توتر في مدن جنوب اليمن مع تنفيذ «هبة شعبية» في حضرموت
تاريخ النشر :21 ديسمبر 2013
عدن - وكالات الأنباء - تسود مدن جنوب اليمن حالة من التوتر الشديد مع دخول «الهبة الشعبية» مرحلة التنفيذ عقب صلاة الجمعة أمس للسيطرة على محافظة حضرموت وطرد قوات الجيش وتكليف لجان شعبية بتسيير شؤونها المحلية.
ووصلت مواكب من السيارات تحمل الآلاف من المناطق الحضرية والريفية منذ أمس الأول الخميس إلى حضرموت تلبية لدعوة من تحالف قبائل حضرموت لتنفيذ ما أطلق عليه «هبة شعبية» عارمة عقب مقتل زعيم قبيلة الحموم كبرى قبائل حضرموت الشيخ سعد بن حبريش ومرافقيه برصاص قوات الجيش في الثاني من ديسمبر الحالي ما خلق موجة غضب غير مسبوقة في صفوف قبائل الجنوب.
وكانت مساعي المصالحة التي قادها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي للتفاوض مع رئيس تحالف قبائل حضرموت والعودة إلى التحكيم القبلي لإنهاء التوتر قد فشلت ما جعل اليمن على فوهة بركان لاسيما مع تزايد الدعوات من قبل القوى والحركات والشخصيات اليمنية في جنوب البلاد بالانفصال عن الشمال وعودة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي كانت قائمة قبل إعلان توحيد شطري اليمن في 22 مايو عام 1990.
وقال بيان صادر عن تحالف قبائل حضرموت إن تحالف القبائل رفض طلبات طرحتها لجنة رئاسية للتحكيم في قضية مقتل الشيخ بن حبريش والبحث في المطالب التي تبناها زعماء قبائل حضرموت لتنفيذها مشيرا إلى أن التحالف القبلي لم يلمح جدية في تناول السلطات مع القضية ولم تتخذ أي خطوات لتنفيذ مطالبها في إحلال قوات أمن من أبناء حضرموت في النقاط الأمنية وإخراج قوات الجيش من المدن.
وأكد البيان استمرار الاستعدادات للهبة الشعبية في موعدها المحدد أي أمس الجمعة.
وشوهدت في شوارع محافظات عدن وحضرموت وأبين وشبوة ملصقات تدعو المواطنين الشماليين إلى مغادرة هذه المحافظات قبل الجمعة مذيلة بعبارات نحن في حل عن ممتلكاتكم وأموالكم وتجارتكم.
وقال شهود عيان لرويترز إن عشرات من الأسر التي تنتمي إلى المحافظات الشمالية قد غادرت بالفعل تلك المحافظات وعادت إلى مدنها بالشمال خوفا على أرواحها.
وذكروا أن الاتصالات السلكية سواء الثابتة أو المحمولة قد قطعت أمس عن محافظات الجنوب ولم يستطع أي شخص خارج محافظات الاتصال بأي قريب له في الجنوب.
وأكد سكان وشهود عيان في محافظة الضالع الجنوبية لرويترز أن أبناء الضالع أغلقوا ظهر أمس الجمعة منفذ (سناح) الحدودي مع شمال اليمن ورفعوا أعلام الجنوب على المباني والمؤسسات الحكومية ومبنى الأمن العام بالمحافظة.
وكان الشيخ سعد بن حبريش قتل وعدد من مرافقيه برصاص جنود دورية عسكرية مكلفة بمصادرة الأسلحة في إطار الحملة التي تنفذها السلطات لمكافحة حيازة السلاح وأعلنت السلطات اليمنية تالياً أن القتلى متهمون بالانتماء إلى تنظيم القاعدة ما أثار ردود فعل غاضبة لدى قبائل حضرموت التي هبت لنجدة قبيلة الحموم والاحتكام لما تقرره في شأن الثأر لمقتل زعيم القبيلة.
