وكالة أنباء أميركية: الأمم المتحدة رعت محادثات لقيام دولة اشتراكية في جنوب اليمن
الحراك الجنوبي اليمني
تحدث تقرير وكالة "يونايتد برس انترناشونال" الأميركية عن ثلاث مجموعات تهديد رئيسية في اليمن هي (الحراك والحوثيين والقاعدة في شبه الجزيرة العربية).
وأشارت الوكالة ـ في تقريرها ـ إلى أن الحراك، في جنوبي اليمن، يسعى للحصول على دولة ليبرالية اشتراكية مستقلة، وهو ما قد يحصل بعد الانتهاء الناجح على ما يبدو لمحادثات رعتها الأمم المتحدة في 24 ديسمبر وفقاً للتقرير.
والتقرير المعنون بـ(حرب اليمن تتكثف) لفت إلى أن الحوثيين في شمال غرب اليمن يسعون لقيام دولة شيعية خالية من السيطرة السنية.. ويُشتبه بوجود علاقات متشددة لهم مع إيران، مضيفة بالنسبة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية فإنها تحارب من أجل إقامة منطقة لها في اليمن من أجل شن العمليات الإقلمية والدولية من هناك.
ولفتت الوكالة الأميركية إلى وجود قبائل في اليمن تتمتع باستقلالية، فهي أحياناً تهاجم الحكومة حول السياسات التي لا يحبذونها ويتماشون مع المجموعات الثلاث المذكورة أعلاه عندما يتطلب ذلك احتياجاتهم.
وتعلق الوكالة: جميع هذه المجموعات كانت نشطة للغاية في عام 2013 القتلة المتشددون المشتبه بهم قتلوا بشكل منهجي 93 مسئولا أمنيا وعشرات المدنيين خلال هذا العام.
يقول المحلل السياسي اليمني/ عبد الغني الإرياني, إن عمليات القتل ـ على ما يبدو ـ إنها جزء من خطة أوسع ضد الحكومة؛ حيث شهر ديسمبر في اليمن كان عنيفاً بشكل خاص ويعكس المتاعب الشاملة التي يواجهها البلد.
وقالت الوكالة إنه بسبب أن العديد من جماعات التهديد في اليمن تكثف أنشطتها في كل مرة، فإن اليمن تواجه خطر التفكك، خصوصا إذا ما استمر العنف تصاعدياً، مشيرة إلى أن ارتباط إيران بالحوثيين يُظهر أن طهران ربما تفعل في اليمن ما قامت به في العراق، مستخدمة الميليشيات الشيعية لزعزعة استقرار خصومها, وهذا من شأنه زيادة التوتر بين دول الجزيرة العربية وإيران، والتي وصلت بالفعل إلى نقطة عالية من التوتر.
وأوضح التقرير أن اليمن هي نقطة أخرى من بقاع العالم الساخنة التي لها انعكاسات أمنية أبعد من حدودها وترتيبها العالمي. وبالتالي فإن هجمات الطائرات بدون طيار وحدها لم تفعل شيئا للمساعدة في استقرار البلاد ولم تغير في السياسات السياسية والاقتصادية المحلية.. والاتفاق الأخير مع الحراك يمثل النقطة المضيئة المحتملة.
وقال: إن الحرب في اليمن لا تظهر أي مؤشرات على إيقافها في أي وقت قريب وبالتالي فإنها تضيف يوميا مخاطر أشد.
وأشارت الوكالة الحرب في اليمن لديها قابلية للتمدد إلى جاراتها, وهذا حقيقي مع القاعدة في شبة الجزيرة العربية بصفة خاصة.
وأفادت بأن القاعدة لديها خيوط نشطة في السعودية وأن مواطنين سعوديين يواصلون الانضمام إلى القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن
ويضيف التقرير: عائدات النفط تسجل 70 بالمائة من الدخل القومي في اليمن, بل إن الهجمات على هذا القطاع كلفت الحكومة اليمنية أربعة مليارات دولار منذ عام 2011، وهذا يعيق الحكومة من تمويل العمليات الأمنية التي تحافظ على استقرار اليمن.
وعلى الصعيد الإقليمي قال التقرير: الحرب في اليمن تهدد قطاعات الغاز والنفط لدى جاراتها, الحفارات ذات التقنية العالية التي تشبع بها السوق الأميركي تواصل نموها في السعودية. شركات الخدمات مثل "بيكر هيوز وشلمبرجير وهاليبرتون" جميعها ترى إمكانات كبيرة للعمل هناك في بداية عام 2014, كما أن شركة BP وقعت مؤخراً اتفاقاً لاستثمار 16 مليار دولار مشروع غازي في سلطنة عمان.
وفي حين تتدفق هذه الشركات إلى شبه الجزيرة العربية، فإنها ستكون أهدافاً محتملة للمتشددين من اليمن، لاسيما القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وأشارت "يونايتد برس انترناشونال" إلى أنه على الصعيد الدولي" إذا استمر خروج الحرب في اليمن عن السيطرة، فإن ذلك سيعطي الكثير من المضاربين في السوق مخاوف من المخاطر السياسية مما سيرفع سعر النفط, صحيح أن اليمن ليست واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم لكن أعمال العنف فيها, إلى جانب عدم الاستقرار في العراق وسوريا والسودان وليبيا ومصر سوف يضمن بقاء سعر النفط مرتفعا، حتى مع تزايد الإنتاج العالمي".