[صقر الجزيرة]

ولأبناء الجنوب العربي في أنحاء المعمورة هبتهم الحضارية
احمد علي الأحمدي



لا نقول بأن الهبة الشعبية يوم العشرين من ديسمبر فرضت على شعبنا الجنوبي ، بل أصبحت أمرا محسوما لا بد منه ومفروغا منه ولا رجعة أو تراجع عنه ، بعد أن وصل بنا الحال إلى ما لا يطاق مع هذا المحتل اليمني الذي نسي نفسه بصفته محتل غاصب لأرض الغير، من خلال وحدة فاشلة معه أحالها إلى حرب غادرة صيف 1994م ، وتلاها بممارسات غاية في الهمجية والعنجهية لم يمارسها حتى بني صهيون ، وهي التي فجرت غضب شعبنا العربي الجنوبي الأبي باتخاذه من الهبة الشعبية قرارا مصيريا ، والاستعداد الكامل لها ولكل الاحتمالات التي قد تفرزها الهبة الشعبية ، مهما كان شكل ونوع المواجهة ومهما طال أمدها أو قصر، ما دام القرار هو طرد المحتل اليمني الغاشم واستعادة دولتنا الفتية ، لنعيش بحريتنا وكرامتنا وإنسانيتنا .

الهبة الشعبية لن يشعل شرارتها إلا الرجال ، وهاهم الرجال حاملين أرواحهم على اكفهم ولسان حالهم يقول مرحبا بالموت ، بعد أن صاروا يدا واحدة وقلبا واحدا وصفا واحدا وفي خندق واحد ، تجمعهم كلمة واحدة كتبت بدماء كل شهداء الجنوب ، وآخرهم روح ودم الشهيد البطل سعد بن حمد بن حبريش العليي شيخ مشائخ الحموم .

ومثلما هي هبة شعبية على طول وعرض وطننا الجنوبي العربي المحتل ونحن الذين أهل لها ، ونجيد اللغة التي يريد المحتل اليمني أن يفهمها ونفهمه إياها ، كالتي تجرعها المستعمر البريطاني في جنوبنا الحبيب فأخذ عصاه ورحل ، وبمثلها سيأخذ المحتل اليمني قشه ويرحل ، حيث لم يجدي مع المحتل اليمني نفعا لجوئنا للنهج السلمي لاستعادة دولتنا وفك ارتباطنا معه ، فإنني أقول لكل الجنوبيين ممن هم خارج الوطن وعبر جالياتهم الجنوبية ، أن تكون لهم ذات الهبة الشعبية الحضارية بمستوى حضارة الإنسان الجنوبي ، أمام مجلس الأمن الدولي وأمام جميع المنظمات والهيئات الدولية ، وفي المحافل والساحات في جميع بلدان ومواطن اغترابهم في شتى أنحاء المعمورة ، كي يعلم من لا يريد أن يعلم أن ما من حق يضيع ومن ورائه مطالب ، وأن معظم النار من مستصغر الشرر ، وأننا شعب لم يعد يبالي إن عظمت هذه النار وتوسعت وكبرت لنحولها إلى جهنم ثانية فوق رؤؤس أمراء الحرب اليمنيين ، ومن يقف من خلفهم ويرى أو يعتقد أن مصلحته تكمن في دعم ومساندة الباطل على حساب حقنا وكرامتنا نحن شعب الجنوب العربي .