صادق حيد بعد طرده من مكتبه من قبل جنود الأمن المركزي : والله ما بيدنا شيء نحن الجنوبيين قدنا مدعوسين من 94
مدير امن مدينة عدن متحدثا خلال لقاء موسع عقد بمبنى الحكومة المحلية عقب تعيينه قبل اكثر من عام - عدن الغد
صادق حيد
كتب / عبدالسلام عاطف بن جابر
بكى اللواء صادق حيد بكاءً مريراً تهتز له الجبال ، فرسمت دموعه ترانيم الحرية ، وغنى على أنغامها الضمير وتمرد الجسد ، ودندن الجنوبيون أنشودة الربان ( هلَّت بشائر ... ) لأنَّهم فهموا ما أراد أن يفهمهم سيادة اللواء ، فهم يحملون نفس الروح ونفس الدموع ونفس الاسباب . لكنَّ الشماليين لم يفهموه ، أو أنهم تجاهلوا الحقيقة وإمعاناً في تجاهلهم و ازدرائهم نشر مصدر أمني بيان يعبر عن استغرابه بكاء اللواء صادق حيد ، وكأنهم أرادوا التلميح بأن بكاءه ناتج عن ضعف فيه وعجزه عن القيام بالواجبات المناطة به.
لكن الحقيقة التي لا يتجاهلها إلا قريبٌ جاهل أو عدوٌ متعجرف ، أنَّ دموعه كان سببها الحقيقة التي ظل يتجاهلها ، حتى وصلت نارها أطراف ثوبه ، وهي التعامل الاستعماري مع الجنوب ، والتي تحتم عدم الثقة بأي جنوبي . فما تم تسريبه عن الاجتماع أن دموع اللواء انهمرت عندما تحدث عن الانفلات الأمني ، وتعطيل وزير الداخلية لأمر الرئيس منصور بتجنيد ١٠٠٠ فرد من أبناء عدن في وحدات أمن عدن ، وتحويل مهمة التجنيد إلى ضباط مرتبطين بحزب الإصلاح ، الذين بدءوا تجنيد أعضاء من حزب الإصلاح ، القليل من أبناء عدن والغالبية من أبناء المحافظات الشمالية .
فلما عجز اللواء عن البوح بالحقيقة انهمرت دموعه قهراً على وطن يشارك في تدميره بقصد أو بدون قصد . لم يبكى اللواء حينها بل بكى ضميره الحي المخلص المحب لوطنه ، وكأنَّه استرجع التاريخ ٣٥٠ عاماً حين كان الإمام أحمد بن الحسن (صاحب المواهب) قائد الجيش الغازي للجنوب ، وأصدر قراراً بسلب الجنوبيين السلاح ومنعهم من امتلاكه ، وفي يافع بالغ في إذلالهم فأمرهم بحمل السلاح على ظهورهم مشياً على الإقدام من يافع إلى ضوران آنس (عاصمة الامام اسماعيل حينها) وحتى سكاكين الطبخ منعها عليهم ، وجعل لكل عشرة بيوت سكين واحد .
حينها بكى السلطان محمد بن معوضة العفيفي في المعتقل ، بكى إذلال قومه ، وتواطؤ بعض سلاطين الجنوب مع الإمام . وبعد ست سنوات مات قهراً وكمدا ، فأطلقوا سراح زوجته ، التي عادت إلى يافع ، لتسقي ابنه قحطان دموع أبيه ، فكانت ترياق الحرية والكرامة ، فما أن شبَّ عن الطوق حتى أطلق ثورة التحرير ، فأخرجهم من يافع ومن البيضاء ( كانت سلطنة جنوبية ) ومن عدن وأبين ، ثم عاد ليحمي الحدود ، وظل سنوات كراً وفراً حتى استشهد وسلم الراية لأبنه السلطان سيف الحنيفة ، الذي أكمل تحرير الجنوب ، وحرر اليمن الشافعي المظلوم ( اليمن الأسفل ) تعز وإب وترك لهم بلادهم ليحكموها ، ثم هاجم رداع وذمار وكل مناطقها ووصل إلى ضوران آنس عاصمة الإمام ، فوقف على قبر جده وسلم عليه ، وكأنه يقول له نم مطمئناً فلا دموع بعد اليوم ، فقد أخرجناهم أذلةً وهم صاغرون .
إنَّ دموع الرجال ترياق الحرية للشعوب المقهورة ، ومسمومة على من تسبب بها ، وكما كانت دموع الحيد حرةً متمردة على أمره العسكري بالتوقف ، فانصاعت لضميره . سوف يأتي اليوم الذي ينصاع جسده لذلك الضمير العظيم ، وسيبقى في قلوب الجنوبيين نجماً رياضياً تشرَّفوا به لاعباً ومدرباً وإدارياً محنكاً ، وضابطاً مهنياً مهاباً ، كما عهده زملائه وتلاميذه الضباط ، لاتقل مكانته عن البطل الشهيد الفريق الركن سالم قطن . لك التحية سيادة اللواء ونسأل الله أن تكون حيث يتمنى لك المحبون ، ولا نامت أعينٌ أبكت عيونك.
المزيد
الأحد 05 يناير 2014 12:54 مساءً
عدن(عدن الغد)خاص:
ارتفعت حدة التوتر اليوم الأحد بمدينة عدن بعد سيطرة عدد من جنود الأمن المركزي في المدينة على إدارة الأمن العام وطرد مدير الأمن من داخل الإدارة بصورة وصفت من قبل شهود عيان "بالمهينة".
وروت مصادر عاملة في إدارة الأمن العام لـ"عدن الغد" واقعة طرد مدير امن عدن من قبل جنود من الأمن المركزي صباح اليوم الأحد .
وقالت المصادر ان اطقم من جهاز الأمن المركزي وصلت إلى أمام بوابة الأمن العام وقامت بطرد جنود الأمن العام الذين كانوا يتولون حراسته بعد مقتل امراة كانت على متن سيارة مرت مسرعة ورفضت التوقف أمام مبنى إدارة الأمن وكان يقودها ضابط في جهاز الأمن المركزي بعدن .
وقال مصدر مقرب من "صادق حيد" لمحرر "عدن الغد" عبر الهاتف انه وصل صباحا إلى مقر إدارة الأمن ليفاجئ بان جنود من الأمن المركزي هم من يسيطرون على مبنى إدارته .
وقال المصدر ان "حيد" حاول الدخول لكن احد جنود الأمن المركزي خاطبه بالقول :" رح لك من هانا" ارجع كمل نومك سلم الجنود اللي أطلقوا الرصاص وبعدين تحاكى .
وبدأ حيد غاضبا وحاول أكثر من مرة دخول مكتبه لكن جنود الأمن المركزي منعوه من الدخول الأمر الذي اضطره إلى التوجه إلى مقر جهاز البحث الجنائي المجاور .
وقال شهود عيان من الأمن ان "حيد" وخلال مغادرته لبوابة الأمن كان غاضبا وصاح في وجوه جنود الأمن المركزي بالقول :" والله ما بيدنا شيء نحن الجنوبيين قدنا
مدعوسين من 94 ."
|