من ناحية أخرى، صرح مسؤول في وزارة النفط اليمنية أن فرق فنيين تبذل جهودا أمس الجمعة في شرق اليمن لإصلاح مقطع من أنبوب للنفط قام مسلحون بتخريبه ليلا، للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة، ما أدى إلى توقف ضخ الخام.
وقال المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته إن «الفنيين ترافقهم قوات الأمن يحاولون سد ثغرة فتحت في أنبوب النفط لضمان استئناف ضخ النفط الخام».
وأضاف أن المسلحين قاموا بتفجير الأنبوب مساء الخميس الماضي «بعد ساعة على إصلاحه على أثر عملية تخريب أولى».
ووقع الهجومان في منطقة العرقين في صرواح في محافظة مأرب شرق صنعاء، كما قال المصدر نفسه الذي نسب العمليتين إلى قبائل في المنطقة بدون أن يذكر السبب. ويربط أنبوب النفط الذي يبلغ طوله 420 كلم حقول صافر النفطية بميناء رأس عيسى على البحر الأحمر بالقرب من الحديدة. وتتعرض أنابيب النفط والغاز في اليمن باستمرار لهجمات. وتراجع إنتاج النفط بشكل كبير في اليمن بسبب الوضع الأمني وسوء صيانة البنى التحتية وتراجع الاستثمارات في التنقيب. وكان إنتاج اليمن في 2001 بحدود 440 ألف برميل يوميا. وفي 2010، صدر اليمن 103 آلاف برميل يوميا بحسب أرقام وكالة الطاقة العالمية. ويشهد اليمن حاليا عملية انتقالية سياسية صعبة بعد رحيل الرئيس علي عبدالله صالح بالتفاوض على أثر انتفاضة شعبية بدأت مطلع 2011 في إطار «الربيع العربي».
توتر في مدن جنوب اليمن مع تنفيذ «هبة شعبية» في حضرموت
تاريخ النشر :21 ديسمبر 2013
عدن - وكالات الأنباء - تسود مدن جنوب اليمن حالة من التوتر الشديد مع دخول «الهبة الشعبية» مرحلة التنفيذ عقب صلاة الجمعة أمس للسيطرة على محافظة حضرموت وطرد قوات الجيش وتكليف لجان شعبية بتسيير شؤونها المحلية.
ووصلت مواكب من السيارات تحمل الآلاف من المناطق الحضرية والريفية منذ أمس الأول الخميس إلى حضرموت تلبية لدعوة من تحالف قبائل حضرموت لتنفيذ ما أطلق عليه «هبة شعبية» عارمة عقب مقتل زعيم قبيلة الحموم كبرى قبائل حضرموت الشيخ سعد بن حبريش ومرافقيه برصاص قوات الجيش في الثاني من ديسمبر الحالي ما خلق موجة غضب غير مسبوقة في صفوف قبائل الجنوب.
وكانت مساعي المصالحة التي قادها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي للتفاوض مع رئيس تحالف قبائل حضرموت والعودة إلى التحكيم القبلي لإنهاء التوتر قد فشلت ما جعل اليمن على فوهة بركان لاسيما مع تزايد الدعوات من قبل القوى والحركات والشخصيات اليمنية في جنوب البلاد بالانفصال عن الشمال وعودة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي كانت قائمة قبل إعلان توحيد شطري اليمن في 22 مايو عام 1990.
وقال بيان صادر عن تحالف قبائل حضرموت إن تحالف القبائل رفض طلبات طرحتها لجنة رئاسية للتحكيم في قضية مقتل الشيخ بن حبريش والبحث في المطالب التي تبناها زعماء قبائل حضرموت لتنفيذها مشيرا إلى أن التحالف القبلي لم يلمح جدية في تناول السلطات مع القضية ولم تتخذ أي خطوات لتنفيذ مطالبها في إحلال قوات أمن من أبناء حضرموت في النقاط الأمنية وإخراج قوات الجيش من المدن.
