غادر الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي صنعاء صباح اليوم متوجها الى الامارات العربية المتحدة وفي طريقه الى لندن , وتأتي مغادرته بعد اشتداد المرض عليه ما اضطره للمغادرة في ظل هذه الظروف الحساسة التي تمر بها البلاد
وفي رسالة وجهها الى قيادات الحزب كلف الدكتور ابو بكر باذيب ان يحل محله في هيئة رئاسة مؤتمر الحوار ولجنة التوفيق, والرفاق عبدالرحمن عمر وقادري احمد حيدر وشفيع العبد مواصلة متابعة القضية الجنوبية.
ودعا الدكتور ياسين في رسالته الى مواصلة التحضير لعقد المجلس الحزبي في اقرب وقت ممكن للأهمية التي يعولها الحزب على انعقاده.
وكان الأمين العام أكد في تصريح لصحيفة الشارع عدد اليوم ان سفره مؤقت للعلاج، مضيفا أن الوضع حساس لكن وضعه الصحي غير جيد، ويحتاج للسفر للخارج لاستكمال العلاج لدى الطبيب الذي اجرى له العملية الجراحية قبل عامين.
على الصعيد نفسه وفي تصريح لموقع نيوز يمن نفى محمد غالب احمد مسؤول العلاقات الخارجية في الأمانة العامة للحزب الاشتراكي ما نشرته صحيفة الأولى على صدر صفحتها الاولى اليوم من ان الأمين العام ينسحب من العمل السياسي.
من جانبه أكد الامين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني أبو بكر باذيب أن الدكتور ياسين كلفة بمهام الأمين العام إلى حين عودته من الخارج.
نص رسالة الدكتور ياسين الموجهة للمكتب السياسي:
الرفيق الأمين المساعد المحترم
الرفاق الأمنا العاميين المساعدين المحترمين
بعد التحية والاحترام
بسبب ظروفي الصحية واشتداد المرض علي في الآونة الأخيرة، فقد رأيت أنه من الضروري أن أتفرغ للعلاج لفترة من الزمن.
وقد كان يحدونا الأمل أن ننتهي من عقد المجلس الحزبي في الوقت الذي حددناه أكثر من مرة، ولكن يبدوا أن العوائق التي حالت دون ذلك تحتاج إلى بعض الوقت، عليه فإنني آمل أن تواصلوا التحضير لعقد المجلس الحزبي للأهمية التي يعولها حزبنا على انعقاده في أقرب وقت ممكن.
كما أود هنا أن أشير إلى دور حزبنا في الحوار الوطني وأهمية استمراره، ولهذا أرى أن يحل محلي في هيئة رئاسة مؤتمر الحوار ولجنة التوفيق الأخ أبو بكر باذيب، وأن يواصل الإخوة عبدالرحمن عمر وقادري أحمد حيدر، وشفيع العبد، في متابعة القضية الجنوبية، مع رجاء الاهتمام بفريق الحزب الاشتراكي اليمني في مؤتمر الحوار، وعلى وجه الخصوص الشباب منهم، والذين شرفوا الحزب بدورهم الرائع على كافة الأصعدة.
أتمنى لكم من قلبي التوفيق في قيادة حزبنا الذي يواجه تحديات كبيرة بسبب وضوح موقفه من القضايا الوطنية الكبرى التي لا تعجب الكثيرين.
ولكم جميعاً خالص المودة والتقدير.
أخوكم:
د. ياسين سعيد نعمان
الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني
........
هذا وكان الدكتور ياسين سعيد نعمان كان قد كتب توضيحا لموقف الاشتراكي ولأهميته صدى عدن يعيد نشر نصة :
توضيحا للموقف: لن نكون طرفا في حل نراه خاطئا لقضية الجنوب
بقلم/ د. ياسين سعيد نعمان
-
ما نشر في بعض وسائل الاعلام فبركة إعلامية لموضوعات جرى التشاور بشأنها مع الرئيس منذ ما قبل الحوار الوطني بفترة عندما بدأ يستعرض المشروعات المطروحة ومن ضمنها خمسة أقاليم وأربعة وثلاثة وإقليمين. أما مشروع الحزب الاشتراكي فهو دولة إتحادية يكون الجنوب طرفا موحدا فيها، وهو الموقف الذي عبر عنه الحزب في وثيقة الإنقاذ الصادرة عام 2009.
وكان الحزب الاشتراكي هو الذي حمل نفسه مسئولية البحث الجاد في الخيارات المطروحة بمسئولية. ناقش وحاور، اتفق واختلف حتى أقرت اللجنة المركزية في دورتها في يونيو 2013المشروع الذي تقدم به الحزب بعد ذلك إلى مؤتمر الحوار والذي ينطلق في الأساس من وحدة الجنوب في أي دولة إتحادية لمعرفته بخطورة تقسيم الجنوب على قاعدة إقليم شرقي وآخر غربي في تمزيقه وفي تفكيك اليمن بشكل عام وأصبح هذا المشروع بعد ذلك هو مشروعه الرسمي. وإذا هناك أي وثيقة بعد هذا التاريخ بإمكانهم أن يبرزوها.
لا أعرف أن محيط الرئيس هادي قد تعلم بهذه السرعة مهنة الابتزاز، على الأقل حسب ما نشرته الأهالي، مستخدما المشاورات مع الرئيس لهذا الغرض البغيض.
