نســــــــــــام ...سيدة نساء الجنوب
* بقلم: أنور باسلوم:
أربعة وعشرون ساعة إلا قليلا أستغرقتي لكي أصحو من نشوة النصر والعزة والكرامة التي ملئت كياني ومشاعري بعد تلك الملحمة الفوق أسطورية ، التي سطرتها الحرة الأبية أنسام الجنوبية ، والتي أيضا ستحفر في الذاكرة الجنوبية وبأحرف أغلى من الذهب.
سلمت يمناك ويسراك ... سلمت يداك أختي الفاضة بل سيدتي الفاضلة وسيدة نساء الجنوب .. لم تصفعي "قوادي" سياسة الخضوع والأنبطاح والركوع للمستعمر الباغي ، ولكن صفعتي أيضا الرجولة المنكسرة والانهزامية لطابور طويل من الجنوبيين المتكأين على قارعة طريق النضال الجنوبي نحو إستعادة الدولة .. لقد كنت امرأة بألف رجل بل وأكثر من ذلك .. أرعبتي منصة العار في قاعة الجامعة بطاقية جنوبية غالية وضعتيها على رأسك الشامخ ، وقد ظن "مراحيض" المحتل أنهم أمام تحقيق نصر مبجل أمام هذه السيدة الجنوبية الأبية فأرسلوا إليها كلابهم المسعورة والمرتجفة في آن واحد ، ولكن ظنهم كان اثماً وكفراً فهيهات هيهات أن يسقط علم جنوبي ومن ترتديه امرأة عدنية أصيلة تدعى أنسام ، فما أن امتدت تلك الأيادي الآثمة حتى أنفجر البركان الجنوبي الشمساني ، وانهالت أنسام الجنوب بصفعاتها على وجه تلك العابسة الشمطاء ، وعندما تقدمت فرقة الدعم المكونة من حفنة من أنصاف الرجال لم ترحمهم هذه الأنسام الجنوبية فنالهم مانالهم ، ليولوا الدبر ناجين بجلودهم تلاحقهم لعنات الآلاف من أبناء الجنوب , ألا شلت أياديكم ايها الجبناء. وارتفعت زغاريد النساء في جميع مدن الجنوب بعد سماعهم بخبر تلك الملحمة.
أنني و- الله - أرى النصر الجنوبي وشيك وآت و قريب جدا وفي صفوفه نساء ماجدات كهذه الانسام الجنوبية ، التي تحني لها الهامات والقامات إجلالا وإكبارا.
* نقلا عن المكلا اليوم
|