حضرموت بين التحالف القبلي و الحراك !
سلوى مبارك
ماذا جرى للناس في الجنوب و خاصة في عدن و حضرموت ؟؟؟ ولكن دعونا نركز في مقالنا هذا على ما يجري في حضرموت الحبيبة ... لقد اتفق الجميع إننا في الساحة السياسية سنعمل جنبا إلى جنب بتنظيماتنا و أحزابنا المختلفة في كل الساحات الجنوبية ولن يتعرض احدنا للأخر مهما كان الأمر و الشاطر هو من يسحب اكبر شعبيه له دون حرب أو ضرب بالآخرين وإلا عمت الفوضى و قتلنا بعضنا البعض كالحيوانات .
ان حضرموت اليوم تحظى بثروة وافره من الطاقات المختلفة و أهمها الطاقة البشرية وما النفط و الغاز و الأسماك و غيرها إلا روافد مهمة لهده الطاقة البشرية ... فالصفات البشرية لدى الشخصية الحضرمية من الاتزان , و النبل, والأمانة, و الكرم و التسامح و القناعة و غيرها من الصفات الحميدة كل دلك لا يعطي مجالا للشك من ان الحضرمي لو أرسلته إلى أقصى المناطق سيتعايش حتى مع الجن ... ولكن ما باله اليوم وهو على أرضه لا يستطيع ان يعيش بسلام مع إخوته ... ما الذي جرى ؟؟ فالإستراتيجية السياسية واضحة المعالم للجميع وهي استراتيجيه مفتوحة و الشخصية الحضرمية معروفه على مر القرون ... ادن لمادا هده الاتجاهات السلبية بين مختلف الأحزاب و التنظيمات و بالأخص بين تحالف القبائل و الحراك ؟؟؟ مما لا شك فيه ان حضرموت تكتنف عددا كبيرا من التنظيمات السياسية والحقوقية و المدنية والتي من أهمها اثنتان هما :
أولا: الحراك السلمي الذي نشأ في 2007 و هو متواجد بزخمه إلى يومنا هدا والمشهود له في مختلف مدن المحافظات الجنوبية و ساحاتها بنضاله السلمي ..وثانيا: إلى جانب الحراك, يتواجد تحالف أو حلف القبائل الحضرمية الذي انشئ في 1937 إذ انه ليس وليد اليوم كما يتهيأ للبعض ... إلا انه كان تحت مسمى صلح القبائل الذي جمع كل قبائل حضرموت وأنهى حالة الثأر والتقاتل فيما بينهم وعلى أثرها قسمت حضرموت بين كل قبائل حضرموت بحدود معروفة ومعلومة وكل قبيلة عليها الحماية والسيطرة على أرضها وهو نفسه ماحصل في بيان وادي نحب الأخير 10 ديسمبر.
الجدير بالذكر ان الظروف الصعبة في الجنوب عامة و في حضرموت خاصة ومن جراء الحوادث المتعاقبة مؤخرا على أبناء القبائل في حضرموت وعلى المدنيين العزل و الاغتيالات المتكررة على رجال الأمن و الجيش في مختلف المناطق.. كل دلك جعل التحالف يرفع قامته من جديد و ينشئ مؤسسته الحالية في 4 يوليو 2013 ..على ضوء حادثة 14 يونيو 2013 و التي ضرب فيها الشماليين 3 من أبناء الحموم دون وجه حق وأخذت منهم أسلحتهم وسيقوا للاعتقال .... حينها جاءت دعوة القبائل لتأسيس التحالف بينهم ليحل محل مكون صلح القبائل العتيق إلى كيان مؤسسي لتحالف كل القبائل الحضرمية ويصبح مرجعيه هامه داعما لتأسيس دوله مستقبليه سواء كانت لحضرموت أو للجنوب .
ثم جاءت حادثة سعد بن حبريش و مرافقيه فاجتمع التحالف و اصدر بيانه وأعطى مهله للنظام لتلبية مطالبه ثم قام بالهبة الشعبية الحضرمية و تفاعلت معه كافة المكونات في حضرموت و خارجها وبدا يستولي على عدد من النقاط الأمنية دون التعرض لأحد من المدنيين أو المكونات المدنية ... إننا مبدئيا نبارك بكافة المكونات السياسية و غيرها لكافة الأدوار التي يلعبونها دون المس أو تقليل الشأن لادوار الآخرين .. و نبارك بالذات كل مكون له مرجعيه ثابتة كحلف القبائل الحضرمي و غيره .
وبالنظر إلى المكونين أعلاه, فان العقلاء منا سينظرون إلى المكونين بأنهما متكاملان لا متنافسان و هده هي السياسة الايجابية و خاصة لهده المرحلة الدقيقة ... ومما لا شك فيه ان الحلف لا يمثل مرحلة من مراحل الثورة بل يعتبر مكون استراتيجي باق على مر الزمان يحمي أهله و أبنائه و يكون عنصرا استراتيجيا مشاركا في اتحاد القرارات الرئيسية في البلاد لا ان يهمش كما كان عليه الحال في نظام الجنوب السابق ... ولدلك على أبناء الحلف من الان و صاعدا ان يقوموا بتنظيم هده المؤسسة القبلية و يساعدوها على القيام بعمل "رؤية وطنيه لها" تحسن من معيشتهم و تنظم أمورهم و أعمالهم من خلال رسم الأهداف المحلية و الوطنية و السياسات المتوخاه لبناء بنيتهم التحتية واستثمار مواردهم المتنوعة على أكمل وجه .
بينما الحراك و من خلال نضاله السلمي يستطيع (ان أراد) ان يلعب دورا مهما في تعزيز قدرات الحلف من خلال التواصل الايجابي في هده المرحلة حيث ان دوره النضالي سينتهي لدى تأسيس الدولة و ربما يتحول إلى حزب أو تجمع في المستقبل ولكن الحلف القبلي سيظل يمثل موقعه ألاستراتيجيه لأهداف و سياسات التنمية المنشودة للبلاد .. قد ينام من شدة الضرب عليه ولكن لن يموت أو يتلاشى و سيستمر بالبقاء إلى ان ينجح في مهامه المنشودة للأبد... و كذلك بالنسبة للحراك الذي يتمتع بمرجعية دوله سابقه إضاعتها قيادات تقليديه أنانية وهو يناضل منذ 2007 بنضال سلمي لا يتسم بسياسات و استراتيجيات صائبة إلى يومنا هدا ..
و على كل حال من المهم بمكان ان يلعب كل من هولاء المكونان دورا ايجابيا مع بعضهما البعض وهدا لن يأتي إلا إذا فكر قادة الحراك في الداخل و الخارج بصوره ايجابيه لان ما يحصل الان من تعنت و خلاف بين الطرفين لا يخدم احد منهما .. و أقولها صراحة و كمستقلة انه على الجميع ان يعي وضعه الاستراتيجي الأبدي و المحدود للمرحلة الدقيقة وعلى الجميع ان يتعايش مع بعضه البعض في كل الظروف المتاحة في ظلال المحبة و الإخاء لا في ظلال الحرائق و الحرب و الضرب .