يعرف الرئيس هادي ما لا يعرفه الآخرون كم هي النقاشات التي دارت بيننا حول هذا الموضوع بعد أن اتخذت اللجنة المركزية قرارها بضرورة بقاء الجنوب موحدا في دولة إتحادية جرى تفسيرها بعد ذلك بإقليمين. كان الرئيس هادي ينصت بإهتمام الرجل الذي يبحث عن حل توافقي وكنت أقدر كثيرا الوضع الذي هو فيه. وقلت له في أحد اللقاءات أعرف ما تعانيه لكن قدر أيضا موقف حزبنا من قضية تقسيم الجنوب.. أيا كان الموقف الذي ستأخذه الأغلبية وفيه تقسيم للجنوب فإننا لن نكون طرفا فيه وفي نفس الوقت لن نقف في وجه نجاح الحوار.. وعلى القوى التي ستتخذ قرارا كهذا أن تتحمل وحدها مسئوليته فإذا أثبتت الأيام أنه كان صحيحا فهم وحدهم من يكافأون عليه وإذا أثبت العكس فلن نكون طرفا في المسئولية.
في 1994 وقعنا وثيقة العهد والإتفاق وقالوا إنها وثيقة الخيانة وداسوا عليها بالحرب. واليوم لا نريد أن نكون طرفا في حل نراه خاطئا لقضية الجنوب.. إذا لا يرضيكم مقترحنا أتركوه ولكن لا تتوقعوا منا ن نصادق على مشروع غير واضح طبخ على عجل في آخر لحظة وكل ما هو واضح فيه فقط تقسيم الجنوب بطريقة تعيد إلى الذاكرة المشروع الاستعماري القديم.
قام البعض بتحريض الإتحاد الأوروبي ضدي شخصيا وطلبوا مقابلتي لإبلاغي بأن مشروع اٌلإقليمين لا يمكن تطبيقه، ثم قاموا بحملة مع ممثلي الدول الخمس ضد مشروع الإقليمين وقلت لهم في إجتماعات متفرقة لماذا تناقشون فقط مشروع الاشتراكي ولا تسألون ماهي مشاريع الأطراف الأخرى.
وهذا ما قلته للرئيس هادي في اللقاءات الأخيرة عندما استنفدنا النقاش دون الوصول إلى نتيجة. قبل أيام أتصل بي وفال الجماعة المؤتمر والإصلاح طرحوا ستة أقاليم، قلت له بالحرف الواحد: هل هذا المشروع للحوار أو للتنفيذ.. إذا كان للحوار فعليهم أن يقدموه مكتوبا مثلما قدمنا مشروعنا مكتوبا ومبررا، أما إذا كان للتنفيذ فأنا لأول مرة سمع أن طرفا في الحوار يفرض رأيه على الأطراف الأخرى بدون حوار.
كان الرئيس إيجابيا ومسئولا في كل النقاشات التي جرت بيننا وكما قلت كنت أشعر بحجم المسئولية التي عليه لكنني كنت أنطلق في نفس الوقت من مسئولية الحزب الاشتراكي تجاه ذلك الجزء من الوطن الذي حكمه وقاده إلى الوحدة ومسئوليته تجاه التضحيات الضخمة التي وحدت الجنوب ومسئوليته تجاه اليمن وتضحيات مناضليه على طول اليمن وعرضها من أجل انتصار القضية الوطنية. أقول ان الرئيس هادي كان يتصرف بمسئولية ولكن في زمن غير مسئول، والزمن الذي لا يقيم للمسئولية وزنا تكثر فيه الأوجاع والأخطاء معا. وتوقف النقاش هنا. ثم سارت الأمور بعد ذلك على النحو الذي أرادت فيه أطراف بعينها أن تفرض إرادتها على الآخرين بتلك الطريقة التي تعسفت أسس وقواعد الحوار.
نهايات الحوار كان لا يجب أن تدار بحسابات المصالح المستبدة ولكن بالمضمون الأخلاقي والتوافقي للحوار.. هناك من كشروا أنيابهم في اللحظات الأخيرة لإنتاج تحالفات انتزاع القرار الذي طبخ على عجل كمحصلة لوهم سنين السلطة والقوة وهو ما نرفضه جملة وتفصيلا، ففي موضوع التوقيع خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا وصوروا ان من لم يوقع على الوثيقة أنه ضدها.. نحن كنا ضد فرض الستة الأقاليم كخيار وحيد في الوثيقة.. أما وقد عدلت إلى الخيارين: الإقليمين والستة لعرضهما على مؤتمر الحوار فلم تعد توجد لدينا مشكلة مع الوثيقة.
كان على كل الذين انخرطوا في الحوار الوطني أن يتمسكوا به وان يغادروا المشهد الآخر: الحروب والعنف والقوة والفوضى مهما أغراهم واقع الحال بالإنخراط فيه ولو لتعزيز موقعهم على الأرض.. هذا الآخر مستنقع لن يكون بمقدورهم الخروج منه، وهو مهما بدا مغريا لمن يملكون مقومات البقاء فيه إلا أته في نهاية المطاف طارد للجميع.. تقديم التنازلات في نطاق المشروع السياسي لا يعد خسارة بالمرة لمن يعتقدون انهم أقوياء. افلا يتدبرون [ الأمر ] أم على قلوب أقفالها.
|