حتى الآن تبدو فكرة الكفاح المسلح غير مقبولة من بعض قيادات الحراك الجنوبي وايضا كثير من أبناء الجنوب الذين يروا في نضالهم السلمي ثقافة معاكسة تماماً لثقافة القتل والدمار التي ينتهجها المحتل ، حيث أثبتت هذه الثقافة جدواها في كثير من بلدان العالم وأمام أعتى دول الاحتلال ، وهو مايبرر لهؤلاء الأخوة تمسكهم بسلمية النضال لتحقيق أهدافهم ، فهم يروا أن الاحتلال هو الاحتلال أكان بريطانياً أو يمنياً ومثلما نجح النضال السلمي هناك فلم َ لم ينجح هنا ؟ كما انه يعكس انطباع ايجابي عن حضارة هذا الشعب وكسب التعاطف معه ومن ثم مناصرته لاسترداد حقوقه ، وهم يعيدون سبب التأخير في الوصول الى هدفهم الى التشويش على سلميتهم ببعض الافعال المعاكسة التي أعطت المحتل مبرراً لاستعمال وحشيتها وجبروتها وكذا إظهار مايحدث من قتل على انه معركة ضد فوضويين و مخالفين للقانون وقاعدة وانصار شريعة الى آخره ، لكن هناك تيار آخر بدأ يتنامى سريعاً يرى إستحالة تحقيق شيء ملموس على الواقع مع الخيار السلمي وأعطوا عامل الأخلاق الانسانية المتناقضة في طبائع الاحتلالين سبباً لاستعمال الخيار العسكري في مواجهة هذا المحتل اليمني كلغة وحيدة تفهمها غرائزه ، وحقيقة ً ظهرت لنا ملامح النظافة في الاستعمار البريطاني بعد أن لمسنا القذارة في الاستعمار اليمني ويكفي معرفة الفرق بين النظيف والقذر حتي يتم التفريق بين الاحتلال البريطاني والاحتلال اليمني ولا معنى لأي فكرة سلام أمام هذا المحتل إلا في ثقافة المنهزمين الذين استمرأوا الظلم وصار مرض يلازمهم طول الوقت يفتك بكل قيم الرفض والاباء والعزة والكرامة التي يتحلى بها الانسان الحر ، وهذا التيار ربما وعى هذا المرض متأخراًوينادي أو يعمل على وضع علاج سريع وفعال يوقف هذا المرض قبل استفحاله وتصير الشعوب ميتة ومجردة من آدميتها .. ولكي لا نكون كذلك يرى هذا التيار خيار المواجهة خياراً لابد منه في مواجهة هذا المحتل المتغطرس ..