراد قوات الأمن أثناء تصويره للمسيرتين قبيل القيام باعتقاله واقتياده إلى المعتقل، في حين كان مناصرون للحراك الجنوبي قد اعتدوا على سيارة الفريق التلفزيوني التابع لقناة (الجزيرة) القطرية أثناء وصوله من صنعاء لتغطية المسيرة الجماهيرية الرسمية، مما أدى إلى تحطّم زجاج السيارة التي كان يستقلها الفريق التلفزيوني للجزيرة