وأكد البيان استمرار الاستعدادات للهبة الشعبية في موعدها المحدد أي أمس الجمعة.
وشوهدت في شوارع محافظات عدن وحضرموت وأبين وشبوة ملصقات تدعو المواطنين الشماليين إلى مغادرة هذه المحافظات قبل الجمعة مذيلة بعبارات نحن في حل عن ممتلكاتكم وأموالكم وتجارتكم.
وقال شهود عيان لرويترز إن عشرات من الأسر التي تنتمي إلى المحافظات الشمالية قد غادرت بالفعل تلك المحافظات وعادت إلى مدنها بالشمال خوفا على أرواحها.
وذكروا أن الاتصالات السلكية سواء الثابتة أو المحمولة قد قطعت أمس عن محافظات الجنوب ولم يستطع أي شخص خارج محافظات الاتصال بأي قريب له في الجنوب.
وأكد سكان وشهود عيان في محافظة الضالع الجنوبية لرويترز أن أبناء الضالع أغلقوا ظهر أمس الجمعة منفذ (سناح) الحدودي مع شمال اليمن ورفعوا أعلام الجنوب على المباني والمؤسسات الحكومية ومبنى الأمن العام بالمحافظة.
وكان الشيخ سعد بن حبريش قتل وعدد من مرافقيه برصاص جنود دورية عسكرية مكلفة بمصادرة الأسلحة في إطار الحملة التي تنفذها السلطات لمكافحة حيازة السلاح وأعلنت السلطات اليمنية تالياً أن القتلى متهمون بالانتماء إلى تنظيم القاعدة ما أثار ردود فعل غاضبة لدى قبائل حضرموت التي هبت لنجدة قبيلة الحموم والاحتكام لما تقرره في شأن الثأر لمقتل زعيم القبيلة.
من ناحية أخرى، صرح مسؤول في وزارة النفط اليمنية أن فرق فنيين تبذل جهودا أمس الجمعة في شرق اليمن لإصلاح مقطع من أنبوب للنفط قام مسلحون بتخريبه ليلا، للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة، ما أدى إلى توقف ضخ الخام.
وقال المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته إن «الفنيين ترافقهم قوات الأمن يحاولون سد ثغرة فتحت في أنبوب النفط لضمان استئناف ضخ النفط الخام».
وأضاف أن المسلحين قاموا بتفجير الأنبوب مساء الخميس الماضي «بعد ساعة على إصلاحه على أثر عملية تخريب أولى».
ووقع الهجومان في منطقة العرقين في صرواح في محافظة مأرب شرق صنعاء، كما قال المصدر نفسه الذي نسب العمليتين إلى قبائل في المنطقة بدون أن يذكر السبب. ويربط أنبوب النفط الذي يبلغ طوله 420 كلم حقول صافر النفطية بميناء رأس عيسى على البحر الأحمر بالقرب من الحديدة. وتتعرض أنابيب النفط والغاز في اليمن باستمرار لهجمات. وتراجع إنتاج النفط بشكل كبير في اليمن بسبب الوضع الأمني وسوء صيانة البنى التحتية وتراجع الاستثمارات في التنقيب. وكان إنتاج اليمن في 2001 بحدود 440 ألف برميل يوميا. وفي 2010، صدر اليمن 103 آلاف برميل يوميا بحسب أرقام وكالة الطاقة العالمية. ويشهد اليمن حاليا عملية انتقالية سياسية صعبة بعد رحيل الرئيس علي عبدالله صالح بالتفاوض على أثر انتفاضة شعبية بدأت مطلع 2011 في إطار «الربيع العربي».
__________________
[IMG]file:///C:/Users/dell/Downloads/562735_452337594800990_1195827186_n.jpg[/IMG]
|