المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجاهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الناظر العادي إلى وضع الجنوب يرى ما تتفطر له الأكباد وتتقطع له الأفئدة وتتسلخ منه الجلود وتهتز الأجساد ويندى له الجبين , وضعنا صعب جداً , وحرج للغاية ويزداد سوءاً وخطورة يوماً بعد يوم , وإن بدت تباشير نصر أو خيوط أمل , أو إنفرجه سرعان ما تقتل بمهدها , وتجهض برحمها , إما من المتربصين الأعداء , أو بأيدي أبناء الجنوب الأغبياء , ولكن يظل الأمل بالله كبيراً , وإن هناك بقية من أهل الحلم والرشد لا يزالون ينافحون الداخل والخارج , ولا زالت جهود المخلصين وعزائم المناضلين الأوفياء في سعي حثيث لإنقاذ الوطن , وتوجيه مسيرة نضال الشعب الجنوبي وتضحياته نحو السبيل الأمثل والطريق الأعدل .
ونذكر كل مكونات وتوجهات الطيف الجنوبي ونذكر كل جنوبي بما هم عليه؟ ومن هم؟ وما هو المطلوب منهم والواجب عليهم ؟ حتى تتضح الصورة وتبان الرؤية , وتظهر الحقيقة .
مما دفعني لكتابة هذا الموضوع هو التفرق والخلاق والتناحر والشتات الذي يعيش فيه فئات من الناس في جنوبنا الغالي , كل هذا جعله شعب الجنوب تحت قدمه , وأثبت بالمليونيات المتتالية أن كل هذه المعوقات هي إما صنيعة الإحتلال , أو صنيعة أناس من المتحزبين أو أصحاب المصالح ومن يسمون أنفسهم قادة.
عقبات كثر ومشاكل ليس لها أول ولا لها آخر , تنخر في الجسد الجنوبي كنخر السوس صافي الحبوب , صراع على سلطة !!بعلم الله , وصراع على زعامات , وتحزب وإستقطابات , وإتهامات وتخوين , وتثبيط,
وعمل غير منظم وجهود مشتته ,,, الى ما له نهاية من العلل والأمراض التي تؤخر عجلة المسيرة , وتعرض سيرها للخطر المحدق ... هذا الذي عليه الجنوبيين!!
وأما من هم الجنوبيون؟
نقول لمن لا يعرف نفسه من هو؟.. إنكم أولاً المسلمون , قال الله تبارك وتعالى : ( ... هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا....) ولله الحمد والمنة فكل الجنوب قاطبة وعن بكرة أبيه مسلمون وهذا فضل من الله يجب أن يشكر عليه ربنا تبارك وتعالى أن جعلنا من عباده المؤمنين .
وأنكم يا معشر الجنوبيين كلكم عن بكرة أبيكم على السنة , وهذا فضل ثانٍ من الله تبارك وتعالى قل أن يكون في بلد عربي مسلم , فلا شيعة , ولا طوائف منحرفة مخالفة للدين إلا ما ظهر منها قريبا وهي دخيلة على المجتمع الجنوبي وإن شاء الله بتكاتف المخلصين ستزول.
وأنكم كلكم عن بكرة أبيكم عرب أقحاح , وحتى أنكم من اليمن الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم : ألين قلوباً وأرق أفئدة فهي تنطبق عليكم وليس للشمال منها إلا ما يسر لأن الجنوبيين هم أحق من أتصف بهذا الوصف العظيم حين غاااااب عن جل أهل الشمال...
وأنكم أصحاب النصرة والفزعة للدين من قديم الزمن , ونصرة المضلوم , وأرباب العلم , والفتوحات الإسلامية , والدعوية في مشارق الأرض ومغاربها خير دليل على أن الجنوبيين لهم الحظ الأوفر في نشر الدين ونصرته, وأنكم أصحاب الحضارة منذ قديم الزمن
وأنكم الممتثلين للنظام والقانون والدولة المدنية , وقد أثبتم خلال فترة ما بعد الإستقلال حتى عام 90 أنكم بناة الوطن وحاملي لواء نهضته بجهدكم المقل صنعتكم الدولة , وأسستكم كل دعائم الدولة الحديثة المدنية التي واكبت العصر أنذاك وكان لها الصيت والهيبة من الأقليم وغيره.
كل هذا الإرث العظيم يضعنا كل الجنوبيين بلا إستثناء إمام واجب عظيم , ومسؤولية كبيرة , لا يعفى منه صغير ولا كبير ولا عالم ولا جاهل ولا رجل ولا إمرأة الكل مسؤول بحسبه أمام هذا الوطن الجريح الأسير
من الجنوبيين : من عاهد وصدق , : منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ,, هولاء هم من نسأل الله أن يجعلهم من الشهداء الأبرار والجرحى الأبرار, والأسرى الأخيار , ومنهم ما زال ينتظر نضاله ونسأل الله أن يحفظهم ويسدد خطاهم ,ويوفقهم إلى ما فيه خير البلاد والعباد , الذي نسأل الله أن يكون بقية الجنوبيين ممن ينتظر دوره المنوط به.
ومن الجنوبيين , العملاء وأصحاب المصالح , والعاملين بنية ولكن على غير بصيرة , والمتحزبين الذين فرقوا الناس من حيث علموا أم يعلموا , والمنحرفين في الفكر والعقيدة ,,,, نقول لكل أولئك أنه لا يزال لديكم متسع لمراجعة أنفسكم , وإستشارة الضمير, وإتباع العقل السليم , والنظر الحصيف ,,, عودوا إلى حاضنة الجنوب , فالجنوب أب رحيم وأم حنون ,_.. بلدة طيبة ورب غفور...وإياكم والتمادي في الغي حتى لا تكون العاقبة سيل عرم من الحروب والمصائب أنتم أول وقودها , أو إستبدال جنان النعيم بأثل سوء العمل , وسدر فساد النيات , وثمرة شوك ما صنعت أيديكم.
فهل نضحي لأجل الجنوب ؟! وهل نتنازل عن الأحقاد الخلاف والأنانية والمصالح الزائلة لأجل الوطن والإنسان , حتى نعيش جميعاً كالجسد الواحد : إذا تداعى عليه المرض تداعى بالحمى والسهر
أيها الكتاب والإعلامين والمتابعين والرموز وكل من له كلمة او رأي أو أو .... إن الجنوب أمانة في أعناقنا جميعاً: { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالْجِبَال فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَان إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا }
ألا فاتقوا الله في وطنكم وأهلكم جميعاً وليعلم كل منا أنه إما يكون مفتاح خير ومغلاق شر, أو مفتاح شر مغلاق خير , فبارك الله بالأول وهدى الله الثاني أو كفانا الله شره بما شاء وكيف شاء
|