السلطان المؤسس عمر بن عوض القعيطي
ولد في حضرموت وتوجه الى الهند عبر الأراضي المقدسة وهو لا يزال في سن مبكرة .. وصل الى حيدر أبا وكان قد سبقه الى هناك أربعة من أخوانه .. ثم ذهب الى امارة (ناجيبور ) القيب حيث يعمل عامر أخوه .. خلال أسبوع من وصوله توفى عامر أخوه وكان يشغل منصبا رفيعا في تلك الامارة الهندوسية التي معظم سكانها من طائفة (المرهتا) .. بعد أن توفى عامر أخوه قدموه للحاكم .. حيث كان يريد أن يوظفه .. فوجد أنه أكسح فسأله ما الذي تستطيع القيام به .. فقال له أي شيء ولك أن تجربني ؟ وبالفعل وجده بارعا فولاه على 100 جندي ثم 2500 وأصبح من القادة المميزين ..
وفي تلك الفترة كان الحاكم العام في الهند( اللورد دالهوزي ) حيث كان بعقلية استعمارية توسعية ويريد الإستيلاء على ناجيبور ..
وكانت الذريعة أن حاكم ناجيبور السابق كان عقيما وليس له أبناء وعندما قام بتبني الحاكم الحالي لم يعترف به دالهوزي .. فنشبت مواجهات عنيفة وكان الجيش يضم عدد كبير من العرب في غالبيتهم عرب من جنوب الجزيرة وخصوصا يافع والعوالق ..وقد اشتهر أهل يافع بالرماية والدفاع من وراء المتاريس وفعلا أبلوا بلاءا عجيبا .. حتى أن الحاكم وقع بأسر القوات البريطانية فيما بقي أهل يافع والعوالق يقاومون بشراسة .. وبشرف حيث كان الانجليز ينقلون جرحاهم من ساحة المعركة فيطلب عوض بن عمر من مقاتليه عدم التعرض لهم حتى يخلوا جرحاهم وقتلاهم .. وظلوا متحصنين رغم أن الحصن لم يكن منيعا وبالأخير أرسل الحاكم الهندي الى عوض بن عمر القعيطي يطلب منه الاستسلام ,, ولكنه رفض الاستسلام وقبل ايقاف القتال بشروط ومنها خروج المقاتلين العرب الى أي جهة يختارونها هم مع كامل أسلحتهم وأموالهم .. وبالفعل تم قبول شرطهم هذا وتحركوا بعدها الى حيدر أباد حيث كان حاكمها مسلما لكنها كانت تعاني من أزمة مالية خانقة بسبب الجفاف فقدم عليه عوض بن عمر وبقية العرب ومنهم عبدالله بن علي بن ناصر العولقي الذي رافقه من الاراضي المقدسة الى الهند .. قدموا الاموال لمساعدة حاكم حيدر اباد (شاه لال )وحظيوا بمكانة رفيعة حيث كان يرهن لهم بعض ممتلكات الدولة وأرضي زراعية شاسعة حتى يقال بأن ثلث حيدر اباد أصبحت ملكا لعرب بسبب اقراضهم للدولة.. ثم ولاهم على الجيش وكان هناك تنافس بين الاثنين العولقي والقعيطي ..حيث كانوا يديرون الجيش وكان كل واحد منهم قائد للواء قوامه 2500 فرد .
منهج يالوماه :
بعد أن استقر الجمعدار عوض بن عمر في حيدر اباد وكانت ظروفه المادية ممتازة فأهتم بتعليم أولاده وأحضر لهم أكفئ المدرسين .. وفي احد الأيام سألهم ماذا تدرسون .. قالوا له علوم وقرآن ولغات .. الخ
قال : هل علموكم "يالوماه " تبسم الأبناء وقالوا لم ندرسها ..
فقرر بعدها مباشرة ارسالهم الى حضرموت ليكملوا دراستهم هناك ويأخذوا معها جرعات من القيم الأصيلة ..
يتبع ..