عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-12-30, 04:10 PM   #4
صقر الجزيرة
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-25
المشاركات: 17,893
افتراضي

اجعلوا الزانة المحرقه خيارنا بدلا من عبارات الإدانة


بقلم: احمد علي الأحمدي *

إذا ما أجرينا شيئا من التشخيص العلمي للتركيبة العامة في العربية اليمنية نجد أنهم عبارة عن نظام احتلالي همجي ، يتفرع إلى جماعات إجرامية ، وعصابات مسلحة ، ومشائخ قبلية للسلب والفيد ، ومشايخ للفتاوى حسب الطلب ، وأمراء حرب جل تفكيرهم نهب ثروات الغير ، ومكون آخر يسمى بالرئيس الشكلي والحكومة الشكلية ، وفئات محرومة ومطحونة لا تجد قوت يومها ، ومجمل هذا كله لا وجود للدولة ، وان وجدت فان وجودها كعدمها ، وكلها جماعات تتناهش فيما بينها حتى على ريال يمني واحد ، فكيف لهم وهم رأوا في الجنوب العربي من الخيرات ما لم يره آبائهم ولا أجدادهم .

إذا دعونا نعترف بأننا عند هذه اللحظة ، وبعد أن أمضينا سبع سنوات من تعاملنا الثوري السلمي الحضاري لاستعادة دولتنا الجنوب العربي ، من خلال فك ارتباطنا بشكل سلمي وحضاري أيضا ، أننا لم نحقق شيئا ملموسا من هدفنا المصيري مع شعب بهذه التركيبة ، الذي جل ثقافته ووعيه جهل وتخلف وأمية عامة في كل شيء وفي أي شيء ، ولا يعي أو يفهم مثقال ذرة لمعنى السلمية والحضارة التي مازلنا نتعامل بها معه .

ودعونا نعترف كذلك بان نضالنا منحصر بالمسيرات الغاضبة والاستنكار والتنديد والمهرجانات ، وإلقاء الكلمات الرنانة والقصائد الشعرية من التي يتطاير منها الشرر ، والتشييع المهيب لشهدائنا والدعاء لجرحانا بالشفاء العاجل والحرية لمعتقلينا ، ومن خلال هذه العوامل التي تنم عن ثقافتنا فقد استغلها المحتل اليمني بتركيباته سالفة الذكر في جس نبضنا ، بدءا بالقتل الهمجي التدريجي بشكل أفراد ، ومن ثم التمادي بانتهاج التصفية الجسدية الابادية الجماعية ، وشهداء المصنع والمعجلة في محافظة أبين ومأتم العزاء في مديرية الضالع الذين قتلوا وجرحوا فيه بأعداد لا يفكر بها حتى المحتلين الصهاينة لفلسطين العربية ، ليكون شاهدا على التواطؤ المفضوح من قبل من يشتركون مع المحتل اليمني في المصالح ، ضد خيار وحق شعبنا في الجنوب العربي ، مرورا بقتل رموز قبائلنا والنيل من شرفنا ورجولتنا ، فما زلت أعود واكرر انه مخطئ من يعتقد أو يظن أو يتوهم ، أن لهذا المسلسل الإجرامي اليمني من نهاية ، مادام الجنوب العربي بلد الثقافة والوعي والخير والثروة .

فهل من يتفق معي أن المرحلة النضالية التي نمر بها تقتضي منا أن ننحي التنديدات جانبا ، ونتخذ نهج الزانة سبيلا لا مناص منه ، ومن دون ذلك سنظل نترح في مكاننا حيثما نحن ، ونفسح المجال للمحتل اليمني لفعل وممارسة ما يمليه مزاجه على شعب الجنوب العربي ، ومن يخشى ويهاب الموت من المدفع أو الدبابة أو الطيران ، فتلك نظرية حربية عفا عليها الزمن ، فللحروب علومها العامة وأساليبها وتكتيكاتها المختلفة ، وخططها القتالية المدروسة ، فليكن خيارنا الزانة بدلا من كلمات الإدانة التي سئمنا ترديدها .



(1) الزانة : الرصاص

* عضو الأمانة العامة جبهة التحرير
__________________
قـــوتـــنا فـي تـلا حمــــــــنأ

وبــــثــبا تــنانــصـــــرنـا


العاب بنات
صقر الجزيرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس